الرئيس قحطان يلقي بيان إعلان الاستقلال
بسم الله.. باسم الثورة.. وباسم الشعب الذي آمن أن الحرية تنتزع ولا تعطى فسار على درب الثورة العظيمة التي فجرتها الجبهة القومية منذ الرابع عشر من أكتوبر سنة 63م مقدماً الشهداء عن سخاء راضياً بالتضحيات الجسيمة التي تحملها بكل طوائفه دونما تذمر أو سخط حتى تحررت أجزاء الوطن العظيم من الحكم الاستعماري البريطاني والإقطاع والسلاطين.أعلن أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أنه بناءً على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فإنه ابتداءً من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان 1387هـ الموافق 30 نوفمبر 1967م أعلن مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل أجزاء الوطن براً وجواً وبحراً التي كانت تعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها، وأنه من اللحظة الأولى لهذا الاستقلال ومولد الجمهورية تنتهي بذلك التجزئة البغيضة التي فرضت من قبل الاحتلال البريطاني والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي لتحل محلها دولة موحدة وحكومة مركزية واحدة تدير وتسيّر كل شؤون هذه الدولة الجديدة.. وان مولد الجمهورية لا يعني مطلقاً اننا قد وضعنا السلاح بل أن على الشعب وقواته المسلحة ان يظل يقظاً وساهراً للحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية وأن على الشعب تقع مسؤولية حماية الثورة وخطها التحرري التقدمي.ولقد حقق شعبنا هذه الانتصارات الكبيرة بفضل تنظيمه الطليعي ممثلاً بالجبهة القومية، لذا فإن الجمهورية ستعمل جاهدة على رعاية العمل الشعبي المنظم وإفساح المجال له إيماناً منها بأن الشعب هو صاحب الثورة وصانعها وان العمل المنظم هو السبيل لتعبئة الجماهير في خط الثورة وعلى هدى مفاهيمها ستعمل على إذابة النزاعات القبلية والثغرات الإقليمية والفوارق التي خلفها الاستعمار والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي السابق وانها تلتزم باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتوفر العيش الكريم لكل مواطن في الجمهورية الفتية وستقضي على جميع أسباب التخلف وستولي المناطق الريفية التي طالما أهملها العهد البائد رعايتها الكاملة وستعمل جاهدة على تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.كما انها تلتزم ضمان ومستقبل كل المناضلين الذين ساهموا في ظروفهم وأحوالهم كما ستعلن في القريب العاجل دستورها المؤقت الذي ستلتزم الحكومة به حتى إعداد دستور دائم.وتلتزم الجمهورية بمبدأ استمرار القانون والمحافظة على الأمن في هذا الإطار العام.. كما أنها تأخذ على نفسها رعايتها والسهر على رعاياها الذين في المهجر.كما تلتزم بحماية الجاليات الأجنبية في مجتمع الجمهورية وصيانة ممتلكاتهم وحقوقهم في حدود القانون.وإنها تؤكد إيمانها الصادق بوحدة اليمن الطبيعية شمالاً وجنوباً وستعمل من جانبها جاهدة بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة في بحث السبل العملية للوصول الى تحقيق هذا الهدف السامي.وتعلن أنها قررت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها.وتؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرر فلسطين وسائر أجواء الوطن العربي التي مازالت تحت الحكم الأجنبي.وتؤكد من جانبها ضرورة توطيد العلاقات بين الأقطار العربية المتجاورة وانتهاج الجميع سياسة حسن الجوار لتوطيد الروابط الأخوية وتأكيدها.وإن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قررت الانضمام الفوري الى الأمم المتحدة والالتزام بميثاقها والتعامل مع جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام الدولي في كافة المجالات وأنها ستفي من جانبها بالتزاماتها الدولية بما لا يتعارض مع سياستها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والتزاماتها القومية.وإن الجمهورية تقدر دور الأمم المتحدة الفعال لمساندة نضال شعبنا في الجنوب اليمني ودعمها في قراراتها التي أكدت فيها حقه في الحرية وإدانة الاستعمار البريطاني وتطلب من كافة الدول الأعضاء الأخذ بعين الاعتبار انها ستكون دولة شعبية تقدمية.كما تعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.وكجزء من بلدان العالم الثالث المتحررة من ربقة الاستعمار والمتطلع إلى غدٍ مشرق وبناء اقتصاد وطني تقدمي تتحمل مسؤولياتها بالتضامن مع الشعوب والدول الأفريقية والآسيوية وبقية شعوب ودول العالم الثالث في تنسيق وتطوير العلاقات الاقتصادية وفي تحمل تبعاتها تجاه كل الأجزاء التي مازالت ترزح تحت وطأة الاستعمار وبشتى أشكاله وصوره.كما تؤكد مخلصة وجادة بان الصداقة بين شعوب العالم واحترام سيادة كل دولة على أرضها والتعاون الاقتصادي المستمر هو السبيل إلى بناء صرح سلام عالمي عادل، لذلك فإنها تنتهج مبدأ التعايش والتعاون مع سائر شعوب العالم.وتقاوم بشدة الاستعمار بشكليه القديم والجديد وتلتزم جادة العمل للقضاء عليه ولا يسع الشعب العربي في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من اليوم الأول لاستقلاله إلا أن يشكر الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبدالناصر على دعمها لنضالنا ومبادرتها بالاعتراف رسمياً بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كما تشكر كل الدول العربية الشقيقة والصديقة التي دعمت نضال شعبنا وتؤكد اتجاه الحكومية الوطنية لشعبنا لإقامة علاقات طيبة مع كل دول العالم.حقق الله آمال شعبنا الباسل في ظل سيادته على أرض جمهوريته الفتية.