لندن / 14 أكتوبر / رويترز:قالت مصادر في قمة مجموعة العشرين إن زعماء العالم سيفرضون قواعد مالية جديدة ويزيدون موارد صندوق النقد الدولي إلى ثلاثة أمثالها لمواجهة أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينات القرن الماضي. واقرت بريطانيا التي تستضيف القمة بأنه مازالت هناك فجوات يتعين سدها. وتطالب فرنسا وألمانيا بإجراءات منسقة وليس مجرد وعود للحمل على الملاذات الضريبية وتنظيم الأسواق وصناديق التحوط.وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون “النص الذي تم توزيعه بالفعل يعكس الإجماع الكبير القائم.” وأضاف “من الواضح أن البعض لديه تعديلات يريد إدخالها على النص وإذا قدمها لي فأنا على استعداد للنظر فيها.” وأفادت مسودة البيان الختامي للقمة والتي حصلت رويترز عليها أن الزعماء سيخضعون صناديق التحوط الكبيرة للرقابة لأول مرة ويشجعون الرقابة من خلال هيئة جديدة وصندوق النقد الدولي بعد زيادة موارده. وقالت مصادر من القمة إن أحدث مسودة للبيان الختامي دعت إلى زيادة موارد الصندوق بمقدر 500 مليار دولار لتبلغ قيمة الموارد المتاحة له 750 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر تضررا من الأزمة. وأضافت المصادر إن الصندوق سيتمكن كذلك من اقتراض أموال من السوق الدولية إذا تطلب الأمر. وقال وزير بريطاني إن الزعماء سيناقشون بيع محتمل لاحتياطيات الصندوق من الذهب وهو ما قد يوفر المزيد من السيولة لكنه لا يتوقع قرارا فوريا. وقال مصدر من القمة لرويترز إن المجموعة توشك كذلك على الاتفاق على خطة لتمويل التجارة بقيمة 250 مليار دولار لدعم تدفقات التجارة العالمية. ويستهدف براون مئة مليار دولار للمساعدة في تغيير اتجاه التراجع في التجارة في أعقاب أزمة الائتمان. وانتعشت أسعار الأسهم التي كانت تضررت من الأزمة على مدى شهور يوم أمس الخميس وعوضت جزءا من خسائرها في الشهر الماضي على أمل أن يتوصل زعماء مجموعة العشرين لاتفاق قوي. وارتفع مؤشر الأسهم الأوروبية 3.2 بالمائة بعد صعود مؤشر نيكي الياباني 4.4 بالمائة. وقال ايون أومالي مستشار التجارة الدولية لدى بيزنيسيوروب “هذه خطوة ايجابية لإنعاش تدفقات التجارة الدولي. هذا إسهام جيد لحل المشكلة... لكن العامل المهم الآن هو التنفيذ. حكومات مجموعة العشرين يجب أن تعمل بسرعة على توفير التمويل للشركات التي تحتاجه بشكل عاجل.” وفيما يتعلق بأحد الموضوعات الشائكة في القمة قال وزير الخزانة البريطاني ستيفين تيمز إن الزعماء من المتوقع ان يتفقوا “في الوقت المناسب” على نشر قائمة بأسماء الملاذات الضريبية وفرض عقوبات عليها. ولكن لم يتضح ما إذا كان التوقيت المبهم سيرضي فرنسا وألمانيا اللتين قادتا المطالبة بالحمل على الملاذات الضريبية اللتين تلقيان عليها اللوم في تمكين الأثرياء من التهرب من الضرائب في وقت يواجه فيه العالم صعوبات اقتصادية. وقالت باريس عشية القمة إنها سترفض التوقيع على أي بيان لا يحقق مطلبها هذا.