أمين عبدالله إبراهيمباعتبار أن الرجال هم من يمسكون بزمام الأمور ويملكون سلطة صنع واتخاذ القرار في أدوارهم المختلفة كآباء و أزواج وزعماء مجتمعيين ودينيين وسياسيين ، فقد بات اليوم أكثر من أي وقت مضى أن للرجال دوراً هاماً وفاعلاً وكبيراً في التأثير الايجابي باتجاه دعم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وبرامجها المختلفة الهادفة اصلاً إلى تحقيق رعاية صحية حقيقية وأمومة آمنة سليمة خالية من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى الناتجة غالباً عن حالات الحمل والولادة ، حيث أصبح باستطاعتهم الآن ( أي الرجال) أن يشاركوا ويساعدوا كثيراً في مسألة كفالة إمكانية حصول جميع النساء المتزوجات على وسائل تنظيم الأسرة لتجنب حالات الحمل غير المرغوبة أو التي لم يخطط لها من اجل تنظيم أسرهن بصورة سليمة وصحية أكثر اماناً لهن ولأطفالهن ومحيطهن العائلي بشكل عام ، كما أصبح باستطاعتهم ايضاً أن يساعدوا في مسألة تقديم الدعم اللازم لكفالة حصول جميع النساء الحوامل على رعاية صحية وتوليدية جيدة قبل وأثناء وبعد الولادة وخاصة عند الحالات الطارئة وذلك من قبل أشخاص وكوادر طبية وصحية مؤهلة ومدربة.إن هذا الاهتمام الواضح والتفاعل الايجابي ببرامج الصحة العامة وتنظيم الأسرة وخدماتها المختلفة والذي بدأ يتنامى ويتزايد يوماً بعد يوم سواء من قبل الرجال أنفسهم باعتبارهم شركاء أساسيين في هذه المسالة الهامة أو من قبل الدولة والحكومة والجهات المعنية والمنظمات الداعمة، لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة لجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلت من قبل أولئك الذين اشرنا إليهم آنفاً في سبيل تطوير وتحسين تلك البرامج والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية ومستوى أداء تقديمها للمستهدفين والمستفيدين منها من خلال توفير وتعميم كافة خدمات الصحة الإنجابية بما فيها وسائل تنظيم الأسرة وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف محافظات ومديريات ومناطق الجمهورية اليمنية ، أو من خلال تكثيف برامج التدريب والتأهيل للكوادر الصحية وتزويدها بكل ماهو جديد من معلومات وخبرات عليمة وعلمية في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، كما أن الاهتمام بالصحة الإنجابية قد جاء انعكاساً طبيعياً لتزايد الوعي العام عموماً ووعي الرجال على وجه الخصوص بأهمية وفوائد وإيجابيات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة على صحة الأم والطفل وعلى الأسرة والمجتمع ككل، حيث تشير البيانات المتوفرة حالياً إلى أن عدد الرجال الذين من المرجح أن يوافقوا على استخدام وسائل تنظيم الأسرة أكبر مما تظن النساء، وأن 90% من الرجال في 36 من البلدان التي شملها المسح ومجموعها 46 بلداً لديهم معرفة بشأن واحدة أو أكثر من الوسائل التقليدية والحديثة لتنظيم الأسرة.وتأكيداً على أهمية وإيجابية دور الرجال في دعم برامج الصحة الإنجابية وخدماتها المختلفة فقد أختار صندوق الأمم المتحدة للسكان الموضوع الأساسي والرئيسي والعالمي للسكان 2007م (الرجال شركاء في الصحة الإنجابية)، وقد تمثلت رسالة هذا اليوم ـ بصورة أكثر تحديد ووضوحاً ـ في أن الرجال شركاء وعناصر تغيير، يدعمون حقوق الإنسان والأمومة المأمونة، في حين أشار برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في إحدى فقراته إلى أن إحداث تغييرات في معارف ومواقف وسلوك كل من الرجال والنساء شرط ضروري لتحقيق المشاركة القائمة على الوئام بين الرجل والمرأة، وأن الرجل يضطلع بدور رئيسي في تحقيق المساواة، لأنه في معظم المجتمعات ـ يمارس سلطة راجحة في جميع جوانب الحياة تقريباً، ابتداءً من اتخاذ القرارات الشخصية بشأن حجم أسرته وانتهاء بالقرارات التي تتخذ على جميع مستويات الحكومة فيما يتعلق بالسياسات العامة والقرارات البرنامجية، لذلك من اللازم تحسين الاتصال بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بقضايا الحياة الجنسية والصحة الإنجابية، وتحسين فهم كل منهما للمسؤوليات المشتركة بينهما، حتى يصبح الرجل والمرأة شريكين متكافئين في الحياة العامة والخاصة، وبالتالي فإن التشارك مع الرجال يشكل إستراتيجية هامة لتعزيز الصحة والحقوق الإنجابية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأهداف الإنمائية للألفية.
أهمية دور الرجال في دعم برامج الصحة الإنجابية
أخبار متعلقة