إعداد وهيبة العريقي الزواج رابطة متينة مستدامة بين الزوجين ، وحتى يكون ناجحاً ينبغي أن يلتزم وكل من الزوج والزوجة بمسئوولياته تجاه الأخر ، وأن يكون قائماً من البداية على اتفاهم والتعاون والتقدير المتبادل للنهوض بأعبائه ولبناء أسرة متماسكة وسعيدة .ولسنا بصدد الخوض في مسألة الزواج المبكر ، فهي قضية جدلية ينادي إليها البعض وينكرها البعض ، إنما ننصح باختيار السن الأنسب للإنجاب للحد من المخاطر التي تترتب على الحمل في سن مبكرة .ولاشك أن الحمل والإنجاب وتربية ورعاية الأطفال مراحل هامة في هذه الحياة ولكل منها أعباء ومتطلبات يلزمهنضوج ومعرفة لتلافي في عائق من شأنة التأثير سلباً على صحة الإنجاب وسلامة الأم والأطفال اللذين تنجبهم .وما من مشكلة في الزواج ، إلا إذا كانت الزوجة أساساً صغيرة في السن ، حيث يشكا الإنجاب هنا عائقاَ للمرأة لما له من أضرار جسدية ونفسية على المديين القريب والبعيد .وبطبيعة الحال فإن الفتيات ما بين سن (12-18) عاماً أو ما يسمى بفترة البلوغ التي تشكل حافزاً لبعض الأهالي لتزويج بناتهن ، لا تكون فيه الفتيات أساساً ميأت للحمل وأعباءة ومتاعبة .فالخوض وقتها ضيق لم يتسع بالشكل الطبيعي الذي يهيئها للحمل والولادة ، والرحم أيضاً صغير لا يتناسب مع حجم الجنين الذي يكبر يوماً بعد يوم ولا سيما في الأشهر الأخيرة للحمل .وهذا يعني بقائهن عرضة لمخاطر مهددة قد تؤدي بحياة الأم وجنينها أو وليدها ، كالنزيف الشديد أثناء الولادة وتعسر الولادة وما يترتب على هذا الأمر من ضرورة إجراء توسعة أو عملية قيصرية للأم الوالدة .وفي حالات كثيرة للحمل المبكر قد يولد الجنين مجهضاً أو غير مكتمل النمو أو يولد بوزن ناقص ، وبسبب عدم تهيؤ الرحم لصغر سن الأم الحامل ، يمكن نتيجة لذلك أن يحدث تمزق وحالات نزف شديد تقضي إلى وفاة الأم وجنينها .وإذا خرج بسلام وكتبت له الحياة ... مضى إلى مرحلة أخرى من المعاناة لصغر سن الأم وعدم نضجها وما تمليه عليها الأمومة من رعاية مكثفة للمولود ، وأيضاً لافتقاررها للوعي اللازم بهذه المرحلة . فلا تحسن التصرف مثلاً إذا ما ارتفعت درجة حرارة وليدها ولا يكفية إرضاعع واحتضانه ، وقد تفرط في إرضاعه فيصاب بتوعك أو إسهال ، أو تهمل نظافته فيصاب بالتهابات ، أو لا تحسن تدفئته فيصاب بالبرد والالتهابات التنفسية ، وإذا ما أعطته أدوية تزيد من الجرعة أو تتخبط في مواعي وعدد الجرعات مما يعرضن حياة طفلها للخطر .وتذكر دراسة اجريت عل أمهات صغار السن أن الأمهات الصغيرات يجدن الطفلعبئاً ثقيلاً عليهن وتقل عاطفتهن نحوهم ، والإرضاع وهن في سن مبكرة لا يكون معه ثديي الأم الصغيرة مهيئين للإرضاع وإدرار الحليب كحليب البقر أو الغنم أو الحليب الصناعي .وأعود لأؤكد بأن النمو الطبيعي لعظام الإنسان وحاجته للكالسيوم وعناصر أخرى ضرورية للجسم يستمر حتى سن الثامنة عشر من لالعمر ، وحدوث الحمل في هذا السن أو قبله يعرض الأم لمتاعب غير محمودة ويحرمها من الإنتفاع من الكالسيوم والعناصر الأخرى المهمة لاستكمال نمو عظامها واستكمال نمو عظام الحوض بالكل الذي يكون متسعاً بما فيه الكفاية ليناسب الحمل والولادة ، كذلك من أجل النمو الكامل لعضلات الحوض ومنطقة العجان .أضف إلى ما ذكرته أن الولادة في سن مبكرة تعرض الأم وليدها لفقر الدم ، وترتفع معها نسبة التعرض لانسمام الحمل ( ارتفاع ضغط الدم المرافق للحمل ) .كل هذه الظروف شكلت وتشكل عوائق وصعوبات أمام الأمهات الصغيرات في السن لدى ممارستهن لأمومتهن ، وضغطاً نفسياً وعصبياً يدفع بالكثيرات منهن إلى ممارسة العنف وضرب صغارهن متى نضايقن من تعالي أصواتهم بالبكاء والصراخ .وإذا أخذنا في الاعتبار سهولة الحمل والولادة فإن أنسب للحمل الأول تبدأ من سن العشرين ، فإذا تزوجت البنت قبل العشرين الأجدر بها تأجيل الحمل إلى سن العشرين ، ولا يحسن تأجيل الحمل الأول إلى ما بعد سن الخامسة والثلاثين ، لما للحمل والولادة في مثل هذا السن من خطورة كبيرة مهدد لحياتهن .نعود إلى موضوعنا الأساسي وهو الحمل المبكر ومن جملة ماأنصح به في هذا الجانب ضرورة أن تتلقى الأم الحامل رعاية صحية وتداوم على زيارة الطبيب أو الطبيبة بالمرفق الصحي لمتابعة الحمل بدءً من الشهر الأول للحمل وحتى بعد الولادة بستة أسابيع ، وخلالها تزود الحامل بالنصائح المفيدة المتعلقة بالتغذية واللبس والعمل والرياضة وما يجب أن تتحاساه وتتجنبه من أعمال ومن أدوية وعقاقير .إذ أن من الخطورة بمكان تعاطي أدوية خلال فترة الحمل لا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى دون مشورة الطبيب المختص أو الطبيبة لتجنب التبعات الخطيرة جراء تعاطي أدوية تضر بالأم الحامل وبحملها وجنينها ويمكن أن تؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية للجنين أ, إلى الإجهاض وخلافة .بالتالي يجب على الأم الحامل زيارة الطبيب شهرياً في الشهور السبعة الأولى ، وبعد ذلك بواقع مرتين شهرياً خلال الشهرين الثامن والتاسع ، إلا إذا رأى الطبيب المختص أو الطبيبة خلاف ذلك ، تبعاً لاعتبارات معينة كوجود مرض يصاحب الحمل أ مشكلة ما تستدعي رعاية ومتابعة مستمرة بالمرفق الصحي على فترات قصيرة وفي الختام يتوقف اختيار مكان الولادة بالمنزل أو بالمستشفى على ما يراه الطبيب أنسب لحالة الأم الحامل المقبلة على الولادة ، وبناءً على الإمكانات المتوفرة ، وإن كان الأفضل في كل الأحوال أن تتم الولادة بالمستشفى المعد بما يحقق أعلى درجات الأمان للأم ووليدها .
الأضرار المترتبة على الحمل المبكر
أخبار متعلقة