عادات وتقاليد
يهيئ أهل عمان احتياجاتهم لشهر رمضان منذ العشرين من شهر شعبان حيث يخزنون العيش “ الأرز “ والتمر المعمول بالسّنوت ويتمسك الرجال الكبار بفطورهم في البيت، وإذا لم يكن ذلك، فإنهم يفطرون في الفريج - الحيّ - حيث يخصص مكان للرجال وآخر للنساء. وتقوم النسوة خلال الشهر المبارك بإرسال أطباق التمر واللبن واللقيمات إلى المساجد القريبة من دورهم ليتناولها العابرون والفقراء لتفطيرهم في اليوم المبارك. وبعد أول يوم رمضاني تتبادل العوائل الزيارات الرمضانية، فيفطرون يوما في بيت الأخ وفي اليوم الثاني عند الأخت، والثالث عند الأقارب وهكذا.. علما بأن الذي يذهب لتناول الفطور في بيت صديقه مثلاً، يجب أن يكون طعام الفطور جاهزا في مجلس داره. إنّ هناك اختلافاً في عادات العُمانيين في الفطور عندما يرجعون من صلاة المغرب وذلك بحسب ولايات السلطنة، فقسم منهم يفطر على التمر والقهوة وشرب الشربت - العصير-مع لُقيمات القاضي، وقسم يتناول الثريد والعيش - الأرز- واللحم، والبعض يشرب اللبن المُضاف إليه الزعتر أو السنود وتناول لقيمات القاضي الحلوة، أو أكل الهريس والمكبوس والسيويا والثريد وشوربة الحب والقريس. ومن أشهر أنواع الحلويات التي يحرص العُمانيون على تناولها في شهر الصيام حلوى السخانة “ السمن” والساقو وصب الجفشة والخنسروس، وكلها أسماء لنوع واحد من الحلويات ولكنها تختلف في طريقة إعدادها وصنعها وطعمها من ولاية إلى أخرى. وعلاوة على الطبق العماني المُكون من شوربة الأرز مع السكر الحليب، وتوجد بعض الفطائر على مائدة الفطور مثل السمبوسة بالخضار أو اللحم والمصانف. إنّ تقليد التبخير بالدخون للرجال في ليالي رمضان معروف عندهم قبيل الذهاب لأداء صلاتي العشاء والتراويح في المساجد. وتقام المجالس الرجالية الخاصة إثر عودتهم من الصلاة التي يحضرها الأصدقاء ويتبادلون خلالها القصص والأحاديث والسير، وتقدم إليهم الفواكه المختلفة والشمام واليح- البطيخ- مع القهوة. وينهض العمانيون وقت السحور لتناول طعامهم خاصة في القرى العمانية على صيحة الديك الأولى، ويأكلون اللحم والأرز مع شرب الشاي والقهوة على صوت المسحراتي التي يدق طبله بالمرواس وهو يصيح في السكك والحارات: سحور.. سحور قوموا صائمين وتحرص النساء في رمضان على أداء صلاتي العشاء والتراويح في فروع الجمعيات النسائية حاملات معهنّ أطباق الحلوى الشعبية لتناولها إثر الانتهاء من الصلاة، ثم الاستماع إلى المحاضرات الدينية. وعلى الرغم من التطور الذي طرأ على تفاصيل الحياة الاجتماعية فما زال الأطفال يحتفلون بأداء تقليد القرنقشوه ويتم في ليلة النصف من شهر رمضان، ويماثل احتفالات الأطفال بليلة القرنقعو في المدن الخليجية الأخرى. ونجد الأطفال في القرنقشوه يدورون في شوارع الحي وينتقلون من دار إلى دار يتوقفون أمامها ويغنون طالبين الحلوى وهم يضربون إيقاعاً بسيطاً على عبارة: قرنقشوه قرنقشوه أعطونا شيء حلواه أو يردد الأطفال على البيوت أيضاً: قرنقشوه يوناس عطونا بيسة وحلوى دوس دوس في المندوس حارة حارة في السحّارة أما بالنسبة للاستعداد لاستقبال عيد الفطر في عُمان نجد اشتراك ولايات السلطنة في احتفالاتها بالعيد في تقديمهم الحلوى والتمر والقهوة ومن أساسيات العادات والتقاليد العُمانية تقديم الحلوى في الأفراح والاتراح. ونرى الأهالي يشرعون بشراء الحلوى العُمانية والفواكه يوميّ 28 و29 من رمضان لتقديمها لضيوفهم في أيام العيد. ولعيد الفطر في عُمان عادات مستمدة من الماضي ومنها تهيئة الناس له لأعداد الحلقة أو الهبطة التي يقيمونها في العشر الأواخر من رمضان ويقيمونها في كل ولاية أو بلدة ولحلقة أو الهبطة وهي عبارة عن تجمع تجاري كبير في الأماكن المفتوحة تعرض في أماكن مخصصة فيه للمواشي واللحوم التي تباع بالمزاد وآخر للملابس والحلوى العمانية المشهورة. ويقام في الحلقة أو الهبطة سباقات للهجن- الإبل- وللخيول في الفترة الصباحية. ويعد طبق المظبي من الأطباق المعروفة التي يُقدمها العُمانيون في أول وثاني أيام العيد، ويترك حتى ظهر اليوم الثالث منه. ويعني المظبي في لغتنا العربية- الشواء-أو المقلي بالنسبة لمحافظة مسقط العاصمة والمنطقتين الشرقية والداخلية وفي بعض ولايات الظاهرة القريبة من مدينة العين الإماراتية. وتقوم مجموعة من النساء في كل حيّ بإعداد صفرة كبيرة في مكان واسع يوضع فيها الحطب والأخشاب ويشعل بالنار ليقمن بإعداد المظبي ويشوى اللحم بعد تقطيعه فوق الحجر ويُلفُ في أوراق الموز ثم في سن الخيش بعد أن يتبل بأنواع معروفة من البهارات، وتقوم النساء بصفِ قطع اللحم فوق النار ويردم بالتراب.