واشنطن /رويترز: جاء في وثائق محكمة كُشف النقاب عنها ان مُساعدا سابقا لديك تشيني نائب الرئيس الامريكي شهد بأن الرئيس جورج بوش أذن له بافشاء معلومات مخابرات سرية بشأن العراق عام 2003 في مواجهة انتقادات لسياسته في العراق من جانب سفير سابق. واستغل الديمقراطيون هذه الانباء متهمين بوش بالنفاق. وكثيرا ما استنكر الرئيس تسريب المعلومات من حكومته وتوعد بمعاقبة المُسربين. وكانت هذه المرة الاولى التي يتم فيها ربط بوش ربطا مباشرا بهذه الحادث.وقالت النائبة جين هارتمان عن كاليفورنيا وهي أكبر الديمقراطيين في لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب "اذا صحت هذه المعلومات فانها مثيرة. انها تظهر ان الرئيس هو المُسرب العام."وجاء في الوثائق ان المساعد السابق لتشيني لويس "سكوتر" ليبي أفاد أن نائب الرئيس أبلغه بأن بوش أذن له بكشف معلومات سرية محددة الى احدى الصحفيات في نيويورك تايمز في يوليو عام 2003 .وأعاد الكشف عن ذلك إثارة مشكلة سياسية مشتعلة منذ فترة طويلة لبوش الذي يكافح تراجع معدلات التأييد له في استطلاعات الرأي وتقلص التأييد لحرب العراق بجانب تمرد داخل حزبه الجمهوري بسبب قضايا من بينها الهجرة.وطالب الديمقراطيون الذين يأملون في انتزاع السيطرة على الكونجرس من الجمهوريين خلال الانتخابات المقررة في نوفمبر بايضاحات. وتجاهل بوش سؤالا وجهه بصوت عال أحد الصحفيين بشأن القضية.ورفض البيت الابيض مناقشة إفشاء المعلومات. وقال كين ليزايوس المتحدث باسم البيت الابيض "سياستنا هي عدم مناقشة إجراءات قانونية سارية وهذه السياسة لم تتغير."وأفاد ليبي الذي استقال من عمله بالحكومة في اكتوبر الماضي بأن تشيني وجهه بشكل محدد لاطلاع صحفية على معلومات المخابرات وأيضا حول جوزيف ويلسون السفير السابق الذي انتقد سياسة بوش في العراق.وكان المدعي الخاص باتريك فيتزجيرالد الذي يحقق في تسريب اسم فاليري بليم زوجة ويلسون والتي كانت عميلا لوكالة المخابرات المركزية وجه الاتهام الى ليبي بالحنث باليمين واعاقة العدالة.وقال ويلسون ان مسؤولي البيت الابيض سربوا هوية زوجته عمدا للانتقام منه بسبب انتقاداته لسياسة ادارة بوش في العراق.ووثائق المحكمة التي نشرت يوم أمس الجمعة قدمها فيتزجيرالد. ولم تقل الوثائق ان أيا من بوش أو تشيني أذن لليبي بكشف هوية بليم. ويتمتع بوش بسلطات تسمح له بكشف معلومات المخابرات والسماح بنشرها. لكن وثائق المحكمة نقلت عن ليبي قوله "انه كان أمرا فريدا فيما يذكر" أن يحصل على موافقة من الرئيس عبر نائبه لمثل هذا التحرك.وجاء الأذن الذي تحدثت عنه الوثائق من جانب بوش بكشف معلومات سرية في وقت كان فيه معارضوه يصعدون انتقاداتهم لغزو العراق في مارس عام 2003 بعدما فشلت القوات الامريكية في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كان بوش يعتبرها المُبرر الرئيسي للغزو.وعزز توجيه الاتهام الى ليبي في اكتوبر الماضي انتقادات بأن حكومة بوش ضللت الشعب الامريكي بخصوص مبررات الغزو.أظهرت الوثائق أن ليبي الذي كان يدلي بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى قال انه حصل على موافقة بوش من خلال تشيني لمناقشة المعلومات السرية الخاصة بالعراق مع جوديث ميللر التي كانت صحفية بصحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت.وقال السناتور الديمقراطي تشارلز شومر انه سيطلب بشكل رسمي إيضاحات من البيت الابيض.وأضاف "كلما سمعنا أكثر.. زاد الوضوح بأن الامر يذهب الى أبعد من سكوتر ليبي."على الاقل.. ينبغي أن يبلغ الرئيس بوش ونائبه تشيني الشعب الامريكي بشكل كامل بأي دور لهما في السماح بتسريب معلومات سرية."ودأب بوش على الشكوى من التسريبات في واشنطن وتعهد بمعاقبة الذين سربوا معلومات بغير أذن.وقال عقب انتشار التقارير الخاصة ببليم في عام 2003 "هناك عدد كبير جدا من حالات تسريب معلومات سرية في واشنطن."واضاف "هناك تسريبات في الفرع التنفيذي.. هناك تسريبات في الفرع التشريعي. هناك تسريبات كثيرة للغاية. واذا كان هناك تسريب من داخل ادارتي.. فانني أرغب في معرفة من المسرب." وقدم فيتزجيرالد وثيقة من 39 صفحة رافضا طلبا من ليبي لاجبار الحكومة على الكشف عن مزيد من الوثائق.وقال ان بعض الوثائق التي زود بها ليبي بالفعل "يمكن وصفها بأنها تعكس خطة للطعن في مصداقية السيد ويلسون ومعاقبته أو السعي للثأر منه." وقال محامو ليبي انهم بحاجة الى وثائق محددة للاعداد لتوجيه أسئلة لبعض الشهود الحكوميين المحتملين.غير أن فيتزجيرالد قال ان الادعاء لا ينوي استدعاء ثلاثة أفراد هم جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وستيفن هادلي مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي وكارل روف كبير مستشاري بوش السياسيين.ولايزال روف وهو نائب كبير موظفي البيت الابيض يخضع للتحقيقات في اطار قضية بليم. ومن المقرر بدء محاكمة ليبي في يناير المقبل.
وثائق محكمة: بوش أذن بتسريب معلومات مخابرات بشأن العراق
أخبار متعلقة