كابول/14 أكتوبر/جو هيمينج: أوضح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولين أن الجنود الإضافيين الذين سيتم إرسالهم إلى أفغانستان في العام الحالي سيبدأون في تحويل دفة الأمور ضد التمرد الذي تقوده حركة طالبان الذي اكتسب أرضا طوال السنوات الثلاث الماضية. ويقوم مولين بزيارة كابول مع المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد هولبروك بعد يوم واحد من موافقة حلف شمال الأطلسي على زيادة أعداد جنوده قبل انتخابات الرئاسة في أفغانستان المقررة في أغسطس. ووافق زعماء حلف شمال الأطلسي في قمة عقدت أمس الأول السبت على نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي للمساعدة في توفير الأمن لإنتخابات 20 أغسطس وهو ما يعد اختبارا رئيسيا لنجاح الولايات المتحدة في مهمة جعلها الرئيس باراك اوباما تحتل أهمية محورية في سياسته الخارجية. وستضاف تعزيزات حلف شمال الأطلسي إلى 17 ألف جندي أمريكي إضافي من المقرر أن يصلوا إلى البلاد بحلول شهر يوليو تموز وأربعة آلاف جندي أمريكي آخرين من المقرر أن يصلوا قبل شهر سبتمبر لتدريب القوات الأفغانية. وسينضمون كلهم إلى حوالي 70 ألف جندي دولي موجودين حاليا في أفغانستان. وأشار مولين في مؤتمر صحفي عقده مع هولبروك «أنا مقتنع بان هذه القدرة العسكرية الإضافية من المؤكد أنها ستبدأ في السماح لنا بعكس اتجاه التيار.» وسيتم إرسال معظم هذه القوات إلى الجنوب معقل التأييد الذي تتمتع به طالبان. وأكد مولين «هذا عام حاسم. وكل عام كان كذلك لكنني اعتقد أن عام 2009 يعد حيويا بصفة مطلقة ومن المؤكد انه سيكون حاسما.» وبعد أن طردت قوات تقودها الولايات المتحدة طالبان من الحكم في عام 2001 لإيوائهم زعماء تنظيم القاعدة الذين كانوا وراء هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة انسحب زعماء طالبان إلى ملاذات داخل المناطق القبلية الباكستانية وأعادوا تجميع صفوفهم وبدأوا تمردا تصاعد بشكل مستمر منذ منتصف عام 2005. وقال مولين «التوجهات في الجنوب والشرق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت تسير في الاتجاه الخاطئ.» وتؤكد إستراتيجية اوباما الجديدة التي كشف عنها في الشهر الماضي على المشاركة الدبلوماسية مع جيران أفغانستان والقوى الإقليمية إلى جانب المزيد من الدعم للتنمية الاقتصادية. وذكر هولبروك انه التقى بمبعوثين من دول حلف شمال الأطلسي وممثلين للقوى الإقليمية وهي روسيا والصين والهند في مدينة ميونيخ الألمانية. وقال هولبروك «اشعر بالامتنان لأني رأيت أن هناك إجماعا بين مجموعة من الدول لها وجهات نظر متنوعة بشكل واسع على أن الاستقرار في أفغانستان هو في مصلحتنا جميعا.» وأضاف هولبروك ان البناء على هذا الإجماع مهم جدا لأن كثيرا من الدول الإقليمية كانت ضالعة في أفغانستان في الماضي و»كل دولة تشتبه في كل دولة أخرى.» وقال «القضية هي الحصول على الدعم لأفغانستان التي لم تبلغ حد اللعبة الكبرى في القرن الواحد والعشرين» مشيرا إلى التنافس الذي جرى في القرن التاسع عشر على أفغانستان بين الإمبراطوريتين الروسية والبريطانية. والقضية ذات الأولوية في العام الحالي هي انتخابات الرئاسة التي ستختبر مدى استمرار ثقة الشعب في الديمقراطية الأفغانية إلى جانب قدرة حلف شمال الأطلسي على إقرار الأمن. واتفقت معظم الأطراف الآن على أن الرئيس حامد كرزاي سيبقى في منصبه بعد الموعد الدستوري النهائي المحدد في 21 مايو حتى انتخابات أغسطس حيث تحول التركيز نحو التأكد من عدم استخدامه منصبه بطريقة غير نزيهة في الحملة الانتخابية. وأوضح هولبروك أن الولايات المتحدة «ستضغط من اجل ساحة تنافس متساوية أمام الجميع وانتخابات حرة ونزيهة وشفافة... ولن ندعم أو نعارض أي مرشح بما في ذلك الرئيس الحالي. لن نفعل ذلك أبدا.»