إعداد / زكي نعمان الذبحاني :الحصبة مرض متأصل عرفته البشرية منذ القدم وحسب الإحصائيات في تسعينات القرن الماضي اعتبر هذا المرض رابع مرض فتاك مهدد للأطفال, إذ يودي بحياة نصف مليون طفل سنوياً, ويمثل ضحاياه نسبة (12%) من إجمالي وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر.وعلاوة على ما تفضي إليه مضاعفات الحصبة من عاهات وتشوهات أبرزها العمى والصم والعجز الحركي في أسوأ الأحوال.إن نسبة ليست بالهينة من الأطفال غير المطعمين يظلون عرضة لمضاعفات الحصبة الخطيرة, والأطفال متشابهون في هذه القابلية خصوصاً في بلادنا في ظل أنماط تغذية متبعة يلجأ إليها الكثيرون في تغذية أطفالهم فقيرة في محتواها من المغذيات والمواد اللازمة لنموهم الصحي ولتعزيز مناعتهم ضد مختلف الأمراض.ولخطورة هذا المرض على الأطفال إرنت منظمة الصحة العالمية وجوب القضاء عليه واستهدفته بالاستئصال بعد شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط ساعية لبلوغ هذا الهدف بحلول عام 2010م, حيث وبلادنا إحدى دول هذا الإقليم ونفذت فيها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونسيف حملات تحصين ضد الحصبة, كان أبرزها حملة العام 2006م التي نفذت على ثلاثة محاور زمنية لتشمل جميع محافظات الجمهورية, وبلغ المستهدفين فيها من الأطفال في الفئة العمرية من (9 أشهر – 15 عاماً) نحو تسعة ملايين وثمانمائة ألف طفل, وما ميز تلك الحملة أنها حققت نتائج مبهرة ونسبة تغطية وصلت إلى حوالي (98%) أضيفت إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها وزارة الصحة العامة والسكان والشركاء في دحر ومكافحة الأمراض الوبائية.وأثمر نجاح حملة الحصبة هذا عن انخفاض حالات الإصابة في هذا العام إلى 14 بعد أن كانت تصل إلى (30 ألف حالة), كما انخفضت وفيات الحصبة بنحو (5 آلاف حالة) وفاة سنوياً.جاء اكتشاف هذه الحالات في المحافظات والمديريات التي استهدفت في الحملة التحصين التكميلية الحالية 2007م.وبالتالي تفادياً لسريان الفيروس في المجتمع ولتعزيز ورفع القدرة المناعية للفئة العمرية من (9 أشهر – 15 عاماً), فهي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة, وبذلك لا يجد المرض عائلاً له يضمن لها البقاء والاستمرار على أرضنا الطيبة, كون الإنسان العائل الوحيد لفيروس الحصبة.جاء استهداف محافظات (عدن – مأرب – شبوة – الجوف – صعدة) ومديريات (إب – الظهار – المشنة) في محافظة إب, ومديريتي (ثلا –ظليمة حبور) في محافظة عمران, ومديرية (بني سعد) في محافظة المحويت ومديرية (جيشان) في أبين, في الحملة التكميلية نحو القضاء على مرض الحصبة, جاء من هذا المنطلق, وبدوري أدعو الآباء والأمهات لاغتنام فرصة تحصين أطفالهم في الفئة العمرية من (9 أشهر – 15 عاماً) الذي يضمن أيضاً للفئة العمرية من (9 أشهر – 5 أعوام), الحصول على فيتامين (أ) المعزز لنموهم ومناعتهم ضد الحصبة, ويحد من خطورة مضاعفات أمراض كثيرة خطيرة, كالاسهالات والالتهابات التنفسية الحادة والملاريا إذ من المقرر انتهاء هذه الحملة مساء يوم الخميس القادم 29 نوفمبر 2007م ومن سبق وأن أصيب بالحصبة أو من تلقى جرعة أو جرعتين من لقاح الحصبة خلال مرحلة التحصين الروتيني, يجب تحصينه بلا استثناء كذلك الأمر بالنسبة للمرضى على عامتهم باستثناء الحالات المرضية الشديدة وفق ما يقره الأطباء ذوي الاختصاص.أما مواقع التحصين فهي كثيرة, وتوزعت على مختلف المرافق الصحية وبعض المرافق والمواضع الهامة والمدارس في الريف الحضر, حيث تعمل في هذه المواقع فرق ثابتة وأخرى متنقلة لضمان تغطية المدن والمناطق والعزل والقرى في المديريات والمحافظات المستهدفة ولبلوغ المستهدفين فيها من الأطفال من (9 أشهر – 15 عاماً),فلا عذر إذن يقبل لمن يتخلف ويتهاون في المسألة وخاب وخسر من يحرم طفله من التحصين ضد مرض الحصبة.[c1]المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
خاب وخسر من يحرم طفله من التحصين ضد الحصبة
أخبار متعلقة