رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة (الجزيرة) الدولية:
[c1]شراكة اليمن مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب تأتي وفقاً لقناعة وطنيةمساعينا مع أطراف العمل السياسي في الصومال تكللت بالنجاح وأوقفت اندلاع حرب وشيكةنحن حلفاء مع الأسرة الدولية لمكافحة الإرهاب الذي الحق اضراراً بالاقتصاد الوطني والتنميةهناك تنسيق أمني بين اليمن والمملكة لمنع المخدرات والقبض على الإرهابيين وسماسرة التهريب[/c]صنعاء/سبأ:أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، أن الجهود ستنصب خلال السبعة الأعوام القادمة على تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي ومكافحة الفقر وإنهاء البطالة .وجدد فخامة الرئيس ، في مقابلة مع قناة الجزيرة الدولية بثتها أمس التأكيد على استمرار الشراكة اليمنية مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وفقا لقناعة وطنية يمنية، بالنظر إلى أن اليمن كانت أول المتضررين من الإرهاب.وأشار فخامة الأخ الرئيس إلى أن جهود متواصلة مع القيادات الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس ومع حكومة حماس ممثلة برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل استهدفت إحتواء التوتر الذي كان حادثا في الأراضي الفلسطينية وتجنيب الشعب الفلسطيني مخاطر الصراع الداخلي بإعتبار ذلك لايخدم إلا الاحتلال .. مبينا أنه تم الإتفاق بين أبومازن ومشعل على مواصلة الحوار بين فتح وحماس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كفاءات فلسطينية بغض النظر عن إنتماءتها السياسية وبما يسهم في إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني .وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى مساعي اليمن لتحقيق المصالحة الصومالية ورأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي في الصومال ..مؤكدا أن ذلك ينبع من حرص اليمن على تعزيز أمن واستقرار المنطقة بمافيها الصومال باعتباره بلد جار وما يحدث فيه من اضطرابات يؤثر على دول الجوار وفي مقدمتها اليمن التي تعاني من تدفق كبير للاجئين إلى أراضيها وما يتطلبه توفير الإيواء والرعاية لهم من أعباء كبيرة على الاقتصاد الوطني . . داعيا في هذا الصدد ألأسرة الدولية إلى مساعدة اللاجئين الصوماليين الذين يتواجدون في معسكر الإيواء في اليمن وينتشرون في المدن اليمنية المختلفة على الهجرة إلى الدول التي يرغبون الوصول إليها للبحث على مصادر رزق لهم وبما يخفف الأعباء عن اليمن.وبشأن النتائج التي توصلت إليها قيادتا الحكومة الانتقالية الصومالية والمحاكم الإسلامية برعاية القيادة السياسية اليمنية خلال لقائها الأخير في عدن .. اعتبر الأخ الرئيس أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس المحاكم الإسلامية ورئيس البرلمان الانتقالي أوقف اندلاع حرب كانت وشيكة خلال الأسبوع الفائت، مبينا أن الإتفاق ينص على الحوار بين الجانبين وجعل نقاط الاتفاق الذي توصلا إليه في الخرطوم مرتكزا للحوار القادم .[c1]وفيما يلي .. نص المقابلة :[/c][c1]الجزيرة: فخامة الرئيس قمتم في الآونة الأخيرة بدور الوسيط في قضايا عدة منها الصومال وفلسطين هل ترون هناك دورا إقليميا جديدا لليمن؟[/c]الرئيس: نحن نعمل مع الأخوة في الصومال بحكم الجوار ، فالصومال بلد جار ويهمنا أمنه واستقراره ونحن نتابع هذا الملف منذ فترة طويلة وليس في الآونة الأخيرة فقط ، ومن قبل أن تأتي المحاكم الإسلامية وبالتحديد منذ أيام الرئيس المؤقت علي مهدي وثم في أيام الرئيس عبده قاسم صلد وواصلنا جهودنا في أيام الرئيس / عبدالله يوسف والآن مازلنا مستميرن عندما ظهرت "المحاكم" فنحن نتابع هذا الملف "الصومالي" لان هناك أعداد كبيرة من الأخوة الصوماليين يتدفقون إلى السواحل والمدن اليمنية ويشكلون عبئا على اقتصادناورغم ذلك نقوم بإيوائهم ورعايتهم بإعتبارهم أخوة لنا ونتحمل هذا العبئ لوحدنا دون أن تشاركنا الأسرة الدولية ، فنحن نعمل على رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي في الصومال.[c1]الجزيرة : ذكرتم العبئ الناتج عن تدفق اللاجئين الصوماليين ما هو حجم هذه المشكلة المتمثلة في اللاجئين الصوماليين وماهي المساعدة التي يمكن ان تطلبوها من الأسرة الدولية؟[/c]الرئيس: حجم أعداد المتدفقين الصوماليين إلى اليمن كبير جدا والمنظمة الدولية لشؤون اللاجئين لم تقم بالدور المطلوب منها لأن عدد كبير من اللاجئين الصوماليين خارج معسكر الإيواء ومنتشرين في كل المدن اليمنية ولهذا يشكلون أعباء اقتصادية وثقافية واجتماعية كبيرة وهذه مشكلة نعاني منها والأسرة الدولية مطلوب منها إتاحة الفرصة لهم للانتقال حيث يريدون للبحث عن لقمة العيش خارج اليمن وبالذات في دول الجوار التي يرغب بعض اللاجئين الانتقال إليها والبعض الآخر يريد أن يهاجر إلى أوروبا وأمريكا ، بدلا من ان يظلوا محصورين في معسكرات إيواء أو ينتشرون في المدن اليمنية .. وهذا ما نأمله من الأسرة الدولية في أن تفتح المجال لمساعدة هؤلاء اللاجئين للاغتراب لجوانب إنسانية سواء كان ذلك في أوروبا أو أمريكا أو دول الجوار الأمر الذي من شأنه تخفيف الاعباء التي تتحملها اليمن.[c1]الجزيرة : هل حققتم تقدما مع الصوماليين فيما بينهم البين حتى تستقر الأمور هناك وبالتالي يخف تدفق اللاجئين ؟[/c]الرئيس: اعتقد ان مجئ رئيس المحاكم الإسلامية ورئيس البرلمان الانتقالي الصومالي إلى عدن وتواصلنا بالأخ عبدالله يوسف أوقف في اعتقادي اندلاع حرب كانت وشيكة خلال الأسبوع الفائت والتي سعينا للعمل على إيقافها ، واعتقد ان هذه المساعي قد كللت بالنجاح و استجاب الأخ /عبدالله يوسف لإجراء الحوار مع لمحاكم، في حين كانت هناك تصريحات من الحكومة الصومالية المؤقتة برئاسة عبدالله يوسف ترفض إجراء أي حوار مع المحاكم الصومالية وكذلك الأخوة في المحاكم.. خلال تواجدهم في اليمن اتفقوا على الحوار وجعل نقاط الاتفاق الذي توصلا إليه في الخرطوم مرتكزا للحوار القادم .[c1]الجزيرة: فخامة الرئيس نتحول إلى موضوع آخر في الماضي كان اليمن يعرف كملاذ أمن لعناصر القاعدة ..الآن ماهي الجهود التي تقومون بها من اجل مكافحة المتطرفين؟ [/c]الرئيس: الإتهام خطير جدا أن اليمن كانت ملاذا آمن للإرهابيين بينما جميع بلدان العالم مملوءة بالإرهابيين واكبر دليل على ذلك ان أكثر الإرهابيين وجدوا في الولايات المتحدة الأمريكية وهم الذين نفذوا أحداث 11 من سبتمبر وكذلك الحال الإرهابيين موجودين في أوروبا والدول العربية ولهذا ليست اليمن البلد الوحيد الذي تواجد فيه إرهابيون ، وإنما الإرهابيون منتشرون في جميع بقاع المعمورة.[c1]الجزيرة : في الماضي أعلنت اليمن إنها حليف في الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب فهل مازلتم حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب وهل انتم تنتصرون؟[/c]الرئيس: نحن حلفاء مع الأسرة الدولية لمكافحة الإرهاب ومازلنا ماضون في التعاون مع الأسرة الدولية سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة أو أوروبا أو دول الجوار ومع الأسرة الدولية بشكل عام نتعاون في هذا المجال من خلال تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب .[c1]الجزيرة : هل تتغير المفاهيم لدى المواطنين أو الرؤية بأنكم تتعاونون مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع دول الجوار في هذا الشأن .. أي كيف ينظر المواطنون إلى هذا التعاون ؟[/c]الرئيس : اليمن يهمها الأمن والاستقرار في أراضيها في المقام الأول وأيضا تحقيق السلم الدولي لان اليمن جزء من الأسرة الدولية والإرهاب آفة تهدد العالم أجمع فضلا عن كونه يسبب عائقا للتنمية والاستثمارات وذلك ماعانت منه اليمن حيث دفعت ثمنا باهضا جراء ما قام به الإرهابيون من اختطافات للسياح الأجانب واعتداء على المدمرة الأمريكية (يو اس اس كول ) والباخرة الفرنسية في سواحل حضرموت ماتسبب في تقليص مواردها من السياحة والاستثمارات نتيجة تلك الأعمال الإرهابية ، ولهذا نحن لسنا حلفاء مع الولايات المتحدة الأمريكية والأسرة الدولية لمصالحهم ولكن قناعة الشعب اليمني ان نمضي في مكافحة الإرهاب سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا أو دول الجوار أو الأسرة الدولية معنا في مكافحته أم لم تكن ، فنحن متمسكون بقناعتنا الوطنية انه يجب ان نستأصل شافة الإرهاب من بلادنا لأنه الحق ضررا فادحا بالاقتصاد الوطني وبالتنمية بشكل عام .[c1]الجزيرة : فخامة الرئيس ماذا عن الأسرى اليمنيين الذين أعيدوا مؤخرا من جوانتانامو إلى اليمن ؟.. ماذا سيحدث لهم ؟وماذا عن اليمنيين الذين مازالوا هناك في جونتانامو ؟.[/c]الرئيس : بالنسبة للذين وصلوا من جوانتانامو عددهم ستة أشخاص أحيلت ملفاتهم إلى النيابة العامة وعلى الولايات المتحدة الأمريكية إذا كان لديها ملفات أو أي تهم تجاه أي منهم أو اشتباهات أو إدانات فلتقدمها إلى النيابة العامة وهي ستقوم بدورها في التحقيق معهم وبالتالي إذا هناك ما يوجب إحالتهم إلى القضاء وإذا كان عليهم أي قضايا مخلة بالأمن فيحالون إلى القضاء ويحاكموا وإلا فالدولة ستفرج عنهم ، وبالنسبة للمتبقين في سجون جوانتانامو نحن نطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمهم وتسليم ملفاتهم. [c1]الجزيرة : فخامة الرئيس حدودكم مع المملكة العربية السعودية تشهد مشاكل مختلفة.. ماهي الإجراءات التي تتخذونها لمنع مثلا تهريب الأطفال عبر هذه الحدود؟.[/c]الرئيس : هناك تنسيق بين سلطات الحدود في البلدين لمنع تهريب المخدرات وغيرها وإلقاء القبض على الإرهابيين والنتائج ممتازة في هذا الجانب وقد قامت السلطات اليمنية بضبط كمية كبيرة من المخدرات التي كانت في طريقها إلى المملكة قادمة من أفغانستان وباكستان وتم القاء القبض على عدد من الإرهابيين الذين يفرون من المملكة إلى اليمن وتمت إعادتهم إلى المملكة أما بالنسبة لما يسمى تهريب الأطفال فهذا أمر اخذ جانبا إعلاميا اكبر من حجمه وحقيقة الأمر ان بعض السماسرة يأخذون الشباب للعمل في السعودية كعمال فلا يفهم أنهم أطفال قصر فهم شباب ولكن يتم تهريبهم إلى السعودية لأجل العمالة بمبالغ زهيدة ويكسب السماسرة مبالغ كبيرة وهناك تنسيق امني بين اليمن وبين المملكة لإلقاء القبض على مثل هؤلاء السماسرة سواء كانوا في اليمن أو في السعودية .[c1]الجزيرة : فخامة الرئيس مازال أمامكم سبع سنين من فترة الرئاسة ماهي أمنياتكم لتتركوا لليمن منجزات تذكرون بها في التاريخ ؟.[/c]الرئيس : على صعيد ما انجزناه فقد كان على كاهلنا تركة كبيرة الوحدة اليمنية الأمن والاستقرار بناء الجيش القوي بناء منظمات المجتمع المدني التعددية السياسية والحزبية حرية الصحافة احترام حقوق الإنسان مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية وكانت كل هذه تركة كبيرة حققناها ولكن اليوم المهام التي إمامنا هي تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي ومكافحة الفقر وإنهاء البطالة هذا هو الهم الأكبر لنا في الأعوام القادم .[c1]الجزيرة : ما هو الدور الذي تقوم به اليمن بشأن الوضع في فلسطين ؟ [/c]الرئيس : نحن نتواصل مع القيادات الفلسطينية بالذات مع الرئيس محمود عباس ومع حكومة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل حول احتواء الأزمة الناجمة بين حماس والحكومة وبين حماس ورئيس السلطة الفلسطينية ،كان هناك توتر كبير يكاد ان يؤدي إلى انفجار الوضع وتفاقمه ولكننا استطعنا ان نحتوي ذلك من خلال التواصل مع محمود عباس ومع خالد مشعل والتوصل إلى اتفاق بينهما على مواصلة الحوار بين فتح وحماس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس بالضرورة أن تكون من حماس أومن فتح ولكن حكومة فلسطينية تضم كفاءات بما يسهم بإنهاء الحصار على الشعب الفلسطيني ..وهما متفقين معنا على أهمية مواصلة الحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية سواء بين الحركتين فتح وحماس أو بقية الفصائل الفلسطينية أو المستقلين وهذا ما تم التوصل إليه معهم واسهم في إيقاف التدهور الذي كان متوقعا وينذر بتفاقم المشكلة وحصول صدام مسلح بين حماس وفتح وذلك كان ضد مصلحة الحركتين ومصلحة الشعب الفلسطيني ولايخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي .