بسبب الإستراتيجية غير المكتملة وافتقاد التأييد المحلي
واشنطن/14 أكتوبر/ راندال ميكلسن: تبذل الولايات المتحدة جهودا جديدة لهزيمة مقاتلي القاعدة وطالبان المتمركزين في المنطقة الحدودية الوعرة غير الخاضعة للقانون بين باكستان وأفغانستان لكن تلك الجهود قد لا تحقق هدفها بسبب الإستراتيجية غير المكتملة وافتقاد التأييد المحلي. ويقول محللون أن انتخاب آصف علي زرداري الأسبوع الماضي رئيساً جديد لباكستان أثار أسئلة جديدة بشأن ما إذا كانت حكومته ستعطي حتى موافقة ضمنية للعدد المتزايد من الضربات الأمريكية ضد المتشددين. ويمثل إبعاد مقاتلي طالبان والقاعدة من المنطقة الحدودية خطوة أساسية للاستقرار في أفغانستان التي يعصف بها العنف بعد حوالي سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة كما أنها خطوة مهمة أيضا بالنسبة لباكستان حيث تمثل هجمات المتشددين عبئا يزعج الحكومة غير المستقرة بالفعل. وقال اندرو مكريجور خبير مكافحة الإرهاب في مركز أبحاث جيمس تاون فاونديشن «لا يوجد حل سريع لهذه المشكلة.» ويقول المحللون أن تعزيز القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان وأيضا توفير وجود قوي للشرطة في باكستان أمران ضروريان لانجاز المهمة. وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش هذا الأسبوع خططا لإرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان مما يعكس تحولا جزئيا عن تركيز القوة العسكرية في العراق. وسلم الجيش الأمريكي يوم الأربعاء بأنه لا يحقق نصرا في أفغانستان وقال انه سيراجع إستراتيجيته لتشمل الملاذات الآمنة في باكستان، لكن خطة بوش لتصعيد القتال في أفغانستان سرعان ما أثارت انتقادات باعتبار أنها غير كافية. وقال فريدريك بارتون من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية « العائق الأساسي إننا ليس لدينا ما نحتاجه لانجاز المهمة على الأرض في أفغانستان.» وأضاف أن عدم سيطرة باكستان على الجانب الخاص بها من الحدود يزيد المشكلة سوءا. وقتلت الولايات المتحدة العديد من كبار شخصيات القاعدة في باكستان من خلال تصعيد الهجمات بطائرات بدون طيار على مدى العام المنصرم. وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن مسئولين باكستانيين أفادوا بوقوع 11 ضربة منذ مطلع العام الجاري بزيادة ثلاث ضربات عن عام 2007 . وازداد التوتر الأسبوع الماضي حين هاجم كوماندوس امريكيون هدفا للقاعدة داخل باكستان بدون إخطار مسبق لإسلام أباد فيما يبدو. وقال مسئولون غاضبون في باكستان إن أطفالا ونساء كانوا بين القتلى في أول عملية برية معروفة للقوات الأمريكية داخل باكستان منذ غزو أفغانستان في 2001 . وقال حسن عباس الباحث بجامعة هارفارد والقائد الإقليمي السابق للشرطة الباكستانية في منطقة الحدود «مثل هذه الهجمات يمكن أن يضعف الثقة في الحكومة الجديدة.» ووصف توقيت الهجمات بأنه «مفاجئ.. لأن ذلك يخلق مشاكل سياسية للرئيس الجديد.» وأدى زرداري اليمين يوم الثلاثاء لتولي منصب الرئيس خلفا لبرويز مشرف الحليف الوثيق للولايات المتحدة والذي استقال لتجنب مساءلته أمام البرلمان. ومن المعتقد أن مشرف وإدارة بوش كان بينهما تفاهمات هادئة بشأن الضربات العسكرية الأمريكية لكن عباس قال أن هذه الأمور تخضع الآن للمراجعة من الإدارة الجديدة في إسلام أباد. وتعهد زرداري أثناء حفل تنصيبه بالعمل مع الجيران ومنهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي كان التوتر يسود علاقته بمشرف. لكن زرداري قال أن هزيمة المتشددين تتطلب دعما شعبيا وتجنب الخسائر البشرية المدنية. وقال مكريجور انه سواء وافق زرداري على السماح بهجمات جديدة أو لم يوافق «فسوف يجد صعوبة كبيرة في إظهار أي تأثير على الوضع.» وأضاف انه مما يزيد العوائق أمام الحكومة احتفاظ المخابرات العسكرية الباكستانية بعلاقات مع طالبان كوسيلة لممارسة النفوذ في أفغانستان. ويقول المحللون أن ضربات الطائرات بدون طيار وغارات الكوماندوس يمكن أن يكون لها اثر محدود فقط ضد المتشددين بدون إستراتيجية أوسع لحماية السكان المحليين.