قضيت مع أنيس وقتاً رائعاً في "صهاريج عدن" تجولنا بين دروبهاالمتشبعة والمتداخلة وتأملنا تلك " الغرف" الصغيرة نسبياً التي بنيت كخزانات حجرية لحفظ مياه الامطار والسيول والاستفادة من تلك المياه في ري الاراضي المجاورة .وسألت المرشد السياحي الذي رافقنا في جولتنا الممتعة عن تاريخ بناء هذه الصهاريج فقال:- ليس ثمة تاريخ محدد لكن الباحثين رجحوا أنها بنيت في عهد الحميريين.. وهي أكبر الصهاريج في اليمن.. ومن أعجب اسرارها أن الحجارة المستخدمة في بناؤها من نوعية الحجارة التي استخدمها الفراعنة في بناء "إهرامات الجيزة" في مصر الشقيقة اثبت ذلك علماء متخصصون في الاثار. شعرت بالفخر وأنا أتأمل هذه العبقرية الهندسية التي ابدعها اجدادنا اليمنييون ورأيت بريق الاعجاب نفسه في عيني أنيس الذي كان مبهوراً بكل مافي الصهاريج من تفاصيل لدرجة لم ينطق بكلمة واحدة طوال جولتنا في الصهاريج واكتفى بسماع حديثي مع المرشد الذي رافقنا.* اخوكم / بدرــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي البداية لم أكن متحمساً لزيارة "الصهاريج" بل طلبت من "بدر" أن نذهب الى منتزه حديث لكن اخي وحبيبي "بدر" اقنعني بأسلوبه الشيق في الكلام إني سأتذكر هذه الزيارة زمناً طويلاً..فقد أذهلني مارأيته في الصهاريج والتي تبدو وكأنها بنيت من فترة قريب وليس قبل مئات السنين.. وأذهلتني تلك الدقة في تصميم معالمها وذلك الابداع في بنائها وتشعر وأنت تمشي بين جوانبها كأنك إخترقت لوحة فنية ابدعها رسام عبقري من نسيج الخيال فهي تعد أثراً تاريخياً عظيماً يشهد على مهارة اليمنيين القدامى في بناء خزانات المياه وقنوات الري فلم تستطع الازمنة ولا عومل التعرية الاضراربة إلا بشكل بسيط. يا إلهي.. معقول أن اليمن هي متحف مفتوح لكنوز التاريخ من مآثر اجدادنا العظماء وروائع ابداعاتهم ونحن لاندرك ذلك إلا بزيارات مصادفة كهذه الزيارة اليوم للصهاريج!* أخوكم / أنيس
أسبوعيات بدر وأنيس
أخبار متعلقة