الشباب يكتبون ونحن ننشر
بعد دعوة فخامة الأخ الرئيس (حفظه الله) إلى ضرورة استقرار الوضع التمويني وتوجيهاته بتثبيت الأسعار والحد من ارتفاعها الغير مبرر،جراء تلاعب وجشع بعض التجار وذلك من خلال حث الأجهزة المسؤولة العمل على اتخاذ إجراءات عمليه ملموسة للمعالجات السريعة بهذا الخصوص،وبالسبل التي تعود لمنفعة المواطنين الغلابة ولمصلحة ذوي الدخل المحدود.وقد بادرت في كتابة أكثر من مقال في هذا الجانب شارحاً هموم هؤلاء الناس ومعاناتهم اليومية نتيجة ارتفاع أسعار بعض السلع التموينية و الاستهلاكية وكذا ـ مناشدة تلك الأجهزة المعنية بتوفير قوت الشعب،على ضرورة تحديد الأسعار بكل دقه وشفافية ووضوح تفادياً للمواقف الحرجة التي يتعرض لها موظفو الرقابة أثناء حملاتهم التفتيشية.وتم نشر هذه المقالات بأوقات سابقه.واليوم سوف أتطرق بحسب (وجهة نظري الشخصية) إلى هم آخر ومعاناة ـ أخرى انتابت هؤلاء الجنود المجهولين (المكلفين) في الحملات التفتيشية والمهمة الرقابية أثناء وبعد الدوام الرسمي..حيث لا زالوا يتجرعونها نتيجة حرمانهم من أتعابهم المستحقة.ومنذُ تفرغهم قبل عدة أشهر بهذه المهمة لم يستلموا منها إلا الفتات،وهي في واقع الأمر لا يستحق الذكر. ولم أتحفز في البدء من تناول هذه المسألة،إلا بعد قناعة تامة بوصول هؤلاء(الصابرين) إلى حالة من الإحباط والتذمر،في الوقت الذي يتم حالياً إقناعهم بالكاد لمواصلة مهمتهم الرقابية طالما وإن جيوبهم فارغة وبطونهم خاوية وعقولهم وقلوبهم منشغلة بلقمة مقتدرة وحبة قات (قطل أو سمين) تعدل مزاجهم وكيفهم يجددون بها حيويتهم ونشاطهم ليصبحوا قادرين على الحركة والتنقل طوال ساعات العمل وخارجه.والعجيب في الأمر أنهم مُطالبون دائماً الاستمرار في العمل وفي الوقت نفسه لم يمنحوا ما يستحقونه من أتعاب إلا(بالقطارة) وبأشهر متباعدة.إذاً كيف سيتم استقرار الوضع التمويني؟وبأي إجراء سوف تستعيد الأسعار عافيتها؟ومن أين وأي طريق ستحد من تلاعب التجار وجشعهم؟ وهؤلاء المكلفون بهذه المهمة صارت مجاديفهم مكسورة ومعنوياتهم محطمة وعزيمتهم مشلولة..لا سيما بعد اقتناعهم بالمثل القائل "جمل يعصر وجمل يأكل العصار".وقد قال أحدهم ساخراً..لدينا غرفة عمليات وطاقم يعمل فيها وفرق تفتيش ـ موزعة على كل المديريات والقيام بإعداد التقارير اليومية واستخدام أجهزة الهاتف والفاكس للتواصل مع الجهات ذات الاختصاص والعلاقة وعقد العديد من الاجتماعات والتصريحات المكتفة عبر وسائل الإعلام ـ مما يدل على أن المهام جسيمة والاسم كبير بنظر الآخرين.ولكن ما الذي أستفدناه من هذا كله؟أجبته مبتسماً..أنت محق !!ربما تكون المهام جسيمة والاسم كبير ولكن صدقني الفائدة (الشخصية) شحيحة ، لأن عشاءنا وعشاءكم (قلية) وما علينا إلا التحلي بالصبر ونؤمن بالمكتوب والقدر..وأقول لك في الختام:"لنا ولكم رب اسمه الكريم" [c1]* مدير غرفة العمليات (مكتب الصناعة والتجارة عدن) [/c]