جواد محمد علي الشيبانييعتبر الماء أساس الحياة بكاملها كما جاء في الآية القرآنية (وجعلنا من الماء كل شئ حي)والإنسان هو الغاية والهدف في هذه الحياة إذ يحاول تسخير كل الموارد لتحسين حياته وتطويرها مستفيداً من التطور العلمي والتكنولوجي ويعتبر عنصراً فعالاً في التأثير على كل الموارد المتاحة على كوكب الأرض أما إيجاباً أو سلباً عن طريق تنمية الموارد وترشيد استخداماتها او تلوثها وتردي نوعيتها.وتعد المياه احد الموارد التي منحها الله لتشكل أهم مرتكزات الحياة على وجه الأرض لجميع الكائنات الحية البشرية والحيوانية والنباتية وكان الإنسان يحط رحاله حيثما توفرت المياه وتعتبر اليمن قديماً محط جذب للإنسان لما فيها من الخيرات وغزارة الإمطار حيث كان يطلق عليها قديماً بلاد اليمن السعيد، إلا أن الظروف المناخية تغيرت في الآونة الأخيرة من القرن العشرين مما جعل اليمن تواجه مشكلة كبيرة في الموارد المائية ناتجة عن قلة الأمطار والاستنزاف الجائر للمياه مما جعل اليمن من أكثر الدول فقراً في مواردها المائية.كما تعد اليمن من أكثر دول العالم من حيث النمو السكاني إذا يتزايد عدد السكان بمعدل سنوي مرتفع يبلغ 3% حيث كان عدد السكان (15.8 مليون نسمة) عام 94م وفي عام 97م وصل عدد السكان إلى (16.5 مليون نسمة) حتى بلغ عدد السكان(19.7 مليون نسمة) وفقا لآخر تعداد عام 2004م.في الوقت الذي تتناقص الموارد المائية كما يتضح من المؤشرات الواردة من الموارد المائية والبنك الدولي للموازنة المائية أن المياه المتجددة بلغت (2500) مليون متر مكعب في عام 1995م واستمرت بنفس الوثيرة حتى عام 2005م بينما ازدادت كمية الاستهلاك للمياه من (2900) مليون متر مكعب عام1990م إلى (3780)مليون متر مكعب عام 2005وبالتالي نسبة وتزايد العجز إلى أن وصل في عام 2005م إلى (1280) مليون متر مكعب ما ينذر بكارثة مائية ليس فقط لحاجة الإنسان الأساسية وإنما لكل أنشطته المختلفة ورافق هذا الهبوط في مستويات المياه تدهور في نوعيتها لاسيما في الأحواض نتيجة لتلوثها.كما تناقص نصيب الفرد من هذه المياه مع تزايد عدد السكان إذ كان نصيب الفرد في عام 95م يصل إلى (162.8) متراً مكعباً وتناقص تدريجياً إلى (147) متراً مكعباً عام 98م وإذا ظل تزايد السكان كما هو فإن نصيب الفرد سيصل إلى (72) متراً مكعباً عام 2026م.ويعتبر نصيب الفرد في اليمن ضئيلاً جداً إذا ما قورن بنصيب الفرد على مستوى الشرق الأوسط الذي يصل إلى (1250)متراً متوسطاً وبالمتوسط العالي البالغ(7500)متر مكعب ومن هنا يجب أن يكون هناك ترشيد في استخدام المياه من خلال إصدار القوانين للحد من الحفر العشوائي للآبار ووعي في استخدام المياه وإتباع الوسائل الحديثة في الري الزراعي وإعادة استعمال المياه العائمة بعد معالجتها في الري الزراعي وإنشاء السدود والحواجز المائية لتغذية المياه الجوفية.
السكان والموارد المائية
أخبار متعلقة