كروكر: القاعدة لم تكن أقرب إلى الهزيمة مما هي عليه الآن
جنود امريكيون في العراق
بغداد/14 أكتوبر/ادريان كروفت: قال الجيش الأمريكي أمس الأربعاء إن ثلاثة جنود أمريكيين ومترجما قتلوا في انفجار قنبلة مزروعة في الطريق في شمال العراق. ولم يتضمن بيان عسكري أي تفاصيل أخرى عن الهجوم الذي وقع مساء أمس الأول الثلاثاء في محافظة نينوى حيث تشن قوات أمريكية وعراقية حملة على مقاتلي تنظيم القاعدة. وأبرز هجوم أمس الأول الذي رفع عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق هذا الأسبوع إلى سبعة جنود أن القاعدة مازالت تشكل خطرا في مدينة الموصل الشمالية ومحافظة نينوى بشكل عام. وقال الجيش الأمريكي أن الهجوم وقع في محافظة نينوى لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى. وتشن القوات الأمريكية والعراقية عمليات مكثفة على القاعدة في الموصل منذ أسابيع. ويقول مسؤولون أمريكيون إن الموصل التي تبعد 390 كيلومترا شمالي العاصمة بغداد هي أحدث معقل في الحضر لمقاتلين من العرب السنة. وقال السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر أن القاعدة لم تكن أقرب إلى الهزيمة مما هي عليه الآن. لكن المسؤولين العسكريين الأمريكيين والعراقيين يقولون إن القاعدة المسؤولة عن تفجيرات لا تحصى قتلت الآلاف مازالت تشكل خطرا في العراق. ويتضح حجم هذا الخطر من خلال تفجيرات القنابل وحوادث إطلاق النار والخطف التي تحدث كل يوم في منطقة الموصل مستهدفة في الأغلب الولايات المتحدة وقوات الأمن العراقية والمسؤولين العراقيين. وحسب موقع مستقل على الانترنت يرصد عدد القتلى والجرحى بين العسكريين الأمريكيين ارتفع بخسائر أمس الأول عدد القتلى الأمريكيين إلى 25 قتيلا حتى الآن في شهر يونيو الجاري. وكان جنديان أمريكيان وموظفان بالحكومة الأمريكية ضمن عشرة أشخاص قتلوا أيضا الثلاثاء في انفجار قنبلة في اجتماع للمجلس المحلي لحي مدينة الصدر الذي تقطنه أغلبية شيعية في بغداد ويعتبر معقلا للزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر. ويوم الاثنين قتل مسلح جنديين أمريكيين وأصاب ثلاثة بجروح لدى مغادرتهم مبنى مجلس محلي جنوب شرقي بغداد. وارتفعت أعداد القتلى بين أفراد القوات الأمريكية في العراق وقوامها 150 ألفا مرة أخرى في يونيو عن مستواها في مايو الماضي عندما انخفضت إلى 19 قتيلا وهو أدنى معدل شهري منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وقتل أكثر من 4100 جندي أمريكي في العراق خلال الخمس سنوات الماضية. ومستقبل القوات الأمريكية في العراق هو من القضايا الهامة في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتدور حوله مفاوضات شاقة بين الحكومتين الأمريكية والعراقية. وكان الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق الذي يشرف على خفض أعداد القوات إلى نحو 140 ألف جندي بحلول منتصف يوليو قد صرح بأنه سيوصي باستئناف عمليات سحب القوات بعد فترة توقف قصيرة لتقييم الأوضاع تستمر حتى بداية شهر سبتمبر. وقال الجيش الأمريكي إن العنف في العراق تراجع إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات في مايو في أعقاب حملات شنتها القوات الأمريكية والعراقية على ميليشيات شيعية في بغداد وفي جنوب البلاد وعلى تنظيم القاعدة في الموصل عاصمة محافظة نينوى. ورغم الحملات إلا أن قوات الأمن أبلغت عن إطلاق نار وهجمات بقنابل في المدينة. وقالت الشرطة إن خالد محمود رئيس المجلس المحلي لمدينة الموصل وسائقه قتلا في إطلاق نار من سيارة مسرعة أمس الأربعاء. كما قالت الشرطة إن سيارة يقودها مهاجم انتحاري انفجرت بالقرب من مركز للشرطة في الموصل في وقت متأخر من مساء أمس الأول مما أسفر عن مقتل شرطي وطفل وإصابة 94 شخصا بجروح منهم ثمانية من رجال الشرطة. وقالت القوات الأمريكية إن قافلة عسكرية تعرضت لإطلاق نار من سيارة مدنية قرب مطار بغداد. وأضافت أن الجنود الأمريكيين دمروا السيارة وقتلوا ثلاثة كانوا فيها. وتشهد بلدة العمارة الجنوبية الشرقية والمناطق المحيطة في محافظة ميسان عملية أمنية أخرى حيث أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن حملة على الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها. وصرح اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية أمس الأربعاء بان المسلحين في محافظة ميسان أمامهم أسبوعا آخر ليسلموا أنفسهم. وكان المالكي قد أعطى في بادئ الأمر المسلحين في المنطقة مهلة حتى أمس الأربعاء الماضي لتسليم سلاحهم لكن العسكري قال إن شيوخ القبائل المحلية طلبوا تمديدها بعد أن وصلتهم معلومات عن رغبة أعداد كبيرة منهم في الاستسلام. وقامت القوات العراقية بعملية كبيرة في محافظة ميسان وعاصمتها العمارة الأسبوع الماضي وضبطت كميات من الأسلحة واعتقلت أشخاصا مطلوبين دون أن تلقى أي مقاومة.