نساء قائدات
[c1]الورقة الأولى[/c] إخترت عنوان موضوعي هذا بطريقة مختلفة عن ما اعتدنا أن نقرؤه في المواضيع والأفكار الإدارية التي تحاكي التطوير الذاتي ،، و انفردت في هذه المذكرات التي سأتناول بها يوميات المديرة الناجحة ليس كوني امراة فقط و لكن لهدفي في عرض تجربة المرأة اليمنية في الإدارة و الوقوف أمام مراحل تطورها و نمو قدراتها و مهاراتها الإدارية و الإستفادة من تجاربها المختلفة و التي ستكون سلسلة متواصلة بعدد من الميادين التي خاضتها مجموعة من النساء و حققن فيها النجاح إنما قبل أن أبدأ لابد أن اذكر الجميع أن هذه المذكرات ليست مذكرات خاصة فقط حول تجربتي في العمل و الوظيفة إنما هو نتاج جهد ونجاح لعدد من المديرات في مسكني الثاني “بنك اليمن الدولي” إضافة إلى تجربة عدد من المديرات في المجالات المختلفة و على سبيل المثال لا الحصر في التربية و التعليم ،الطب ، الهندسة ، المجال الأكاديمي و الجامعي الخ. وفي كل ورقة سأقدم لكم نبذة مختصرة عن إحدى المديرات و مذكراتها الإدارية حتى يتسنى لنا الإستفادة من مراحل تطورها الإداري و في نفس الوقت أصبو إلى تقدير جهود المرأة العاملة التي تخدم مجتمعنا و تساعد أخاها الرجل في شتى الميادين . وورقتي الأولى سوف تتصدرها مديرة متميزة مضى على عملها أكثر من 27 عاماً و تعددت مناصبها الإدارية وقدمت خلال هذه المدة جهوداً جبارة تستحق أن نتعلم منها لأنها النهر الذي لاينضب إبداً و هي :- الأستاذة زينب الأشطل :- و التي تشغل الآن وظيفة مساعد المدير العام للموارد البشرية في بنك اليمن الدولي و قد تعددت مناصبها الإدارية منها مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة و مديرة فرع حدة و كان لها في تلك الوظيفة السبق حيث أنها كانت أول إمرأة تدير فرعاً مصرفياً في بنك اليمن الدولي آنذاك . و بعد النجاح الهائل و الفريد من نوعه الذي حققه فرع حدة أعطت هذه المرأة لبقية الموظفات الفرصة في إدارة فروع مصرفية جديدة للبنك فقد شجع ذلك إدارة البنك في إعطاء المرأة الثقة بإدارة فروع البنك . و فعلاً استحقت و بجدارة لقب نهر العطاء فهي حالياً تشغل منصب مساعد مدير عام ذلك المنصب الذي كان صعب المنال بالنسبة للمرأة في البنك وقد كسرت هي هذا الحاجز و فتحت أمام بقية زميلاتها الأمل نحو شغل مثل هذه المناصب في المستقبل ، المهم فقط هو أن يحذين حذوها و كما يقول الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا و عن تجربتها في العمل تقول الأخت/ زينب : إن العطاء بدون إنتظار مقابل هو أولى درجات النجاح فقد عملت أكثر من 27 عاماً و لم أعين من الوهلة الأولى بوظيفة مديره إنما بدأت من الصفر و تدربت و استفدت من خبرة زملائي و مدرائي أعطيت عملي كل الإهتمام و أنصح بناتي و زميلاتي بالتركيز على هذا الأمر ، فالإلتزام و المثابرة و الجهد هو أهم عناصر نجاح أية إمرأة حيث أنني لمست من خلال تجربتي أن جميع زميلاتي اللاتي نجحن في عملهن هن من أعطين العمل حقة ولم يقصرن و لم يتخاذلن مهما كانت المسئولية التي على عاتقهن فالمرأة الناجحة هي التي تستطيع أن توفق بين أسرتها و بين عملها و تحقق هذه المعادلة الصعبة ولكن تلك التي تبحث عن الأعذار و المبررات للتقاعس و الغياب عن عملها بحجة مسئوليتها نحو أسرتها فلن تحقق النجاح في عملها مهما طالت فترة عملها فجميعاً تحملنا المسئولية وضاعفنا جهودنا و ذقنا الأمرين للتنسيق بين حياتنا الخاصة و العملية . كما ركزت الأخت/ زينب على عدد من العناصر التي أستندت عليها في مرحلة عملها وهي :الإنضباط بمواعيد العمل الرسمية .عدم طلب الإجازات المتنوعة بشكل متكرر .التعامل مع الوظيفة بقدر عال من المسئولية حتى بعد نهاية ساعات الدوام الرسمية.الولاء للوظيفه و للمنشأة التي تنتمي إليها و الحديث الدائم المتسم بالفخر.الفصل بين العلاقات الخاصة و علاقات العمل فلا تطغي إحداهما على الأخرى.التعامل مع مشكلات العمل بحيادية بحيث لاتتصادم مع تعاملاتنا مع الزملاء والعملاء. الحفاظ على علاقاتنا مع العملاء و الزملاء و محاولة كسب إصدقاء جدد دوماً في محيط عملنا .السعي نحو التدرب و التأهل مهما كانت مدة خدمتنا فالعلم في تطور و يجب دوماً صقل مهاراتنا .المدير الناجح هو من يستطيع تدريب موظفيه و يعلمهم ماتعلمه و لا يبخل عليهم بما استفاده .كما أضافت الأخت/زينب نقطة مهمة و هي:دور المدير القائد في نجاح موظفية من خلال تجربتها مع مدرائها فهي التي قالت “ كلما كان المعلم ناجحاً كلما تخرج من تحت يدة يديه تلاميد ناجحون “ فقد كان الفضل بعد الله سبحانة و تعالى لأستاذي المدير العام “أحمد ثابت العبسي” الدور الأكبر في تشجيعي و تدريبي و إعطائي الحافز على التحدي و قيادة فرع حدة الذي من خلال إدارتة إكتسبت مهارات كبيرة و يعتبر دور هذا الرجل تاج على رؤؤس عدد من زميلاتي اللآتي يشغلن مناصب إدارية عليا بالبنك لذلك أشكره و أشكر إدارة بنك اليمن على إهتمامهم الخاص بالمرأة و إعطائها الثقة الكبيرة . كانت تلك سطور في سلسلة نجاح إحدى النساء تليها تجربة جديدة لمديرة أخرى في العدد المقبل .