أصبح الاتصال المباشر بينك وبين الآخرين على شبكة الإنترنت هو أكثر المواقع تفاعلاً و لعلّ أكثر ما يعجب الأفراد في هذا التواصل هو عنصر المجهول, حيث يمكنننا التواصل مع الآخرين دون معرفة مسبقة مما قد يضفي شعورا بالحرية والانطلاق على العلاقات الناشئة عبر الإنترنت.هذه العلاقات الإنترنتية تتسم بطابع أكثر شخصية وحميمية من العلاقات الشخصية العادية بسبب عنصر التخفي الذي يحرر الأفراد من الحاجة إلى التظاهر أو الحرج ويجعلهم ينطلقون بانفتاح وصراحة أكبر في هذه العلاقات. قد تنشأ علاقات حميمة للغاية عبر أحاديث الإنترنت وحدها ويترسخ معها شعور عميق بالثقة في الطرف الآخر المجهول، وهنا يكمن الخطر، والذي قد تؤدي إلى كشفه معلومات عنك قد تعرضك إلى خطر شخصي كخسارة رصيدك المالي عبر سرقة رقم بطاقك الائتمانية عبر الإنترنت، كما أن هذه العلاقة الحميمة بكل تفاصيلها تنشأ مع شخص غريب، والحديث الذي يدور بين الغرباء على الإنترنت قد يكون كله صحيحا أو كله وهميا زائفا, و قد تأخذ طابعاً جنسياً أو عنيفاً أو تعمل على ترويج الكراهية أو النشاطات العدوانية و يتحول إلي خطر يهدد الأخلاق والقيaم خاصة عندما يستخدم في الجانب اللاإخلاقي كفتح المواقع الإباحية في ظل عدم وجود رقابة حقيقية تحول دون ذلك. وبمجرد اتصالك بالانترنت تبرز مظاهر تسبب العديد من المشاكل. المظهر الأول هو مبدأ إغفال الشيء، حيث يمكنك عمل أو قول أي شيء ترغب به تجاه الأشخاص الذين لا يعرفونك ولا يروك . والمظهر الثاني هو كون شخصيات الإنترنت غير حقيقية أو سريالية، فبالنسبة للكثير يظهر الأشخاص على الطرف الآخر كأنهم شخصيات في لعبة ضمن الكمبيوتر، ولأن الغربيين يشعرون بعزلة اجتماعية على صعيد العلاقات الشخصية، فهم يستخدمون العلاقات الإنترنتية كأداة لخرق هذه العزلة ويدمن على الجلوس ما يزيد عن خمس ساعات يومياً أمام جهاز الكمبيوتر وهذا يؤثر عليه سلبياً سواء نفسياً أو مادياً أما في البلدان العربية فليس ثمة مكان للعزلة فالعلاقات العائلية والاجتماعية قوية إلى درجة أنها قد لا تترك الإنسان وحده في أية ساعة من ساعات اليوم، و يجب أن نعرف أن شبكة الإنترنت مهما بالغنا في التقدير بأهميتها ليست سوى أداة من أدوات عصر المعلومات وقد تكون أهم أدواته ولكنها تبقى بهذا الحجم ، فهي ليست حلاً سحرياً للمشكلات العلمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، لأن التطورات التكنولوجية ليست سلبية أو إيجابية بحد ذاتها، بل هي تصبح كذلك بناءً على طريقة تعاملنا معها .وأخيرا كلنا نعرف أن الإنترنت سلاح ذو حدين فيمكن استخدامه في أشياء هادفة ومفيدة أو في أشياء سلبية وهذا يتعلق بالتنشئة الأُسرية المبنية على الدين والأخلاق والتربية الجيدة. ونتمنى للجميع استخداماً آمناً ومفيداً وممتعاً للإنترنت .
|
اتجاهات
العلاقات الإنترنتية
أخبار متعلقة