المحويت/ 14أكتوبر بعد قضاء ستة أيام من العمل الشاق والمرهق، قرّر لبيب عبده قائد الحكيمي ذو الـ (25) ربيعاً أن يغادر موقع العمل بمشروع المعهد التقني الزراعي بمديرية الرجم في محافظة المحويت صبيحة أمس الجمعة بمعية شلة من رفقاء العمل لقضاء يوم من الراحة والاستجمام تمهيداً لاستئناف مشوار الكفاح العملي وطلبة الله في الحجر والطين الأسبوع القادم، إلا أنّه لم يكن يعلم أنّ يوماً من الراحة والخلود إلى الهدوء لم يكتب له هذه المرة حيث تحولت النزهة إلى فاجعة وتوارى جسد /لبيب/ إلى عمق سد مائي من أول غطسة ومحاولة سباحة (وجاء البحر قال : جاك زراطه).هرع أفراد تابعون لأمن مديرية الرجم فور تلقيهم بلاغاً بغرق شاب، إلى موقع سد زحام أو بالأحرى (سد الموت) كما يُطلق عليه بين أوساط العامة في المحويت وهناك باءت محاولاتهم بالفشل ولم يجرؤ أحداً على الغوص إلى أسفل الحاجز لانتشال جثة لبيب التي يُعتقد أنّها علّقت ببعض أتربة ومكوّنات نباتية لزجة فيما رفاقه قالوا إنّهم حاولوا مراراً منعه من السباحة لكن توسلاتهم لم تفلح لدى الشاب الذي طاوع فضوله وشرع سابحاً.. لكن إلى الأسفل البعيد حيث بقايا عمق مخيف احتفل للتو بمقدم ضحية هي الـ (13) منذ سنتين مضتا كان آخرها خمسة مصطافين قدموا من صنعاء مطلع مايو الفائت تحت مظلة أسرية واحدة (رب الأسرة وامرأتين وطفلين حدثين).وحتى مساء أمس الجمعة ظل /لبيب الحكيمي/ متوارياً بجسد يستبعد أن يكون به قليل من نبض حياتي هناك في عمق السد وسط تحركات وتفاعلات بالخارج لم تجد نفعاً وبانتظار فريق غواصين قيل إنّهم في طريقهم إلى محاولة انتشال جثة الشاب الغارق أرسلتهم قوات البحرية المرابطة في محافظة الحديدة.. السلطة المحلية في المحويت كانت قد منعت السباحة في حاجز (الموت) المشار إليه منتصف العام قبل الماضي على إثر حوادث مماثلة بيد أنّ الأقدار لم تزل تتربص بضحايا جدد ومبعث الطرافة أنّ (13) غريقاً التهمهم (سد زحام) حتى اللحظة جميعهم ليس بينهم نفر واحد من أبناء المحويت.ما يشير إلى أنّ غالبية الغرقى إن لم يكن جلهم هم ممن يفدون إلى المحافظة لغرض السياحة والاستجمام غير مدركين خطورة السد وضحاياه.يأتي هذا مواتياً مع بعض لوحات إرشادية وتحذيرية نصبتها السلطة المحلية في إطار منطقة السد لكن : (مَنْ ينقذ مَنْ؟!!..)