كلام نسوان
كتب النص/ محمد فؤاد أعزائي القراء أهلا بكم معنا في هذه الجولة الجديدة من (كلام نسوان )والذي تناولنا من خلاله قضايا وشؤون المرأة اليمنية وبالأخص محافظة عدن .دعونا نحلق معا هذا العدد الجديد من (شقائق )لنتحاور ونناقش إحدى القضايا الشائكة والتي هي بنظري خطيرة جدا ويزداد ذروتها يوما بعد يوم دون حسيب ولا رقيب ألا وهي زواج الفتيات الصغيرات على أزواج يكبروهن سننا والذي زاد الطين بله خضوع وموافقة ولي الأمر بالإكراه سعيا وراء الكسب المادي لقاء بيع ابنته لقاء حفنة من الريالات معتقدا بأنه في هذا التصرف سوف ينقذ العائلة من الفقر متناسيا انه قد باع اعز شيء بالوجود ألا وهي ابنته الصغرى فتعالوا اروي لكم ما حدث بحسب رؤيتي للقضية :في إحدى القرى القريبة من مدينة عدن تعيش أسرة مكونة من الأبوين وسبع فتيات صغيرات أكبرهن يصل عمرها (13)عام ،كانت هذه الطفلة مريم تلعب في نهار يوم يشع بالنور والمرح والفرح تلعب وتضحك مع صديقاتها عائدات من المدرسة بعد عناء طول الطريق المؤدية إلى قريتهم ،فكانت مريم من أذكى الطالبات في مدرستها رغم انها من اسرة فقيرة ويحبها جميع المدرسين وكانوا يتوقعون لها مستقبل واعد .وفي ليلة من الليالي وهي ذاهبة إلى الفراش لتنام سمعت ابويها يتناقشان بصوت مكتوم فاحست مريم بان هناك شيء غير طبيعي فبدون قصد اختلست السمع فاليكم ماحدث :أم مريم :اس اس يارجال مالك جالس كل ماساعة تجيبلي خبر غير ايش في معك هاذي المره كي قولي ولكن بصوت صغير عشان البنات راقدات ابومريم هلكان: دلحين ياحرمه باتخلينا اهدر والا افاجئك وبعدين تقوليلي ليش ماكلمتنيش وانتي دارية ان العرف في قريتنا لا تستشار المراة في امور الزواج والا في خبر ثاني الحقيقة ياام مريم انتي عارفة ان الله سبحانه وتعالى جعل كل ذريتي من البنات ومامعي ولد اشد ظهري فيه حتى اصبح رجال القرية يتلاكعوا علي ويسمونا (ابو البنويت)يرضيك هذا الكلام ياحرمة.ام مريم :اختصر ياهلكان ...قولي ايش تشتي ولا خليتني اسكه واختمد ....ايش شكلك باتتزوج يارجال واني قلبي طول فيبه هاجس ،ابعد من جنبي ياناكر العيش والملح (13)سنه واني قيدالك اصابيعي شمع ياظالم صدق المثل القائل (عيونكم مايمليها الا التراب)ابو مريم :ابا ابا عليك وامرى دائما انتي والاسطوانه المشروخة هادي دلحين اسمعينا للاخر !!!بتنك ياحرمة اجالها نصيب رجال سيد الرجال وصاحب عز وجاه ويسقط الطير من السماء.ام مريم :اواواو !!!ايش تقول ياكحيان دلحين انت من صدقك تتكلم والا شكلك خزنت قات مدعس والله عشنا وشفنا طيب مافكرتاش ان البنت عادها صغيرة عودها اخضر ياكبدي !!امرك الى الله ياعديم الرحمة !!!تشتي حكايتي تتكررمن جديد لا والله لا كان ولا كونه الي براسك .وفي اثناء الجدال الذي ازداد وطيصة يرتفع كانت الفتاة الصغيرة مريم ذات (13)ربيعا تقف متسمرة خلف الباب والعرق يفيض مكن جسده ناهيك عن الدموع الغزيرة تنسكب في صمت مميث ،وفجأة ثار حمى الاب فقال صارخا:الاب الكحيان:ايش معك ياحرمة تبعبي من اول ايش شكلة كلامي معجبكش والا معك كلام ثاني !!كلام يسبقك ويتعداكي حسك عينك تعصينا والا بيت ابوك اولا بك !!!انتي فاهمة.الأم :مالك يابو مريم ايش تقول اني مالي غيرك وانت عارف هذا الخبر !!!تشتي ابي واخواني يقطعوا لحمي ويرموني للكلاب !!اسمع هاذي بنتك وهي بدمتك !!واني مامعي ومعاها سوى رب العالمين هو مطلع على كل الأمور (حسبي الله ونعم الوكيل ،الفلوس تبيع الضنى والنفوس .وفي الأخير وبعد مجادلات ساخنة والتي كانت تصل إلى الطلاق بين الزوجين الفقيرين نفذ الجلاد حكم الزواج بان زوج طفلته مريم لشخص يكبرها ب(30)عاما ومتزوج من ثلاث نساء وكل واحدة لديها منه اولاد وبنات يكبروا العروس بالعوام عدة ،وهي وللأسف هي الحقيقة ونجدها تتكرر في العديد من القرى والمدن اليمنية وبالذات الشمالية دون أي حراك سوى فقط مجموعه من الأصوات المخنوقة تتمتم دون ان يلبي نداءها احد ودمتم سالمين