صورة من مسرحية يمنية
طارق حنبلةيعد الفن في المسرح اليمني من أوائل الفنون المسرحية في الخليج والوطن العربي وأسهم دون أدنى شك في تطوير الفكر اليمني المعاصر وكان شريكاً رئيسياً مع الفنون الأخرى في خلق حالة من الوعي الحسي والجمالي ساهمت إلى حد كبير في تكوين الشخصية الوطنية المعتدلة التي امتلكت من خلال هذه الأحاسيس الخلاقة قدرة فائقة على التصدي لكل المفاهيم البالية والمتخلفة المقاومة برجعية مقيتة لواقع المتغيرات والتطور الحضاري والإنساني المعاصر.ومن المعروف جيداً أن السياسين هم الأبرز نجومية في الواقع الاجتماعي اليمني ولكن.. ولكن نجوم المسرح في الحقب الزمنية الماضية من القرن الفائت نافسوا إلى حد كبير نجوم السياسة فقد كانت لقدراتهم الإبداعية وأصواتهم المجلجلة على عرش المسرح تأثير كبير على وعي الناس فأسسوا سلطة بيضاء لأنفسهم في عقول الجماهير قوانينها الضحك والحب والجد والإبتسامة الصادقة.إن حركة الإنتعاش المسرحي التي شهدتها بلادنا في خمسينات وستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي تجعلنا نتحسر على الواقع المعاش رغم الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة والمؤسسات الخاصة الأخرى الداعمة لحركة الإبداع والمبدعين.إن أي مجتمع لا يؤمن بضرورة وجود المسرح والفنون في صيانة يصبح مع الأيام مجتمعاً معاقاً من ذوي الإحتياجات الخاصة.إنني أطالب وزارة الثقافة والمسؤولين عن المسرح والمهتمين والإعلاميين بتأسيس حركة مسرحية جديدة تتفاعل مع حركة الإنجازات الوطنية العظيمة وتعمل مع الأطر الإبداعية الأخرى على تثبيت الفكر الديمقراطي والوحدوي والإنساني مستندة على قيمنا وأخلاقياتنا الإسلامية والعربية الأصيلة.وعلى الجميع أن يعلم أننا لن نتقدم خطوة إلى الأمام وفنوننا ومسرحنا على وجه الخصوص يعيش هذه الحالة من الركود.وفيما يتعلق بالإرهاب والتطرف والتزمت - وهذه الآفات الراديكالية - ستنمو للأسف الشديد ولن تمنعها الذبابات والرصاص والطائرات من النموبل القلم والورق والإحساس الصادق والمسرح هو الذي يجسد الحب والإنسانية عموماً بكل تجلياتها العظيمة ووهجها الحضاري المشرق.أيها المسرحيون استيقظوا.. هذا ليس زمن النوم في العسل إننا في السباق الذي لا يرحم المتخلف والضعيف.