وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي (يمنيا) يستقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لدى وصوله إلى إسلام أباد أمس الأحد
إسلام أباد /14 أكتوبر/ رويترز : حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الجهات المانحة الأجنبية على الإسراع بإيصال المساعدات لباكستان بعد أسوأ فيضانات في البلاد منذ عقود من الزمان تسببت في الإضرار بأكثر من عشر السكان الذين يبلغ عددهم 170 مليون نسمة.وفاضت أنهار رئيسية على ضفافها بسبب الإمطار الموسمية الغزيرة مما أدى إلى غرق أودية جبلية وسهول خصبة في باكستان وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 1600 شخص وتشريد نحو مليونين آخرين.وقالت الأمم المتحدة إن ستة ملايين ما زالوا في حاجة إلى الغذاء والمأوى والمياه والدواء.لكن في منطقة تبلغ مساحتها مساحة ايطاليا تقريبا اتسم توصيل المساعدات الحكومية والأجنبية إلى المناطق المتضررة بالبطء وحذرت الأمم المتحدة من موجة ثانية من الوفيات بين المرضى والجوعى ما لم تصل المساعدات.وأعلنت الامم المتحدة عن ظهور أولى حالة اصابة بالكوليرا وسط مخاوف من انتشار المرض بينما يبيت الناجون في مخيمات مؤقتة واقية من الماء. ويلجأ بعضهم اما الى التسول أو النهب.وانهارت جسور وانقسمت طرق سريعة الى نصفين بسبب الامطار الغزيرة وانقطعت قرى عن العالم الخارجي في واحدة من أفقر دول اسيا.وتقول الامم المتحدة ان الربع فقط من المبلغ الذي تحتاج اليه البلاد لاعمال الاغاثة المبدئية وهو 459 مليون دولار وصل للبلاد.وقال بان لدى وصوله الى باكستان «أنا هنا... لابدي تعاطفي وتضامن الامم المتحدة مع شعب وحكومة باكستان في وقت المحنة».ومضى يقول «أنا أيضا هنا لاحث المجتمع الدولي على الاسراع من مساعداته الى باكستان».والتقى بان بكل من رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والرئيس اصف علي زرداري الذي انصبت عليه مشاعر الغضب الشعبي بعد أن قام بزيارات في أوروبا أثناء وقوع الكارثة ولم يقطع رحلته.ويعتزم بان زيارة مناطق تضررت من الفيضانات.وتأتي زيارة بان في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من الباكستانيين باحباط بسبب الحكومة التي تواجه مشاحنات سياسية وعنفا متزايدا من المتشددين.ووجهت اتهامات للحكومة الباكستانية بسبب بطء استجابتها للتعامل مع الازمة واعتمد الضحايا في الغالب على الجيش أكبر القوى في باكستان وعلى هيئات الاغاثة الاجنبية للحصول على المساعدة.وتمثل مياه الفيضانات تهديدا جديدا على اقليم السند المزدحم بالسكان واقليم بلوخستان في جنوب غرب البلاد وهي منطقة تعاني أيضا من تمرد انفصالي منذ عشرات السنين.ودمرت الفيضانات 500 ألف طن على الاقل من القمح. وفي كوت ادو باقليم البنجاب في جنوب البلاد دمرت آلاف الاجولة بعد عجز العمال عن نقلها بسرعة كافية بعيدا عن مياه الفيضانات.ومما يبرز نقص الامدادات وطائرات الهليكوبتر اللازمة لجهود الاغاثة حملت البغال في وادي سوات في شمال غرب البلاد زيت الطهو والدقيق (الطحين) والارز عبر طرق جبلية ضيقة الى 150 ألف شخص في شاهبور بشمال غرب وادي سوات.وحذر صندوق النقد الدولي من أن يلحق ضرر شديد بالاقتصاد وقالت وزارة المالية انها لن تحقق هدف هذا العام في أن تبلغ نسبة نمو الناتج المحلي الاجمالي 4.5 في المئة.ولحقت خسائر بمحاصيل القمح والقطن والسكر في بلد تمثل فيه الزراعة العمود الفقري للاقتصاد.وانسابت المياه قادمة من الشمال الغربي الى اقليم البنجاب ثم اقليم السند حيث من المتوقع حدوث المزيد من الفيضانات. ويضم السند أكبر المدن الباكستانية ومركزها التجاري كراتشي. وألحقت الفيضانات أضرارا بمناطق أغلبيتها ريفية رغم تزايد المخاوف من تعرض مدن رئيسية أخرى للخطر.