بغداد /14 أكتوبر/رويترز: يقول كثيرون إن الأساس لتحقيق السلام في العراق هو ضمان أن تشعر الأقلية السنية بالرضا عن مكانتها ونفوذها في ظل حكم الشيعة. لكن أوراق اللعبة السياسية منذ انتخابات مارس لم تكن في صالحهم.وكان السنة يأملون أن تعيد انتخابات السابع من مارس جزءا لا بأس به من النفوذ الذي كانوا يتمتعون به في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقد صوتت أغلبيتهم لصالح رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي وهو شيعي شعروا بأنه يعد بأيام القوة التي عاشوها في عهد صدام.وانتابتهم فرحة عارمة حين تقدمت كتلة العراقية التي يتزعمها بمقعدين على أقرب منافسيها رئيس الوزراء نوري المالكي.غير أنه بعد مرور أربعة اشهر على الانتخابات غير الحاسمة فان المؤشرات على أن يصبح علاوي رئيسا للوزراء لا تذكر حتى اذا لعبت العراقية دورا مهما في حكومة ائتلافية.وقال ابو علي وهو بائع متجول في حي الاعظمية الذي يغلب على سكانه السنة ببغداد «اذا لم يصبح علاوي رئيسا للوزراء فلن يتغير شيء... لكنها (الكتل الشيعية) لن تسمح له بأن يصبح رئيسا للوزراء».ويشعر سنة العراق بأنهم مهمشون منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أعطى للاغلبية الشيعية التي كانت تعاني من القمع ذات يوم الفرصة لتحكم.ويشعر كثيرون بالغضب الآن من احتمال أن تزعم كل من الكتلتين الشيعيتين الرئيسيتين أحقيتها في تشكيل الحكومة بعد الاندماج وتستبعدا السنة مجددا.ويثير غضبهم سؤالا صعبا بالنسبة للعراق هو ما الذي يجب فعله لارضاء السنة الذين يمثلون ربما خمس السكان اذا لم يتم تعيين علاوي رئيسا للوزراء؟وتساءل المحلل ابراهيم الصميدعي قائلا «هل تعرفون ما هي مشكلة السنة في العراق؟.. المشكلة أن من كانوا يحكمون البلاد لألف سنة يظنون أن من الممكن أن يذهب أربعة من السنة بدبابة او سيف عثماني ويأخذون القصر الجمهوري. هذا الوضع غير ممكن بالعراق الآن».وانخفضت وتيرة العنف بوجه عام منذ نشب القتال الطائفي الشامل في عامي 2006 و2007 لكن المتشددين السنة ما زالوا يواصلون حملة من التفجيرات الانتحارية وجرائم القتل بالرصاص.ويريد معظم العراقيين الذين يشعرون بالقلق من عودة الصراع بغض النظر عن طوائفهم الحصول على الوظائف والخدمات والامن وانهاء الخلافات السياسية.لكن غضب السنة المستمر وأي شعور بأنهم ربما تعرضوا للغش بعد انتخابات مارس قد يمثل خطرا على العراق فيما يخرج من أسوأ أعمال العنف.وقالت جالا رياني المحللة بمؤسسة (اي.اتش.اس) جلوبال انسايت ميدل ايست «من الصعب توقع أن يقبل مؤيدو العراقية وضعا لا تتاح لعلاوي فيه فرصة تشكيل الحكومة».وتواجه الكتل الشيعية مشاكل خاصة بها في محاولة تشكيل حكومة. ويعارض بعض شركاء المالكي في الائتلاف الوطني العراقي الذي تدعمه ايران والذي اندمج معه ائتلاف دولة القانون الذي يقوده مطلبه بأن يحصل على ولاية ثانية.