لاشك أن النقابات والجمعيات والمنظمات الشعبية تحتل أهمية كبيرة في منظومة المجتمع المدني لأنها تسد فراغاً مهماً في العملية السياسية من خلال تسليط الضوء على مشكلات خاصة أو المطالبة أو الدفاع عن حقوق بعض الفئات، وتمثل ما اصطلح على تسميته بالقوى الضاغطة التي تضغط باتجاه تحقيق مطالب معينة يتم إهمالها من السياسيين أو المجتمع بشكل عام.إن أهمية النقابات والمنظمات الشعبية غير الحكومية لاتتعلق ــ فقط ــ بتعزيز الدور الشعبي والديمقراطية والعمل النقابي، بل هي وسيلة حضارية من وسائل المجتمع المدني للمطالبة بالحقوق والدفاع عن المكتسبات. فأهمية هذه الجمعيات والهيئات تأتي من كونها الوسيلة التي يقوم من خلالها أصحاب القضايا أو المطالبات تنظيم انفسهم في عمل علني لتحقيق مطالبهم بطريقة سليمة في السعي لتحقيق المطالب أو الحقوق المشروعة أو الدفاع عنها ضمن إطار القانون واعراف المجتمع المدني.كما أن أداء القائمين على النقابات والجمعيات يجب أن يكون حقوقيا ومطلبيا ينطلق من ادوات لتحقيق المطالب بطرق شرعية وقانونية وموضوعية لاسياسية بحته، حتى وان كان الهدف من وراء هذه المطالب ابعاد سياسية في بعض الاحيان،لان دخولها في المعترك السياسي سيؤدي حتماً في النهاية إلى الدخول في حساب التكنيكات والمساومات والتجبير وغيرها، والتي ستضيع في النهاية العديد من المكاسب أو الحقوق التي تخص الشريحة التي تمثلها.وخلاصة القول، أن العمل السياسي تشوبه ممارسات قد تعرض حقوق فئات مختلفة من المجتمع اما للضياع أو التجاهل أو الغبن. كما لايخفى على احد المساومات وتقديم المصالح والتكتيكات، والشد والجذب، وتبادل المواقع وغيرها من ممارسات تشوب العمل السياسي، ومن هنا تأتي أهمية هذه النقابات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية في سد فراغ مهم في العملية السياسية.
|
اتجاهات
أهمية النقابات والجمعيات في منظومة المجتمع المدني
أخبار متعلقة