يحرص زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على إظهار حال العالم بما يجري تحت اسم التنظيم حول العالم. يحاول في كل خطاب أن يأتي على تجمعات السلفية المسلحة في الدول العربية. وطبعاً، في مقدمتها العراق.زعيم التنظيم يُكثر الحديث عن الفرع العراقي، ويدخل في التفاصيل أحياناً. يخاطب «أبوحمزة المهاجر» مرة، ويأتي على «أبو عمر البغدادي» مرة أخرى. يحاول تثبيت هوية «دولة العراق الإسلامية» بكونها الحاضنة لتنظيم «القاعدة» في البلاد. حقيقة، لا أعلم إن كان أسامة بن لادن جاهلاً بواقع التنظيم في العراق، أم «مضحوكاً عليه»؟على مدى عام كامل، وعبر حوارات خاصة أجريتها مع سبعة شخصيات قيادية في الجماعات المسلحة في العراق، كان الجميع يؤكد على أن «دولة العراق الإسلامية» ليست إلا «دولة على الإنترنت»، وأن كل ما يجري ميدانياً تحت هذا المسمى ليس إلا عملاً من «القاعدة».السبعة، رغم اختلاف توجهاتهم، وعدم ارتباطهم الميداني والسياسي، واتصال بعضهم بقيادة تنظيم «القاعدة»، أكدوا على أن الإجراء، الذي قام به «أبو مصعب الزرقاوي» قبل مقتله، بإعلان قيام «دولة العراق الإسلامية»، ومبايعته للمسمى «أبو عمر البغدادي» - في بادئ الأمر، كان ينادى ب»عبدالله بن رشيد البغدادي» - ليس إلا تغطية محلية للتنظيم الوافد، والقائم على قائد وافد أيضاً.هي عملية أشبه بتوطين الوظائف، أو مثل خدع الشركات المحلية بصناعة الواجهات الإدارية. القائد الصوري «أبو عمر البغدادي»، والفعلي «أبو حمزة المهاجر» أو بكنيته الأخرى «أبو حمزة المصري».هذه الحالة، ليست وليدة على أدبيات «القاعدة»، فقد فعلتها سابقاً مع الفرع السعودي. فإبان قيادة خالد الحاج «يمني الجنسية» (يونيو 2003- مارس 2004) كان التنظيم يقدم عبدالعزيز المقرن «سعودي الجنسية» قائداً، سعياً لإخفاء العامل الأجنبي في سياسته وهرميته، وذلك قبل أن يتولى المقرن القيادة فعلياً خلفاً للحاج المقتول.في تسجيل أسامة الأخير (نهاية شهر ديسمبر الماضي) وجدنا الرجل يدعو من تأخر عن «مبايعة أبو عمر البغدادي» إلى سرعة «مبايعته أميراً على دولة العراق الإسلامية». أين هذا «الأمير» يا أخ أسامة؟القائد الصوري «أبو عمر البغدادي» هو خالد المشهداني، عراقي الجنسية، وكان مساعداً رئيسياً للقائدين «الزرقاوي» و»المهاجر». (والمشهداني في منتصف الأربعينيات من العمر)، وتكفيري بامتياز منذ صغره، حين كان مع جماعة إسلامية في مدينة الحرية في بغداد العام 1988، جماعة «فايز»، الذي أعدم بعدها بعامين. وطوال تلك الفترة كانت كنيته «أبوزيد»، وما أن احتُل العراق، حتى انضم إلى جماعة «أنصار السنة» تحت كنية «أبو سليمان»، إلى أن التقى سريعاً ب»الزرقاوي» الذي اختاره إلى جواره في تشكيل التنظيم، لتصبح كنيته «أبو شهد».وقد ظهر في التسجيل المرئي، الذي أصدره «أبو مصعب» قبل أسابيع من مقتله منتصف العام 2006، وكان جالساً إلى يمينه أثناء استعراض خارطة كبيرة للعراق. وبعد عام من ظهوره في التسجيل قبض عليه في مدينة الموصل، ومع ذلك يواصل التنظيم إصدار البيانات الصوتية تحت اسم «البغدادي»، ومن يستمع إلى الخطابات المسجلة سيلحظ اختلافاً في الصوت بين فترة ما قبل اعتقال المشهداني وما بعدها.[c1]عن صحيفة/ «الرياض» السعودية[/c]
يبدو أن الأخ أسامة لا يعلم !
أخبار متعلقة