متابعة/ علي عبد ربه غزال إن تاريخ الكفاح المسلح في محافظة شبوة ملئ بالصفحات المضيئة التي سطرها أبناء المحافظة بأحرف من نور.. أبطال وقفوا بشجاعة لمقارعة قوات الاستعمار البريطاني وحلفائه وإجبارهم على التقهقر ولعق مرارة الهزيمة ليحمل الاستعمار عصاه ويرحل بعد أن سطر المقاتلون ملاحم بطولية نادرة في بيحان وعين حريب من أجل التحرير والغد المشرق.العميد/ أحمد علي محسن محافظ المحويت واحد ممن سطروا العديد من الملاحم البطولية أثناء مرحلة الكفاح المسلح وتختزن جعبته العديد من الوقائع والشواهد لجبهات القتال في بيحان.يقول العميد/ أحمد علي محسن : في البداية لابد من اعطاء لمحة عن الوضع في الأسبوع الأول من بداية ثورة 26 سبتمبر 1962م في مدينة حريب. هذه المدينة الآهلة بالسكان والتجارة وتعتبر أقرب النقاط أثناء التشطير إلى إمارة بيحان آنذاك.فقد كان الوضع هادئاً في هذه المدينة الذي لا يفصل بيننا وبينها سوى أقل من كيلو متر واحد ونحن في الجزء الجنوبي ضمن إمارة بيحان (وادي عين) والناس والحامية في المدينة تجاوبوا تجاوباً منقطع النظير مع الثورة ولم يحصل أي شيء في تلك الأيام القليلة عدا أن عامل الإمام في المدينة عندما شعر بتأييد الحامية العسكرية والمواطنين انسحب إلى عين ثم إلى إمارة بيحان ومعه بعض معاونيه وهم قلة.في نفس الأسبوع وصل إلى إمارة بيحان مجموعة من البريطانيين بصورة علنية وواضحة وعقدوا اجتماعات مع حاكم بيحان الشريف حسين الهبيلي وابنه الأمير صالح ومنهم من عاد إلى عدن ومنهم من مكث في إمارة بيحان وخلال 48 ساعة من عودتهم إلى عدن وصلت كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر نقلتها طائرات نقل عسكرية بريطانية مع عدد من سيارات الجيب نوع (لندروفر) حجم صغير ووصلت إلى منطقة (الشقة) الواقعة جنوب غرب عسيلان التي نزلت فيها الطائرات بكل سهولة. كانت البداية نوع من التستر لنزول هذه الطائرات في هذا المكان بالذات لأن ما تحمله من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والسيارات الجديدة تعتبر جديدة على المنطقة ولأن المكان قريب من مسقط رأس حاكم بيحان الشريف الهبيلي (النقوب).هذا مابدأ واستمر بصورة متدفقة الجانب الثاني اضافة الى عامل القرب الجغرافي كون حاكم بيحان كان على صلة وعلاقة بالكثير من الشخصيات في المنطقة الشرقية نتيجة لهروب الكثير منهم في الانتفاضات السابقة في حكم المملكة المتوكلية على فترات متتابعة بل إن البعض من هؤلاء الشخصيات سكن في النقوب حتى قيام الثورة والبعض عاد الى صنعاء نتيحة لبعض التصالح مع النظام آنذاك أي أن حاكم امارة بيحان كان من اذكى الشخصيات في امارات الجنوب حينها.وزاده نفوذاً علاقته بهذه الشخصيات التي ربطت علاقات معه منذ وقت طويل فكان من السهل دعوتهم فما هي الا بضعة أيام حتى وصلت الكثير من الشخصيات التي استدعيت بطرق مختلفة من المناطق الشرقية الى الامارة وعقد اجتماع عاجل وتوجهوا بعد الاجتماع كل الى جهته التي حددت له على سبيل المثال :تم احضار أحد الأمراء ويدعى الحسن ابن الحسن من عدن الى امارة بيحان وطلب نقله الى مدينة حريب هذه المدينة التي لاتستطيع أن تحتمل هذا التآمر الذي يطبخ في امارة بيحان وعقب بوصوله الى المدينة مكث مفروضاً على المدينة وأهلها بنفوذ الهيبلي وبريطانيا والمال الضخم والأسلحة (نسيت أن اذكر في هذه العجالة بأنه الى جانب الاسلحة والسيارات التي وصلت هناك كمية صناديق تحتوي على مبالغ مالية من (الريال الماريا تريزا) وهي العملة التي كانت تتعامل بها اليمن، نتج عن هذه التحركات والتجهيزات والتآمر ماحصل في مأرب عندما قتل الشهيد علي عبدالمغني وآخرين عندما كان في طريقه لإنقاذ حامية مأرب ومقتل الشهيد الاحمدي في ابلح على مشارف مدينة حريب عندما كان متوجهاً الى هذه المدينة لانقاذها من التآمر وكان القتلة ممن حضروا الاجتماع في امارة بيحان والكل يعرفههم ولاداعي للتفنيد.فقد كان جيش الاحمدي في طريقة الى حريب مكوناً من قبائل: التيوس-الشهرة قيفة- المجانحة- والبعض القليل من قبيلة مراد ولم يكن معه قوة تحميه وقد غدر به نتيجة تواطؤ من بعض المتآمرين النافذين في الجيش القبلي الذي معه.[c1]مجموعة الجمهوريين[/c]وبعد أن قتل الاحمدي ومنطقتنا على مقربة من مكان الحادث. استطاع نفر من المؤيدين للثورة الانسحاب الى الوراء حتى وصلوا الى منطقة (العبدية) وتجمعوا في ذلك المكان ووصل اليهم من صنعاء الشيخ أحمد عبد ربه العواضي وكون مجموعة سميت مجموعة الجمهوريين وبعد فترة وجيزة انتقل من العبدية الى ابلح وتمركز في منطقة عراش مع مجموعة من مختلف القبائل واغلبهم تجمعوا مع الشيخ العواضي ومنهم الكثير من أبناء بيحان ومن آل الواحدي وباكازم ولان فترة البقاء طالت في منطقة عراش الواقعة 21 كم جنوب حريب وكون الاتصالات اليومية كانت شبه مقطوعة بين مجموعة الجمهوريين وصنعاء تم ارسال الاستاذ محمد عبده نعمان من صنعاء الى العبدية وشكل همزة وصل بين الجمهوريين والمقاتلين وصنعاء وبدأ يرسل المقاتلين الى عراش وبعض الامكانيات القليلة المتمثلة في الذخيرة والمواد الغذائية التي يتم احضارها من صنعاء وظلت الحالة على هذا المنوال فترة طويلة.وعندما شعرت بريطانيا بتجمع الجمهوريين على مشارف حريب والتي اصبحت رأس حربة للتآمر ومقر لتجمع المرتزقة بدأت بارسال قوة عسكرية الى امارة بيحان بل ودفعتها الى وداي عين وهي عبارة عن مئات من أفراد جيش (الليوي) وأربع بطاريات مدفعية بريطانية وتمركزت في شعب مقبل وذلك مقابل القوة الجمهورية التي في عراش وبعد الصدمة التي تعرض لها كل وطني والتي احبطت كل الوطنيين آنذاك بدأت الاتصالات مع العواضي ومجموعته وكان الغرض من الاتصال هي أن يصمد ويثبت في مواقعه رغم أن الاتصالات اليومية قبل وصول الاستاذ محمد عبده نعمان من صنعاء كانت معدومة وأذكر أن كثير من العناصر في جيش الليوي كان يدفع ببقاء هذه القوة بل وصل الحد الى استعدادهم الى ارسال بعض الذخائر الخفيفة الى المنطقة وجاءت توجيهات الى الجيش بضرب عراش بالمدفعية وكانت المنطقة متقاربة وتم الضرب وكان الضرب بمدافع الهاون التي لم تؤثر على الجمهوريين أما بطاريات المدفعية والتي كان يقوم بالمسح بها بريطانيون فقد كانت اصابتها مؤثرة.ونتيجة لذلك تم ترتيب هجوم على بطاريات المدفعية في منطقة (التمرة في مقبل) من قبل مجموعة مختلفة من الجنوبيين الذين انتقلوا الى العبدية ومن الاخوة الجمهوريين وكانت معركة عنيفة استشهد عل إثرها الشهيد علي صالح شاجرة وإحمد محمد الملجمي الأول جنوبي والثاني شمالي وهذا دليل على بداية التحام الثورة على مستوى الساحة اليمنية حيثما وجد من يدعمها و بالمقابل قتل بعض الجنود البريطانيين واصيبوا.وهذه المعركة وهذه التسربات في الاتصالات مع الثورة جعلت البريطانيين يسحبون البطاريات من مقبل الخلف وكنت أمثل همزة الوصل في هذه الاتصالات لانني كنت مسؤولاً عن احضار الجمال لنقل هؤلاء العساكر وقد استعنت بشخصين ينقلواالرسائل الى الشيخ العواضي وهم: عيظة ناجع صاحب شقير وعلي أحمد ناصر ابن صوفي وهذا الاخير مازال على قيد الحياة وأقول بكل صدق وأمانة حسبما أذكر بأن الاتصالات ظلت مستمرة حتى دخلت الثورة الى مدينة حريب بعد بضع المعارك التي حصلت في الطريق بين عراش وحريب التي استشهد فيها بعض الجمهوريين ودخلوا الى حريب رافعين علم الجمهورية العربية اليمنية.ماأريد أن أقوله في هذه المقدمة بأن بريطانيا وانطلاقاً من المستعمرة في عدن اضافة الى عداء حاكم بيحان لكل ماينتمي الى الثورة كان أول من طعن الثورة في الاسبوع الأول قبل أن يحصل أي استفزاز من الثورة والتدخل من أية دولة أخرى وكأن بريطاينا كانت على موعد للتدخل في هذا الوقت ونقلت جميع الاسلحة والامكانيات والدليل على ذلك سرعة ارسالها للذخائر والاسلحة مشافر صنعاء واجهاض الثورة قبل أن يقوي عودها في المنطقة.[c1]مخاوف الأمير:[/c]وقد نقل الباحث الامريكي وليامز آل جود في اطروحة الدكتوراه التي قدمها الى جامعة تكساس عام 2991م وبعنوان سنوات بريطانيا العشر الأخيرة في الجنوب العربي وترجم المركز العربي للدراسات الاستراتيجية اجزاءاً منها في الفصل السابع نص محادثة جرت في 92 اغسطس 3691م بين أمير بيحان ونيجل فيشر وزير الدولة لشؤون المستعمرات عبر خلالها الأير عن مخاوف كبيرة وشكوك تجاه امكانية صمود الاتحاد الفيدرالي أمام هجمات انصار الجمهورية في المحميات وأشار الباحث الى ذكاء أمير بيحان.لقد اخترت هذه الكلمات الصادقة وهي رؤوس أقلام مماحصل لان كثيراً من الكتاب الذين تناولوا بداية ثورة 62سبتمبر ولم يذكروا باستفاضة ماحصل في امارة بيحان وأن بريطانيا وحاكم بيحان كانا الحربة الأولى التي وجهت الطعنة للثورة اليمنية.عندما سقطت مدينة حريب في ايدي المتآمرين الذي عقدوا الصفقة في بيحان في الاسابيع الأولى للثورة واصبحت قاعدة للتآمر على الثورة تستقبل السلاح والذخائر والفلوس والسيارات من بريطانيا وتنقلها الى أماكن متعددة في المناطق الشرقية على المرتزقة.انتقلت مئات الاسر من أهل مدينة حريب الى وادي عين مسقط رأس الشاهد ولم يبق الا المرتزقة يتحركون فيها ويتآمرون ضد الجمهورية.وبعد لجؤ مواطني حريب الى عين توزعوا على الاسر بكل ترحاب وذلك لعدة اسباب منها:أولاً: المنطقة واحدةثانياً: أن هؤلاء الناس كانوا مناصرين للثورة في صنعاء وقد استقبلوا لدى المواطنين في عين بكل ترحاب وظلوا في عين فترة طويلة جداً ومنهم كثير من الشباب المناضلين الذين كانوا ضمن الخلايا التي سوف نورد تفاصيل عنها لاحقاً. وكون الجمهوريين قدانتصروا بدخولهم مدنية حريب عن طريق العبدية- أبلح وطردوا فلول الملكيين منها وتم رفع رأية الجمهورية العربية اليمنية على الدور الرسمية والشعبية عاد الكثير من الأسر من منطقة عين الى مساكنهم في حريب مستقبلين قوات الجمهورية المحررة وبكل ترحاب والتي نظفت المدينة الاستراتيجية آنذاك من فلول الملكيين وقد استقبلهم في المدينة العواضي والاستاذ/ محمد عبده نعمان بعد دخولهم منتصرين رافعي راية الثورة اليمنية.[c1]تشكيل خلايات المقاومة[/c]وفي اثناء وجود بعض هؤلاء الشباب المناضلين في عين واحتكاكنا بهم كان لابد من تشكيل خلايا سرية لمواجهة اعداء الثورة في امارة بيحان ومنطقة عين والتي انتقلت قوى الملكيين بعد تحرير حريب اليها وكان هؤلاء الشباب من مدينة حريب تربطهم علاقات تجارية وسياسية ببعض الثوار في صنعاء..وقد بدأ تشكيل خلية عين في غاية السرية نتيجة لقوة نفوذ أمير بيحان وذكائه على النحو التالي: الشهيد أحمد محمد الدفيعة- من الاقرح وادي عين، الشهيد سعيد عبدالله العولقي من عطوة وادي عين، محمد داؤود الشاجري من مدينة حريب، الاستاذ عبدالقادر أحمد الحبشي مدير مدارس وادي عين، عبد الرزاق مهدي تاجر من حريب، عوض عبدالله المصري من مدينة حريب، عبدالله عمر الدفعية الغانمي من الاقرح وادي عين، أحمد علي محسن من وادي عين.هذه الخلية كانت خلية قيادية يرأسها الشهيد أحمد محمد الدفعية انبثقت عن هذه الخلية خلايا صغيرة بعد فترة اختبار لاتقل عن ستة أشهر من ضمن اعضائها.[c1]الخلية الأولى:[/c]أحمد صالح شاجرة من الأمن شقيق الشهيد مقبل، علي زين الله الواقزي الأحول من الأمن، علي السوادي من الأمن، مساعد علي مقبل من تمرة، صالح علي برقوص من تمرة، محمد أحمد صالح مقبل من تمرة، الشهيد أحمد علي هشلة من الحجب، صالح شولان الاسلمي من عطوة.[c1]الخلية الثانية:[/c]1- عبدالله الوهبي الاسلمي من عطوة، محمد عبدالله بن علي الفقير، الشهيد حسين علي بن هشلة، المساعد الصحي صالح عبدالله الأحول، عبدالله علي أحمد الأحول، الشهيد أحمد ناصر حسين.وكانت هذه الخلايا من عناصر مستقلة وغير منظمة في الجبهة القومية وإن لم يكن مستبعداً وجود خلايا منظمة لها.وفي عسيلان شكلت خلية سرية قيادية عرفت منها في وقت لاحق.صالح ناصران، علي بن ناصر حصيان، أحمد الرمادي، حسين الهقل، علي الطيارة الحارثي، الشهيد حيدر بن علي بن منصر وآخرين.خلية بيحان-القصاب:عرفت منها: الشهيد أحمد عبدالقادر سيف، الشهيد عبدالقادر بن عبدالقادر سيف، الشهيد علي عبدالرب لصور من قوات الأمن اشارة، محمد عبدالقادر الرملي، صالح أحمد الفاطمي، عبدالقادر محمد جبر، عبدالعزيز محمد الباكري، علي حسين الزهماء، مبارك حسين الزعبة، محمد قاسم أحمدالفقير،صالح محمد مطهر وآخرين لا اعرفهم.بعد اكتمال هذه الخلايا كان لسجن بعض افرادها ومنهم كاتب هذه السطور بين فترة واخرى من قبل امير بيحان الهيبلي ولم يلبثوا سوى فترة بسيطة حتى يتم اطلاقهم بعدها لعدم اختراق الخلايا وطلت هذه الخلايا الثلاث على ارتباط مستمر فيما بينها.[c1]ربداية العمل العسكري[/c]خلية عين: يقوم رئيسها الشهيد الدفعية بالتنسيق مع خلية بيحان وعسيلان بينما اعضاؤها الاخرون لايعرفون شيئاً وقد تم احضار بعض الاسلحة منها المتفجرات و (تي.إن.تي) والغام مضادة للأفراد وقنابل يدوية من صنعاء أو من مأرب حيث حملت على جملين بمساعدة أحد الاشخاص من قبائل آل عقيل في حريب.اورد الباحث الامريكي جون وليامز ال جود في بداية الفصل الثامن نقلاً عن برقية ارسلها تريف سكس المندوب السامي في عدن الى ساندس وزير المستعمرات حينذاك بتاريخ 31 ديسمبر 3691م أن قنابل يدوية من ذات النوع الذي رمي عليه في خورمكسر يجري تهريبها عبر الحدود اليمنية الى اراضي الاتحاد.الجمل ا لأول وصل الى مدينة حريب ونقل حمولته العضو عبدالرزاق مهدي الى الاقرح في منطقة عين على سيارة وسلمه للشهيدالدفعية رئيس الخلية وبدأ تدريب بعض افراد الخلية وكنت أنا منهم وذلك على استعمال هذه الاسلحة الغريبة آنذاك.والجمل الثاني نقل الى بيحان عسيلان ومعه أحد اعضاء خلية عسيلان الذي وشى بزملائه نتيجة لاتفاق بينه وبين نائب أمير بيحان الذي سوف نورد تفاصيله وتم تخزين هذه الكمية في بيحان عسيلان (جو جعيرة) بمعرفته وهو يعرف افراد الخلية في عسيلان كاملة ويعرف الدفعية من مجموعة عين فقط.وكان التنسيق قد تم بينه وبين نائب أمير بيحان حتى وصول هذه الكميات وفي الوقت المحدد تحركت قوة الى عسيلان وقبض عليه للتمويه وكأنه ضغط عليه وقادهم الى مكان الاسلحة التي هي عبارة عن (الغام-متفجرات- قنابل) وكان الدفعية يتواجد في بيحان فتم القبض عليه فوراً ومن حسن حظنا بأن أحد عمال الاشارة في عين هو عضو في خلية بيحان التقط الخبر عن طريق الاجهزة وأبلغ العضو عبدالله عمر الدفعية بما حصل ولان عبدالله عمر يعرف بكيمة الاسلحة الاسلحة ومكان اختفائها تحرك فوراً ونقلها مع اثنتين من النساء ومازالوا جميعاً على قيد الحياة ونقلها الى مكان آمن وماهي الا ساعات قليلة حتى وصلت قوة من بيحان مفاجأة الى الاقرح وقامت بالتفتيش إلا أن الكمية كانت قد اخفيت وعادوا الى بيحان خائبين.تم تعذيب الدفعية تعذيباً قاسياً كونهم متأكدين من صحة المعلومات ولم يدل باسم أي شخص من خلية عين أو المتعاونين أو السلاح وكل المواطنين يعرفون التعذيب الذي تعرض له من قبل أمير بيحان.لا زال على قيد الحياة والآثار ظاهرة عليه، وقد سهّل له الدخول إلى مكتب الحاكم نتيجة للعلاقة الأسرية التي تربطه به ولم يدل بأية معلومات عن زملائه في الخلية بعد الحادث.سلمت قنبلة يدوية لأحد العناصر الوطنية في جيش (الليوي في) معسكر عين وقذفها في السينما التي يرتادها البريطانيون خاصة، وقتل عدداً منهم وأصيب آخرون وهذا الحادث أيضا تناقلته وكالات الأنباءحينها منها إذاعتا (لندن والقاهرة).قنبلة تم تفجيرها في منزل حاكم العلياء من قبل صالح محمد مطهر أثناء ماكان الحاكم في اجتماع مع المندوبين الساميين وأحد وزراء حكومة الاتحاد.نسفٌ جزءِمن مقر حاكم وادي عين بالديناميت(تي.إن.تي) قام بها كاتب هذه السطور وهو أحد أعضاء خلية عين.ونتجية لاستمرار الانفجارات التي توالت على مقرات حاكم عين ولعدم اكتشاف المنفذين صدرت أوامر بمنع التجول من بعد صلاة المغرب إلى صباح اليوم التالي، كما تمّ حجز كل العناصر الذين يحملون السلاح في القرية سواء كانوا في الحرس الأميري أو الحرس الخاص، الذي شكل لمقاومة الثورة وكذلك حجز البعض من القرية ولم يبق الإ الأطفال والنساء حيث تم حجز ما يقارب خمسين شخصا من القرية ونقلهم إلى بيحان ووضع البعض منهم في السجن والبعض الآخر توقّفوا في الإمارة ببيحان التي يفصل بينها وبين منطقة عين 25 كيلو متراً.ونتيجة لأن بعض أفراد خلية عين لم يكونوا من الحجب ولم يعتقلوا ضمن المعتقلين ظلوا يواصلون عملهم مع الأعضاء من حريب كانت مهمتهم نقل القنابل من حريب الى بيحان وتسليمها إلى بعض العناصر من خلية بيحان أو العناصر الوطنية من جيش الليوي الذي تم التنسيق معهم.[c1]دور القطاع الطلابي[/c]مثل القطاع الطلابي عنصرا أساسياً في تركيبة النسيج الاجتماعي للشعب اليمني، سواء في شمال الوطن أو جنوبه، وبمثل ماكان للحركة الطلابية دور حيوي وفعال في تأجيج مشاعر الشعب والتهيئة لقيام الثورة المجيدة 26 سبتمبر وسقوط النظام الإمامي إلى الأبد في شمال الوطن كان هناك دور حيوي للقطاع الطلابي في جنوب الوطن على مستوى عدن الباسلة وبقية مناطق جنوب الوطن الاخرى ساعدت جنبا الى جنب مع العمل الفدائي البطولي والرفض الشعبي العام للاحتلال وكان لمنطقة بيحان دور مشهود في ذلك يعرفه الكثيرون لأسباب عدة منها:ـ تواصل المنطقه بحدود شمال الوطن وخاصه مدينة حريب والبيضاء التي شهدت معارك ضارية للدفاع عن الثورة والجمهورية.ـ كون بيحان كانت منطلقا لكثير من نشاطات الملكيين المعاديين للثورة وغيرهم من المرتزقة ذلك الحين.ـ وجود ارتباطات وعلاقات قديمة لأعداد كبيرة من أنصار النظام الامامي في المنطقة مما ساعد على الانتقال بسهولة من وإلى هذا المنطقة.ـ الاغراءات الكبيرة التي كانت تعرض من قبل أعداء النظام الجمهوري.لهذه الأسباب وغيرها كان لبعض الشخصيات من ابناء المنطقة سواء من المثقفين أو أبناء القبانل دور ايجابي ومحرض ومشجع مما دفع بعدد كبير من طلاب المدارس الابتدانية والاعدادية -حينذال- للخروج في مظاهرات من وقت لآخر للتنديد بنشاطات المرتزقة ضد 26سبتمبر وتأييداً لانطلاقة ثورة 14أكتوبر من جبال ردفان ، وكانت السلطات في ذالك الوقت تقوم باعتقال الطلاب بين فترة وأخرى ولاتفرج عنهم الابضمانات من اسرهم لعدم تكرار ذالك.
المناضل الجسور عميد/ أحمد علي محسن محافظ المحويت يسرد بعض المآثر البطولية للثورة اليمنية
أخبار متعلقة