وقفة تأمل
يعد الحمل عبئاً على جسم المرأة ويحدث تغيرات في جسمها ويضيف مهاماً وأعباءً لكل جزء في الجسم والمرأة بحكم تركيبة جسمها الفسيولوجية فإنها تحتاج إلى الوصول إلى مرحلة النضوج الجسماني والنفسي حتى تكون جاهزة وقادرة على الحمل و يكون الحمل آمناً وسليماً.والحمل الأول للمرأة بشكل عام له متاعبه وأخطاره،فالنضوج الجنسي والوصول إلى مرحلة التبويض والحيض ليس مؤشراًسليماً وصحياً لبدء الإنجاب بل يجب أن تصل المرأة والرجل إلى مرحلة الاستعداد الجسماني والنفسي للإنجاب وخاصة للمرأة لان الحمل يحدث في جسمها،فمن ناحية الجانب الجسماني يجب أن تصل كل أعضاء جسم المرأة إلى مرحلة الاستقرار أي أن يكتمل نموها حتى تكون قادرة على تحمل مسؤولية الإنجاب خاصة أعضاء الجهاز التناسلي كما أن الهيكل العظمي للمرأة يجب أن يكون مستعداً لتحمل عبء إضافي جراء الحمل حيث يزيد وزن الحامل بمقدار15-12كجم خلال مرحلة الحمل ورغم أن جسم الإنسان غالباً ما يكون متوازناً في الحالة الطبيعية ويتوزع ثقله على الهيكل العظمي المسؤول عن حمل الجسم وحماية أجزائه الداخلية،إلا أنه في حالة الحمل يحدث عبء إضافي على هذا الهيكل وقد يحدث هذا العبء بعض المتاعب للمرأة الحامل،حيث تكون هذه المتاعب كبيرة وشديدة إذا لم يكن جسم المرأة قد اكتمل نموه ووصل إلى حجمه الطبيعي وإلى درجة الصلابة المناسبة وهذا أيضاً ما يتم في حدود سن العشرين،ويعتبر الحوض عند المرأة هو أكثر الأجزاء في الهيكل العظمي له علاقة بالحمل والذي ينمو فيه الجنين ويخرج من خلاله،وهذا الجزء في الهيكل العظمي لايكتمل نموه قبل سن العشرين هذا بالإضافة إلى الاستعداد النفسي والاجتماعي،فبعد سن العشرين تكون المرأة أكثر استعداداً للحمل وتحمل مشقته وأكثر أستعداداً لرعاية حملها بمسؤولية وبأقل طيش ولا مبالاة،وتتقبل المولود وتكون مستعدة لرعايته والاهتمام به، وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات والبحوث التي تبين أن صحة المواليد وسلامتهم تكون أفضل في عمر مابعد العشرين عاماً للأم،وهذا يعد دليلاً على استعداد الأم الجسماني والنفسي والصحي للحمل،وتشير الدراسات إلى أن وفيات حديثي الولادة في الشهر الأول بعد الولادة،تكون أكثر حيث تتعدى 60في الألف عند الأم التي يقل عمرها عن عشرين عاماً وهنا يجب أن تتنبه المرأة جيداً إلى هذا الأمر وأن لا تفكر في الحمل قبل سن العشرين وذلك حفاظاً على حياتها وصحتها وعلى المولود أيضاً.