غضون
- أشعر بالسعادة كلما رأيت أن جامعة عدن تطورت قدراتها للتأثير في البيئة من حولها، فقد أصبحت الجامعة الأولى من حيث تنظيم الندوات وحلقات النقاش والمبادرات التي تهدف إلى مناقشة قضايا المجتمع وتقديم أفكار جيدة حولها، وهي قبلة للوزراء والشعراء والعلماء والبرلمانيين وللفعاليات الأخرى بما في ذلك العربية وغير العربية، وهذا يعني أن ما يبحث عنه هؤلاء يجدونه في هذا المكان، الذي حظي بهذه المكانة ويمارس هذا التأثير منذ أن دخل إليه الدكتور عبدا لوهاب راوح.- وبالمناسبة يرد الدكتور راوح على كل من امتدح أفعاله بالقول: لا تلبسني ثوباً أكبر مني.. بينما إذا كان الأمر يتعلق بتفصيل ثوب، فلا يوجد في البلد «ترزي» يستطيع تفصيل الثوب الذي يستحقه راوح .. فهو فقيه لغوي وموسوعة معرفية ومثقف لا يستغني عنه شعبه، ولا يبارى في هذه الميادين، وفوق ذلك أثبت انه قائد إداري من الطراز الرفيع، وهذا النهوض الذي تشهده جامعة عدن خير دليل على حنكة الرجل ومساعديه في الجامعة وهم بلا شك يلعبون أدواراً هامة في هذه النهضة التي نتمنى ان تتواصل.- وإن واحدة من أسباب تدني أداء وأدوار الجامعات هو أن الذين يديرونها كانوا عادة يؤتي بهم من مجال آخر لا علاقة له بالجامعات، أما وقد صارت تدار من قبل الأكاديميين المتمرسين فإن واحدة من أسباب ذلك التدني أو الضعف قد تم التخلص منها، غير أن أحد الأسباب الرئيسية في تدني وضعف تأثير الجامعات في المجتمع والتنمية مايزال قائماً، وهو ما يرجع إلى تدني حصة التعليم العالي في الموازنات العامة، رغم أن المال دوره حيوي، والأمر لا يتعلق فقط بالأجور والنفقات التشغيلية والتجهيزات والبنى التحتية، بل يتعلق أيضا بالنفقات المطلوبة للبحث العلمي وعقد الندوات وإصدار المنشورات وغير ذلك من الأنشطة التي ينبغي أن تقوم بها كل جامعة لكي نفرق بينها وبين مدرسة ثانوية.- جامعة عدن التي صارت تستوعب أكثر من 13 ألف طالب وطالبة وزادت كلياتها إلى أكثر من ضعفين، وصار لها معاهد ملحقة وبرامج أكاديمية، تشغل بموازنة أقل من الموازنة الممنوحة لمصلحة شؤون القبائل.. وهذا عيب.!!