[c1]توقع تفكك العراق بالانسحاب الأميركي[/c]توصلت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في مقالها التحليلي حول الوضع في العراق إلى أن تلك البلاد ستتفكك إذا انسحبت القوات الأميركية منها.ومن بين الأسئلة التي طرحتها الصحيفة: هل نجحت زيادة القوات الأميركية في العراق وبها كسبت الولايات المتحدة الحرب؟، فأجابت قائلة إن ذلك مجرد دعاية، واعتبرت أن السبب الرئيسي لإنهاء «التمرد السني» ضد القوات الأميركية هو انتصار الشيعة على السنة في معركة السيطرة على بغداد.وعن قوة القاعدة في العراق قالت الصحيفة إنها باتت أكثر ضعفا مما كانت عليه في السابق وفقدت معاقلها بدءا من الأنبار حتى بغداد، ولكنها ما زالت تملك القوة لشن هجمات تفجيرية.أما بالنسبة للحياة في العراق، فأشارت إلى أنها شهدت تحسنا ملموسا مقارنة بالسابق، حيث كان يسقط ثلاثة آلاف شهريا حين كان الصراع الطائفي في ذروته، بيد أن هذا الرقم تراجع إلى 900 قتيل في يوليو/تموز الماضي بحسب إحصاءات وزارة الداخلية.ثم تأتي الصحيفة إلى الدور الإيراني لتقول إن السبب الرئيسي وراء عدم تفكك العراق هو أن إيران لا تريد ذلك.وفي الختام تعتبر ذي إندبندنت أن الحرب الأهلية الرئيسية في العراق قد انتهت في ظل انتصار الشيعة على السنة، وخلصت إلى أنه سيتفكك إذا انسحبت القوات الأميركية لا سيما أن السنة والشيعة والأكراد عاجزون عن الاتفاق على أي شيء، وأن قرابة خمسة ملايين عراقي من اللاجئين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم وأن الأميركيين هم القوة العسكرية غير الطائفية الوحيدة. ____________________[c1]ما الذي يمكن أن يقض مضجع بوتين؟[/c]تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحية أمس «ما الذي يمكن أن يؤرق مضجع بوتين»، وقالت إن مستقبل روسيا الاقتصادي يبدو أتعس بعد الغزو كما يقول أعضاء حكومة القلة أو ما يعرف بالأوليغاركيون.وتساءلت الصحيفة ثانية هل سيقول الأوليغاركيون لقيصر العصر الحديث فلاديمير بوتين «برافو على غزو جورجيا!» أو قد يهمسون في أذنه قائلين «احترس مما تفعله لاقتصادنا». وقد يكون التنبيه الثاني أذكى.فالقادة السوفيات في الحرب الباردة لم يتعاملوا أبدا مع رأسماليين مزعجين عندما تدخلوا بدباباتهم في دول أخرى. أما في روسيا اليوم، فقد يتربع بوتين على آبار البترول الغزيرة وقد يصاحب طبقة رجال الأعمال خلال حكمه الاستبدادي، لكنه ما زال عليه أن يعيش مع مصطلح «اليد الخفية» لآدم سميث، الذي كان يعتقد أنه رغم أن الأفراد يهدفون إلى تحقيق صالحهم الخاص، فإن المجتمع في مجموعه يستفيد إذا ترك الأفراد أحرارا في السعي إلى تحقيق مصالحهم، فهناك يد خفية توفق بين الصالح الخاص والصالح العام للمجتمع.والأسواق تتفاعل مع حقائق بغيضة، كخوف الشعوب الأخرى والاستياء من «البلطجة» الروسية. ومنذ الغزو بعثت الأسواق إشارة رفض واضحة. فكثير من المستثمرين -الأجانب والمحليين- فروا من روسيا لتدني العملة وهبوط البورصة في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى تحذير الغرب من أن العلاقات مع روسيا لن تعود كما كانت.وبينما استقر بوتين على عرش ديمقراطية ما بعد بوريس يلتسين فسيجد صعوبة أشد في عالم معولم يستخدم فيه أسلوب الجودو السياسي للسيطرة على أسواق روسيا واعتمادها المتزايد على الغرب.وبالطبع ستعتمد أوروبا لسنوات قادمة على نفط وغاز روسيا، وهو خيار غير حكيم أقدمت عليه دول مثل ألمانيا منذ سنوات. لكن مع تدني إنتاج روسيا من النفط منذ العام 2007 لن يكون اعتماد بوتين على ثروة النفط وممارسة وقف صادرات البترول في النزاعات فعالا.وفي الوقت الذي يدرس فيه الغرب كيفية أو حتى ما إذا كان سيعزل روسيا، يعمل بوتين على عزل بلده، بل معاقبته.لقد أصبح الاقتصاد الروسي معتمدا إلى حد كبير على صادرات النفط وموارد أخرى. وتواجه روسيا أيضا تدنيا في عدد السكان بسبب انخفاض معدل الخصوبة وانخفاض أكثر في متوسط عمر الذكور. وهي في حاجة ماسة إلى الاستثمار الأجنبي لضخ المزيد من النفط والإتيان بالتقنية المتقدمة لتطوير اقتصادها غير النفطي.ولكن بغزوه جورجيا، يبدو أن بوتين قد قرر أن الاحتفاظ بنفوذ روسيا العسكري على جيرانها أكثر أهمية من بناء مستقبل اقتصادي أفضل لشعبه.وكان الأجدر به أن يتعلم من روسيا، التي فضلت «نهوضا سلميا» كقوة لكي تحافظ على حركة اقتصادها. كذلك انضمت الصين لمنظمة التجارة العالمية في الوقت الذي قوض بوتين فرص بلده للانضمام إلى المنظمة قريبا.إن إقناع بوتين بتغيير مساره لن يكون سهلا. فتدريبه الشيوعي كان يتلخص في حفظ هيبة الدولة والأمن الإستراتيجي. وكلما كانت روسيا أكثر عزلة بسبب أعمالها، كلما كان لجوؤها أكثر للاقتصاد على النمط السوفياتي.وختمت كريستيان ساينس مونيتور افتتاحيتها بسؤال كما بدأت، هل سيظل الأوليغاركيون، الذين يعتمدون على الأسواق الغربية والوصول للغرب، يجارون بوتين وقوميته العسكرية؟ وإذا كان للغرب طابور خامس داخل روسيا، فهو الأوليغاركيون. فهم أفضل قوى للسوق قادرة على التصدي للقوة العسكرية الروسية.
أخبار متعلقة