ودع اليمن بمن فيه الصحافيون والإعلاميون ومعهم كل محبي صاحب عالم عجيب وفرسان الميدان الأستاذ والزميل الإعلامي يحيى علاو الذي أضاء الشاشة الصغيرة اليمنية من خلال موهبته الإبداعية وبرامجه الشيقة التي غطت عجز الجهات والمؤسسات الرسمية، في مسألة الترويج السياحي والثقافي وفي إبراز الموروث الثقافي الشعبي والمعالم السياحية التي تزخر بها اليمن ولم تجد من يسوقها سواك يا راحلنا العظيم.الأسلوب الشيق والمتميز للراحل أستطاع من خلاله جذب جمهور المشاهدين إلى متابعة برامجه التي تركت بصمة في كل بيت يمني خاصة برامج فرسان الميدان وعالم عجيب وأسواق شعبية ,التي كان المشاهد اليمني يحرص على متابعتها حتى ولو كان يسير في الشارع أو داخل سوق فبمجرد سماعه لموسيقى فرسان الميدان يذهب الى أقرب جهاز بث تلفزيوني في أي بوفية.تزاحم الجمهور اليمني أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة برامج المذيع والإعلامي - الفقيد يحيى علاو كان بمثابة استفتاء على موهبته الإعلامية المتفرد بها دون سواه.الفقيد يحيى علاو كان علماً بارزاً لا يمكن لأحد أن يصل إلى مرتبته .فهو بتحركاته أمام الكاميرا وسلاسة لغته واختيار المفردات البسيطة والمعبرة والمختزلة لعبق التاريخ الإنساني، يختار الأسئلة التي لا يتوقعها المشاهد رغم أنه إذا ما فتش عن إجابتها لوجد أنها بسيطة وأنه يعيشها في حياته اليومية ,فتظل بعد ذلك ملازمة لهذا المشاهد طول حياته فيعيد طرحها - المشاهد- على آخرين في كل مكان بين حين وآخر.نبوغ يحيى علاو لم يكن وليد اللحظة,وإنما رافق حياته في الطفولة وحياته العلمية والعملية,حيث أنه قد حصل على المرتبة الأولى في الثانوية وفي دراسته الجامعية كان نبراس دفعته في كلية الإعلام جامعة الملك عبد العزيز في السعودية الشقيقة,وفي حياته العملية بدأ تواصله مع الجمهور عبر الأثير من إذاعة عروس البحر الأحمر ,فكان خير موصل ليذاع صيته الإبداعي ويحط رحاله في الشاشة بالتلفزيون اليمني مذيعاً ومعداً ومقدماً لنشرات الأخبار والبرامج الثقافية والسياحية والاجتماعية، فكان خير ضيف نزل على المشاهد اليمني ليتمنى الأخير بأن لا يفارقه وجه وصوت علاو الذي فارقنا بعد صراعه الطويل مع المرض.الحب الذي استوطن قلوب محبي علاو المذيع والإعلامي المتميز برهنته جموع غفيرة خرجت تشيعه وهي تذرف الدموع في وداع فرسان الميدان لتلقي النظرة الأخيرة على وجه الفته وأحبته كثيراً,ليكون استفتاء آخر تقدمه تلك الجموع على حبها للفقيد الراحل الإعلامي يحيى علاو..هتفت إنا لفراقك لمحزونون يا آخر النبهاء..رحم الله فارس الميدان الذي رحل عنا بصمت ولم يكن بمقدورنا فعل شيء تجاه قضاء الله وقدره..المواساة لأسرة الفقيد وزملائه وكل من أحبه وسار في مرضه.فهل تخبئ لنا الأيام المقبلة (علاو) آخر يبرز موروثنا الثقافي والحضاري وآثارنا التاريخية والسياحية؟!
أخبار متعلقة