أسامة عبد الإله سلام الأصبحي الأخطاء الطبية أصبحت تمثل هماً كبيراً لكل المواطنين والعاملين في القطاع الطبي ، فإلى متى يبقى الأطباء والممرضون خارج دائرة المسؤولية عن الأخطاء الصادرة عنهم التي تكون نتيجتها كوارث ومصائب ووفيات !! نحن لسنا ضد الأطباء ولسنا أعداء لهم ولكننا نطالب باتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع الخطأ. فوزارة الصحة في بلادنا لا بد أن تقوم بإعداد فريق من الأطباء المهرة والمسؤولين الأكفاء لتعيين الأطباء الجدد سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ، لأن أرواح الناس يجب أن تؤخذ على محمل الجدية والصرامة في اتخاذ القرارات، وعدم التقاعس في أي شكوى ترد إليها ، كما يجب أن يقوم المجلس الطبي المشكل أخيراً بدوره طبقاً للقانون الذي لم نر له أي دور فعال يذكر أو أن تكون هناك لجان داخل المستشفيات بشكل دائم لدراسة الوفيات التي تحدث داخلها، وتؤدي عملها بكل شفافية وترفع توصياتها إلى لجان معنية أخرى بالوزارة لتتخذ الإجراء القانوني اللازم مع الطبيب المتسبب وعقاب أي طبيب يثبت تورطه في أي خطأ طبي بحرمانه من مزاولة المهنة أو إعادة تأهيله.. أو حتى على الأقل تغيير هؤلاء الأطباء ونقلهم من المستشفى، فهل هذا كثير؟ خاصة وإننا نعيش في وطن يمنع فيه المساءلة عن الأخطاء الطبية لعدم وجود قانون لهذه ا لمساءلة وعدم تجاوب المجلس الطبي مع مطالب المواطنين في محاسبة الأطباء والممرضين عن تقصيرهم وإهمالهم الذي تنجم عنه وفيات أو إعاقات أو عجز. أليس ذلك تحقيقا للعدالة وحماية للمواطن وإشعارا للطبيب بالقيام بواجبه بكل عناية واهتمام أليس في هذا القانون بيانا وتوضيحا لالتزامات وحقوق الطرفين الطبيب والمريض ؟ ، ثم إننا نعلم إن العقد شريعة المتعاقدين ، وان العقد يبين حقوق والتزامات كل طرف ، وإلا فإننا نكون أمام عقد إذعان ، في حالة إجراء العملية، فالشروط تفرض من قبل طرف واحد هو الطبيب وعلى الطرف الثاني أن ينفذ هذه الشروط ، أليس الطبيب بشرا عنده أخطاء ويجب محاسبته عند الخطأ أم انه ملاك لا يخطئ ، ثم أليس هناك عباقرة في الطب البشري يعملون في دول أخرى يصيبون ويخطئون ولكنهم يخضعون للمساءلة الطبية عند ارتكابهم الخطأ أم أن الأطباء في اليمن أكثر خبرة ودراية ومهارة منهم ومعصومون من الخطأ. ومن صور أخطاء الأطباء التي حدثت في مستشفيات كثيرة وخاصة في محافظة تعز وبعض القضايا كنت محامياً فيها وهي أخطاء واضحة ولا يمكن إخفاؤها ولا احد ينكرها. الصورة الأولى (الطفلة أميمة التي أصيبت من جراء خطأ طبي فادح حيث دخلت أحد المستشفيات العامة في محافظة تعز لإجراء عملية استئصال ورم في عمودها الفقري أدت إلى إصابتها بشلل تام. الصورة الثانية (الطفل عبد القاهر سلطان الذي بتر عضوه الذكري في عملية ختان خاطئة العام الماضي في مستشفى الثورة بتعز. وهناك كثير من الحالات التي سمعتم عنها لدرجة أن المواطنين أطلقوا على بعض المستشفيات (السلخانات). وعلى الرغم من حلم مواطني المحافظة بجود مستشفيات قريبة منهم من اجل التخفيف عنهم وعن مرضاهم إلا أن المواطنين في تلك المحافظة يتمنون لو لم يتحقق هذا الحلم والسبب هو فقدانهم لأبنائهم وإخوانهم نتيجة الأخطاء الطبية من بعض الأطباء في هذه المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة وعلى الرغم من تكرار هذه الأخطاء ومن نفس الأطباء إلا أن الوضع ما يزال على ما هو عليه لم يتغير منه شيء. وأخيراً إلى متى يبقى الأطباء والممرضون في وطننا الحبيب خارج المسؤولية فضحايا الأخطاء الطبية باليمن يظل اعتقادهم أنها قضاء وقدر، وأن الخطأ الطبي قدر منزل من الله ولا جدوى من متابعة المتسببين فيه.[c1]محام وناشط حقوقي رئيس مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب عضو اللجنة التطوعية القانونية لمواجهة الأخطاء الطبية
الأخطاء الطبية.. كابوس يقض مضاجع المرضى
أخبار متعلقة