اسماء الحمزة محمد في الثاني عشر من ربيع الاول يوم الاثنين - ظهر نور الله في الارض بمولد خير البرية الصادق الامين خاتم المرسلين رحمة رب العالمين وكان مولده حدثاً عظيماً .. وعلامة بارزة في سيرة الانسانية ونقطة تحول في حياة البشرية .. وثورة فجرت ينابيع التاريخ وغيرت معالم الدنيا بوضع قدم الانسان على طريق الحق والخير والاخذ بيده الى سبيل الهدى والرشاد.والحديث عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) يحلو ويطيب بل يوقع المرء في حيرة ( من اين يبدأ ) فجوانب العظمة في رسولنا متعددة فهو خير خلق الله اجمعين وموسوعة العلوم المستقاة من كتاب الله العزيز ، ورائد القادة وخير المصلحين الاجتماعيين .. صفات عديدة تفرد بها عن سواه فهو مثال الانسانية الكاملة. ولقد جاء سيد المرسلين رحمة للعالمين كما وصفه ربه ( وما ارسلناك الا رحمة (للعالمين) وفي الحديث الذي رواه ابو هريرة مرفوعاً الى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) (انما انا رحمة مهداة ..) هدية رب العالمين للناس اجمعين فقد اختاره ربه واصطفاه ليبلغ عنه رسالته الخاتمة .. التي هي في الاساس انقاذ للبشرية من ظلمات الشرك الى نور الايمان ومن متاهات الضلال الى وضح اليقين.لقد تجسدت عقيدة الايمان في حياته فترجمتها الى واقع الحياة اعمال ، وصورها سلوكه لذلك نرى اكبر مشاهد الثبات متجلية في اصدق مواقف التحدي والصمود التي وقفها الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابه في وجه القوى الغاشمة التي حاولت التصدي لدعوة الحق خوفاً على المصالح الدنيوية وقد بذل النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه ووقته في سبيل الدعوة الى طريق الحق برسالة ربه مايعجز الابطال ، وصبر على أذى قومة والسؤال ماذا بذلنا نحن من انفسنا وفيما نقضي اوقاتنا وننفق اموال امتنا وثروات شعوبنا ؟ هل في سبيل تحريك المياه الراكدة باتخاذ المواقف الصلبة وتوحيد الكلمة واخراج القرارات بخصوص وضع الامة الى حيز التنفيذ ؟ وتحويل الاقوال الى برامج عمل فعلية اقتداء برسولنا الذي جعل من العرب بعد الشتات والحروب امة متعاونة متماسكة بامكانيات متواضعة مادياً وبشرياً دولة وليده محاطة بمخاطر لاتساوي شيئاً امام الامكانيات المادية والبشرية عدة وعتاداً ولكنه ( ربط العمل بالايمان ) الذي نحن في امس الحاجة اليه للخروج من نفق الذل المظلم الى نور العزة .وفيه يقول حسان بن ثابت :[c1]واحسن منك لم ترقط عينايواجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك خلقت كما تشاء [/c]وعن ام المؤمنين بنت الصديق زوجة الرسول ( عائشة رضي الله عنها ) قال عنها الرسول معززاً مكانة المرأة في الاسلام وحقها في العلم والتعلم وادارة شؤون الحياة ( خذوا نصف دينكم من هذه (الحميراء) قالت حين سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن اي ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان في سلوكه وفعاله ترجمة لايات القرآن لايحيد عن احكامه فلهذا بنى دولة بإمكانيات مادية وبشرية متواضعة اذا ماقورنت بما نحن عليه اليوم من امكانيات هائلة مادية وبشرية .. ولكن ينقصنا ماكان يتحلى به الرسول الكريم وصحابته المخلصين من سلوك وربط القول بالفعل امتثالاً لقول الحق سبحانة وتعالى ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالم تفعلون ) وهذا حال الامة اليوم رغم امتلاكنا للمنهج الشامل والمال الوفير والارض بمساحات مترامية الاطراف الا اننا في وضع مهين لانحسد عليه من عند انفسنا فقد زاد الطمع فينا عندما اقصيت الشريعة في كثير من الدساتير الحكومية واجندتها واخذنا في تعظيم القوة والحط من شأن عقيدتنا وانفسنا بمواقف متخاذلة امام السياسات التعسفية المهينة . وحين نكتب ونعدد شمائل وصفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فأننا لانكتب لمجرد الكتابة الاستهلاكية عن رسولنا الكريم من خلق وصلابة ومواقف وقوة ايمان ولكن لابراز مميزات الاسلام التي رسمتها سيرة الرسول صلوات الله عليه وسلامه حيث الاقوال تطابق الاعمال بايجابية وهذا مانفتقده في واقع حياتنا فالحديث عن كثير من المضامين لايرافقه في كثير من الاحيان مايدور في واقع الحال .والسؤال هنا لايكون بالطريقة المطروحة او المثارة بين المسلمين هل يجوز الاحتفال او لايجوز ؟ فكيف لمن حوى المعاني السامية والاخلاق الكريمة يكون الاحتفال ؟ وفيما نوظف الذكرى المتجددة التي تأتي والامة مازالت غاضبة من الرسوم الكاريكاتيرية السيئة القيت في اساءتها الى رسول الرحمة . وما احوجنا في هذه الفترة العصيبة التي تمربها الامة ومن وحي هذه الذكرى الى تجسيد هبة الغضب العارمة التي جاءت كرد فعل طبيعي للاساءة نابع من حبنا للرسول الصادق الامين وترجمتها الى مشاريع عملية تطبق على ارض الواقع .من خلال تربية ابنائنا على الشريعة الحقة وتعميق مفاهيمها في السلوك السوي والمستقيم.وخير وابلغ رد يحتم علينا بل يلزمنا تعريف الغرب وبسيد المرسلين ايماناً وخلقاً .. ولماذا نكن له كل هذا الحب ولماذا غضبنا وثرنا ضد الرسوم الكاركاتيرية والخارجة عن اخلاقيات الصحافة والابداع وبعيداًً كل البعد عن حرية التعبير التي تنتهي عند ايذاء المشاعر .. وخير احتفال تغيير مابأنفسنا والسير على خطى الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) اقتداء به كما امرنا سبحانه وتعالى ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ) كما يجب علينا نحن الاعلاميين التذكير المستمر للمسلمين وغيرهم في صحفنا وفي الفضائيات وما اكثرها.وما اكثر مايصرف عليها من اموال الامة الاسلامية والعربية تربية وتوعية الناس على التراحم والتآخي ونصرة اخواننا المظلومين في بقاع الارض وعلى الاخص في العراق وفلسطين واستنهاضهم من هذا الصمت العربي حيال مايجري . وعلينا بدعم اخواننا في فلسطين المستمر من ثروتنا التي لاحصر لها بدل الاعتماد على الغرب والامريكان. ولزاماً علينا من وحي ميلاد منقذ البشرية والذكرى المتجددة كل يوم .. تعليم انفسنا واولادنا صفات النبي الكريم وضرورة التمسك بها وتجسيدها في الواقع العملي .
|
ثقافة
من وحي مولد الرحمة منقذ البشرية
أخبار متعلقة