في استطلاع شمل حقوقيات وعدداً من ضحايا الزواج المبكر في مجتمعنا اليمني
استطلاع/ بشير الحزمي/ فايزة مشورةكشفت العديد من ضحايا الزواج المبكر في مجتمعنا اليمني في استطلاع لـ14 أكتوبر عن معاناتهن وما يواجهنه من مآسٍ وآلام وأضرار صحية ونفسية خطيرة نتيجة زواجهن المبكر وما ترتب عنه من حمل مبكر كاد يقضي على حياتهن ومستقبلهن وسرق البسمة والفرحة منهن وأصبحن لا يعشن إلا مع الآلام والأوجاع المستمرة التي تعجز أجسادهن الصغيرة عن تحملها.وطالبت حقوقيات وشخصيات نسوية شملهن الاستطلاع بتحديد السن الآمنة للزواج وسرعة إقرار القانون الذي سيحمي صغيرات السن من مخاطر الزواج المبكر .. وإلى التفاصيل:المحامية/ غناء حيدر المقداد ـ رئيس مؤسسة مدار القانونية تحدثت قائلة: أنا أطالب بتحديد سن الزواج الآمنة للفتاة وكما نعلم أن تعداد اليمن أكثر من 22 مليوناً ومن يمنع مثل هذا القانون هم لا يمثلون الفتاة في اليمن ولم يتم توكيلهم فمن يريد الحديث أو معارضة قانون فيه مصلحة للفتاة فلا يتكلم الا عن نفسه والقانون عام وليس خاص لهذا فقانون تحديد سن الزواج عندما يقر يشمل كل فئات المجتمع والمطالبة بعدم تحديد سن الزواج هي مطالبة غير صحيحة وليس لها هدف باعتبار أن من يطالب بعدم تحديد قانون للزواج يتعدى على خصوصية الصغيرات فالبنت هي جزء من الوطن وهي امرأة وأم في النهاية فالبنت هي جزء من أسرة والأسرة هي كيان المجتمع وتحديد سن الزواج فيه حفاظ على البنت الصغيرة لأن تزويجها وهي طفلة فيه ضرر عليها صحياً واجتماعياً وتعليمياً ومهنياً وهذا القانون و الدستور و الشريعة الإسلامية، وأن يكون هناك توعية قانونية فهذه مهمتنا كمنظمات مجتمع مدني ومؤسسات قانونية وتوعية الناس وما مدى التمسك الحقوق التي شرعها الله تعالى وقام بتشريعها مجلس النواب وهذا القانون لابد أن نتمسك به كحق كنساء وكأسر بشكل عام.[c1]السن الآمنة للزواج[/c]وتقول الأخت/ ريم محمد مجاهد: من الضروري أن يهتم الآباء والأمهات بأبنائهم والمحافظة على البنت من الأشياء الضرورية و لابد من الدفاع عن حقوقها نظراً لما هو موجود وحاصل، فالحالات التي يعلن عنها وتتحدث عن أضرار ومعاناة الفتاة اليمنية كثيرة والتي يتم التعامل معها بقسوة ومن دون رحمة. وهذا القانون فيه حماية للبنات الصغار، فأقل شيء يمكن أن يقوم به المجتمع هو حماية الصغيرات لأنها لا تتحمل أعباء الحمل والولادة والزواج ورعاية الأطفال وخدمة البيت وهل من المناسب أن تتزوج البنت طفلة وهي لا تعلم أو تعي حجم المسؤوليات التي عليها وما هي المخاطر الصحية لسن الزواج المبكر وقد تتعرض للموت لذا من الضروري أن يكون هناك سن آمنة لزواج الفتاة بحيث تستطيع تحمل مخاطر الحمل والولادة.[c1]ضحية للزواج المبكر[/c]أما الأخت/ أم ملاك إحدى ضحايا الزواج المبكر التي تزوجت في عمر الـ 15 سنة فتقول: زواج الصغيرات يسبب مضاعفات وأمراضاً جسدية ونفسية وأنا من ضحايا الزواج المبكر لأني أعاني من تأخر الدورة الشهرية وأنا في معالجات منذ أن تزوجت حتى اليوم غير أني عندما أحمل يخرج الجنين في الشهور الأولى إلى جانب آلام في العمود الفقري والرجل يحتاج امرأة قوية وصحيحة وناضجة لأن عليها تقع كل المسؤوليات وأنا ضد أي زواج يحمل الطفلة غير الناضجة المسؤولية والهموم والمشاكل الأسرية الكبيرة على عقليتها الصغيرة غير القادرة على حلها أو التفاهم مع أطفالها.[c1]آثار صحية[/c]أم أيمن هي الأخرى إحدى ضحايا الزواج المبكر تحدثت قائلة:تزوجت وعمري 13 سنة وأنا الآن في عيادة النساء والولادة منذ سنة أرتاد العيادات وأعاني من حمل خارج الرحم وعندما حملت للمرة الثانية سقط الجنين والآن أتابع الحمل المهدد بالسقوط.و أناشد كل أب وأم أن يهتموا بتعليم بناتهم فالزواج مسؤولية وعشان أكون مسؤولة عن أسرة لابد أن أكون عاقلة وواعية للأمراض والألم الذي سأتعرض له وقادرة على تحمله وأعباء العمل في المنزل.[c1]طفلة في غرفة التوليد[/c]أما الأخت/ عاتقة . م . م. فتحدثت عن معاناتها وقالت:أنا في العيادة لمراجعة الدكتورة بسبب الحمل المبكر والإجهاض الذي تعرضت له قبل شهر فأنا متزوجة منذ خمسة أشهر فقط وعمري 13 سنة دخلت غرفة التوليد وأسقطت طفلي والآن أعاني من آلام في الكلى والعمود الفقري والموقف صعب بالنسبة لي فلم أتوقع أن ادخل غرفة التوليد ولم أرد أن أرى نفسي بتلك الصورة والآن الدكتورة تحذر من أي حمل فقد أتعرض للموت والسبب الحوض عندي ضيق وأنا خائفة وحزينة أني هنا أعاني من كل هذه المشاكل الصحية وأحب أن أناشد جميع البنات أن تدرس وتتعلم قبل أن تلقى مصيري فأنا لا أدري كيف أواجه الواقع الذي أنا فيه فعلاً.[c1]معاناة مبكرة[/c]وتقول الأخت/ إيمان ع . ب . أنا عمري 16 سنة جئت للعيادة لكي أتعالج من أكياس في المبايض وقد أسقطت طفلاً قبل شهرين كما أعاني من الم في العمود الفقري ولست أدري كم سيطول ذهابي وعودتي إلى المركز والمستشفيات أنا فعلاً خائفة من الحالة والعلاجات التي استخدمها وزوجي يطالبني بحقوقه وأنا إلى الآن لم أستوعب أن هذا هو الزواج.