الجزائر/14 أكتوبر/ من زهرة بن سمرة: أعلنت سلطات جزائرية أمس الأحد مقتل ستة مدنيين على الأقل في هجوم انتحاري باستخدام سيارة ملغومة شرقي الجزائر العاصمة في وقت متأخر من مساء أمس الأول السبت في ثاني هجوم من نوعه الشهر الحالي. وقال وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني للاذاعة الرسمية إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 18 آخرون في الهجوم الذي وقع في الساعة العاشرة من مساء أمس الأول بالتوقيت المحلي (2100 بتوقيت جرينتش) في بلدة زموري الساحلية الواقعة على بعد 45 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة. وكانت وكالة الأنباء الجزائرية ذكرت في وقت سابق أن ثمانية أشخاص قتلوا في الهجوم وأصيب 19 شخصا. وقال سكان محليون إن قوات الشرطة الجزائرية فتحت النار على الانتحاري عندما رفض إيقاف سيارته وصرخ قائلا «الله أكبر» قبل ثوان من تفجير السيارة. وأشارت الإذاعة الجزائرية إلى أن الانتحاري استهدف ثكنات تابعة لخفر السواحل الجزائري وموقعا مجاورا لها تابعا لقوات الأمن شبه العسكرية. وقال شهود إن الموقع التابع لقوات الأمن الجزائرية دمر لكن الثكنات لم تلحق بها سوى أضرار طفيفة. ونقلت الإذاعة عن زرهوني قوله إن الانتحاري استخدم ما يتراوح بين 200 و300 كيلوجرام من المتفجرات وأن الهجوم جاء ردا على ما يبدو على كمين نصبه الجيش الجزائري وقتل فيه 12 متمردا في منطقة القبيلي الجبلية ليلة السابع من أغسطس. وقالت صحف إن الكمين جزء من ملاحقة الجيش الجزائري للمتمردين الذين شنوا هجوما انتحاريا أسفر عن إصابة 25 شخصا ببلدة تيزي وزو شرقي الجزائر العاصمة في الثالث من أغسطس وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن هذا الهجوم لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قال في بيان على موقع إسلامي على الانترنت «نحن نقول لأبناء فرنسا وعبيد أمريكا وأسيادهم أيضا إن أصابعنا على الزناد وإن قوافل الاستشهاديين متشوقة لدك حصونكم دفاعا عن أمتنا المسلمة.» وتربط صلات التنظيم بمتشددين يحملون نفس الفكر في شمال أفريقيا وهو التنظيم المتمرد المسلح الأكثر فعالية في الجزائر التي يصل عدد سكانها إلى 34 مليون نسمة. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن العديد من الهجمات في الماضي بما في ذلك الهجوم المزدوج على مكاتب الأمم المتحدة ومبنى محكمة في الجزائر العاصمة عام 2007 والذي أسفر عن سقوط 41 قتيلا بينهم 17 من موظفي الأمم المتحدة. وتتعافى الجزائر المصدر المهم للغاز إلى أوروبا من صراع استمر لأكثر من عشر سنوات تفجر عندما ألغت الحكومة عام 1992 انتخابات تشريعية اقترب حزب إسلامي متشدد من الفوز بها. ولقي نحو 150 ألف شخص حتفهم خلال أعمال العنف التي تلت ذلك. وانحسر سفك الدماء في السنوات الأخيرة وأطلقت الحكومة في 2006 سراح أكثر من ألفي متمرد إسلامي سابق بموجب عفو صدر لإنهاء الصراع. لكن الحكومة ما زالت تحارب عدة مئات من المتمردين المتمركزين في منطقة القبائل والذين تبنوا اسم تنظيم القاعدة العام الماضي بعدما كانوا يعرف ون باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقال عبد الملك دروكدال زعيم التنظيم لصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي إن عددا متزايدا من الشباب من أنحاء المنطقة ينضمون إلى التنظيم بسبب الفقر والغضب مما قال إنها حرب يشنها الغرب على الإسلام.
أخبار متعلقة