استطلاع / ابتسام العسيريالدم من أهم مقومات حياة جسم الإنسان والحيوان فهو الذي يقوم بنقل الأكسجين والمواد الغذائية والهرمونات إلى الأنسجة والخلايا في الجسم ، ويوجد آلاف المرضى الذين هم بحاجة ماسة إلى الدم خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوي ومرضى الهيموفيليا ومصابي الحوادث.. ولذا كان ضروريا توفيره للحالات الطارئة عبر التبرع به من قبل المتطوعين لتخفيف آلام المرضى ومعاناتهم .
قرب الدم
وهناك العديد من الفوائد الصحية للتبرع فعملية التبرع بالدم تنشط خلايا نخاع العظام للمتبرع ما يزيد من فعاليتها ويجدد نشاطها فيتم إنتاج المزيد من الخلايا الجديدة .. ويمكن للإنسان التبرع بالدم ما بين 18وحتى 60عاما على أن تكون الفترة الزمنية بين التبرع بالدم لا تقل عن 3أشهر للذكور و4 أشهر للنساء. هذا ما قرأته في البروشورالتعريفي لقسم الاستقبال في مركز نقل الدم في إطار مستشفى الجمهورية في عدن الذي يدهش من يتنقل بين أروقته بحداثته والأجهزة الجديدة والمتطورة التي يحتضنها المركز سواء التي تحلل أو تحفظ قرب الدم ، إلا أن المرء يصاب بخيبة أمل حين يكتشف أن هذا المركز المهم وتلك الأجهزة الحديثة تعاني نقصا إلى نقص في المحاليل وعدم وجود موازنة تشغيلية ما يعرقل عمل المركز وأداء ه لمهامه بشكل صحيح بما يخدم أهدافه من توفير الدم ورفد المستشفيات والمرضى به .
ثلاجات حفظ الدم
ولمعرفة المزيد عن المركز تقول الدكتورة و الأستاذة المساعدة في كلية الطب جامعة عدن ومدير المركز في عدن حنان حسن عمر “ تم افتتاح هذا المركز بقرار جمهوري في محافظة عدن بعد افتتاح المركز الأول في صنعاء وهوالمركز الثاني ومن ثم سيتم فتح فروع له في المحافظات الأخرى وقد تم افتتاح هذا المركز بكل تجهيزاته الحديثة في يونيو 2007م وهدفه توفير الدم للمرضى بشكل آمن وفعال بكل مكوناته وهي أربعة كريات الدم الحمراء والبلازما الطازجة المجمدة والصفائح الدموية والمرسب البارد . وأضافت : ومنذ الافتتاح تم إمدادنا بالمحاليل وحقائب الدم من المركز الرئيسي في صنعاء ولكن بقى المركز من دون موازنة تشغيلية حتى الآن بالرغم من أننا قمنا بإعداد خطة موازنة تشغيلية في العام 2008م ورصدت ولكن لم نستلمها وقمنا بإعداد خطة تشغيلية أيضا للعام 2009 لم نستلمها أيضا ولكن دعم المحافظة في العام 2008 استفدنا منه في بنود محددة كصرف حوافز للطاقم الذي يعمل من دون حوافز ، وبالنسبة للمحاليل وحقائب الدم استمرا لمركز الرئيسي بإمدادنا بها حتى شهر ابريل 2009 ، حيث انقطع هذا الإمداد من دون أي أسباب بالرغم من أن وزير الصحة وجه لهم رسالة برفدنا بالمحاليل ووجه الدكتور باعوم مدير المراكز لهم رسائل من دون فائدة وهذا مرفق صحي بحاجة لميزانية لعمل صيانة للأجهزة وبعض الأدوات التي يحتاجها المركز. وقالت : ظل المركز مغلقا من شهر ابريل هذا العام حتى جاءت قافلة طبية في أكتوبر الماضي ولاحتياجهم للدم لإجراء العمليات قاموا بإمداد المركز بالمحاليل حتى يتمكن من العمل مرة ثانية. “ سألت الدكتورة عن آليات عمل المركز فأجابت “ عندما يأتي المتبرع إلى المركز تعطى له نصائح تعريفية حول عملية التبرع بالدم وفوائدها ، ومن ثم تأخذ منه بطاقة هوية لتسجيل بياناته وتتم بعد ذلك معرفة نسبة دم المتبرع إذا كانت ملائمة أم لا ، ومن ثم يمر للفحص الطبي وهو فحص بسيط يتم عبره التأكد من درجة الحرارة والوزن و الضغط لأن الذين تقل أوزانهم عن 50ك لا يسمح لهم بالتبرع وبعد هذه المرحلة يتم تحليل عينة الدم ومن ثم سحب الدم من المتبرع وتجميعه إلى حقيبة الدم الرباعية ليتم فصل مكونات الدم الأربعة فوحدة الدم يستفيدون منها أربعة مرضى من الذين يعانون من الهيموفيليا الذين يحتاجون إلى المرسب البارد والذين يعانون من تجلطات في الدم يستفيد من البلازما الطازجة المجمدة والذين يعانون من نقص الصفائح الدموية وهناك من يعانون من نزيف او انيميا يستفيدون من كريات الدم الحمراء .
حاضنة الصفائح الدموية
وأضافت : بعد تجميع الدم في حقيبة الدم يتم تسجيل الحقيبة التي ترتبط بثيوبين يسجلان بنفس الرقم فيذهب احد الثيوبين إلى وحدة تأكيد الفصائل والآخر يذهب إلى قسم الفيروسات للتأكد من خلو الدم من الفيروسات ، ولا نقوم بعملية المطابقة في المركز لوجود عجزكما ذكرت من عدم وجود ميزانية التشغيل وبالتالي لا يتم العمل في المركز بنظام النوبات على مدى أربع وعشرين ساعة وقلة الطاقم الطبي ، ولهذا نقوم بتزويد المستشفيات بالدم ما عدا الصفائح الدموية التي تستدعي البقاء في المركز لأن الحاضنة الوحيدة للصفائح توجد في المركز فقط .” سألتها : ما الذي يمنع من التبرع بالدم ؟ فقالت “ توجد عدة أسباب منها ما تؤجل عملية التبرع بالدم كخلع الضرس والالتهاب الرئوي والملا ريا ، الحمل والرضاعة ..،وهناك أسباب تمنع نهائيا من التبرع مثل أمراض الدم والسكري وأمراض القلب والصفراء والأمراض الصدرية والتناسلية والسرطان والأمراض النفسية . “ وعن المخاطر التي قد يسببها التبرع قالت “ التبرع بالدم لا يعرض المتبرع لأي خطر من الإصابة بأي مرض والأدوات التي تستخدم في سحب الدم وأكياس الدم معقمة ولا تستخدم لأكثر من شخص واحد “ .