الدباغ.. الانتخابات أظهرت ولادة قوى سياسية جديدة سنية وشيعية
واشنطن/14 أكتوبر/رويترز: أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما أن عددا كبيرا من القوات الأمريكية البالغ عددها 140 ألفا في العراق سيعود في غضون عام قائلا أن العراقيين مستعدون الآن لتحمل مزيد من المسؤولية عن أمنهم. وتعهد اوباما خلال حملته الانتخابية للرئاسة بسحب كل القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا بمعدل لواء أو اثنين شهريا. وأشاد اوباما في مقابلة مع شبكة (ان بي سي) التلفزيونية الأحد بالانتخابات المحلية التي جرت في العراق يوم السبت والتي كانت اهدأ انتخابات منذ الغزو الذي قادته أمريكا للإطاحة بصدام حسين في 2003 . وسئل اوباما عما إذا كان عدد»كبير»» من القوات سيعود للوطن من العراق في غضون عام فقال اوباما»نعم. سنظهر بطريقة رسمية جدا ما هي نوايانا في العراق وأفغانستان.» وبدأت إدارة اوباما مراجعة شاملة لإستراتيجية أمريكا في أفغانستان حيث تناضل قوات يقودها حلف شمال الأطلسي لمواجهة أعمال العنف المتصاعدة وتجدد نشاط حركة طالبان. وتفكر الإدارة الأمريكية في زيادة حجم القوة الأمريكية في أفغانستان إلى المثلين تقريبا من 36 ألف جندي إلى أكثر من 60 ألف جندي في غضون 18 شهرا. وقال اوباما الذي اجري محادثات مع هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) الأسبوع الماضي انه يريد انسحابا تدريجيا يتسم بالمسؤولية للقوات الأمريكية من العراق. ووقعت الولايات المتحدة على اتفاقية عسكرية مع العراق العام الماضي تحدد عام 2011 كموعد نهائي لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وقال اوباما في المقابلة»في المحادثات التي أجريتها مع هيئة الأركان ومع القادة على الأرض اعتقد أن لدينا إحساسا الآن بان العراقيين اجروا للتو انتخابات مهمة للغاية دون وقوع أعمال عنف كبيرة, إننا في وضع يتيح لنا تحميل العراقيين مزيدا من المسؤولية .» وأضاف أيضا انه من أكثر لحظات ضبط النفس خلال فترة رئاسته القصيرة اضطراره للتوقيع على رسائل لعائلات الجنود القتلى. وقتل نحو 644 جنديا أمريكيا في أفغانستان و4236 في العراق. على صعيد أخر قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية أن الانتخابات المحلية ستشكل بداية لولادة قوى سياسية جديدة سنية وشيعية لا تتبنى الخطاب الديني وسيكون لها تأثير كبير على المشهد السياسي العراقي للمرحلة القادمة. وشهدت 14 محافظة عراقية من مجموع 18 محافظة يوم السبت انتخابات محلية سيكون من نتائجها تشكيل مجالس وحكومات محلية ذات صلاحيات واسعة. وشهدت الانتخابات مشاركة واسعة من قوى لم تشترك في الانتخابات الماضية وخاصة القوى السنية التي قاطع معظمها الانتخابات السابقة التي جرت أواخر عام 2005 . وقال الدباغ «أنا أتصور أن هناك قوى جديدة سنية وشيعية برزت في هذه الانتخابات...وهو ما يدعو إلى الاعتقاد بأننا على أعتاب إعادة تشكيل للهيكلية السياسية في المحافظات والتي بالتأكيد ستكون خطوة على طريق الانتخابات الوطنية القادمة.» ويتوقع أن تشهد البلاد نهاية العام الجاري انتخابات برلمانية سينتج عنها تشكيل مجلس نيابي عراقي جديد وبالتالي تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد. وحسب الدستور العراقي ينتخب رئيس للبلاد ورئيس حكومة بعد انتخاب وتشكيل مجلس النواب الذي ينتخب بدوره رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيسا لمجلس النواب. وقال الدباغ أن انتخابات السبت أظهرت أن «الناخب العراقي بدأ يتناغم مع الطروحات الوطنية والمدنية وليست الطروحات الطائفية والقومية والتي تأخذ أحيانا تعبيرات دينية.»، وأضاف «لهذا أتصور أن تشهد هذه الانتخابات تقدم قائمة رئيس الوزراء ائتلاف دولة القانون لأنها اتخذت خطابا وطنيا يدعو إلى وحدة العراق ودولة قوية هذه هي المفاهيم التي يطلبها المواطن العراقي ويتحدث عنها.. يقابله خطاب يكاد يكون دينيا الذي قل تأثيره لدى الناخب وأنا اعتقد أن هذا هو نقطة التعافي ومجالا جديدا للمواطن العراق.» وكانت توقعات ونتائج غير رسمية قد أظهرت أن قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي قد تحقق نتائج كبيرة في الانتخابات. وقال الدباغ إن النتائج التي حققتها قائمة رئيس الحكومة وهي قائمة دولة القانون ستكون «مفاجأة» وقال إن هذه النتائج تحققت في اغلب المحافظات الجنوبية. وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت الأحد أن ما يقرب من سبعة ملايين ونصف المليون ناخب عراقي شاركوا في الانتخابات من مجموع نحو 15 مليونا. وقال الدباغ «نسبة المشاركة لم تكن خيبة أمل بل كانت متوقعة لان الوضع العراقي في طريقه للاستقرار ويصل تدريجيا إلى مرحلة الاستقرار وبالتالي من الطبيعي أن تكون نسب الاقتراع كما رأيناها في الانتخابات.»