منذ إنشائها في عام 1970 حتى هذا العام 2010، أي على مدى أربعة عقود ماضية شهدت جامعة عدن مسيرة عامرة بالتطور والتوسع والعطاء العلمي والتعليمي والخدمي والاجتماعي والتنموي المثمر. فمن 76 طالبا وطالبة عند التأسيس ارتفع عدد الطلبة المقيدين فيها في 2010 إلى أكثر من ثلاثين ألفا. وهي اليوم تحتضن قامات وخبرات علمية رفيعة المستوى في كثير من التخصصات، ومشهورة على مستوى الوطن العربي. كما أن الآلاف من خريجيها تميزوا في تخصصاتهم وكسبوا شهرة ومكانة علمية وعملية، وتبوأوا مناصب عالية في اليمن وخارجها. وبالإضافة إلى هذا التراكم العلمي والمعرفي والتعليمي والأكاديمي شهدت البنية التحتية لجامعة عدن هي الأخرى توسعا وتطورا كبيرين على الرغم من شح الموارد. إذ ارتفع عدد كلياتها من كلية واحدة عام 1970 إلى 8 كليات عام 1990 ثم إلى 19 كلية عام 2010. وتم تشييد عدد من الكليات والمنشآت الجامعية، جزء منها في الحرم الجامعي الذي تم افتتاحه في مدينة الشعب بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.لذلك يحق لجامعة عدن- قيادة ومنتسبين- أن تحتفي هذا العام -2010- بمرور أربعين عاما على تأسيسها. ومنذ العام الماضي شرعت قيادة الجامعة في التحضير لإقامة جملة من الفعاليات الاحتفائية والعلمية والثقافية. وستبلغ هذه الفعاليات ذروتها في العاشر من أكتوبر الحالي. حيث سيقام مساء يوم الأحد القادم حفل خطابي وتكريمي وفني برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وحضور الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء وأكثر من 600 شخصية من قيادات الدولة والمحافظة والشخصيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأكاديمية من مختلف المحافظات ومن الخارج. وبالإضافة إلى خطاب الدكتور علي محمد مجور يتضمن برنامج الحفل قصيدة شعرية وأغنية وطنية وأخرى من التراث اليمني، و مراسيم تكريم الشخصيات والمؤسسات والمنظمات والهيئات العربية والدولية التي أسهمت في تأسيس جامعة عدن ودعمها وتطوير نشاطها وتعزيز دورها ومكانتها العلمية والاجتماعية والتنموية داخل اليمن وخارجها. وقد قررت اللجنة التحضيرية للاحتفالات بالذكرى الأربعين لجامعة عدن تكريم الشخصيات والجهات التي كان لها دور فاعل في إنشاء وتطوير الجامعة بالدرع الذهبية والميداليات الذهبية للذكرى الأربعين لجامعة عدن، وتكريم الشخصيات والجهات التي ساهمت في إنشاء وتطوير الجامعة بالدرع الفضية، ومنح من كانت لهم أدوار مشهودة ومميزة في مسيرة الجامعة شهادات تقديرية، بمن فيهم رؤساء الجامعة، وأعضاء أول مجلس للجامعة عند التأسيس (1970 - 1975م) ، وآخر مجلس يتزامن وجوده مع مرور أربعة عقود على تأسيس الجامعة.ومن أبرز الفعاليات التي تنظمها جامعة عدن في إطار احتفالاتها بالذكرى الأربعين لتأسيسها: المؤتمر العلمي الرابع الذي سينعقد في الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر الحالي تحت شعار “ جودة التعليم العالي نحو تنمية مستدامة” بمشاركة حشد من الأكاديميين من الجامعات اليمنية والعربية. ومن المقرر أن يناقش المؤتمر أكثر من 35 بحثا علميا ضمن أربعة محاور علمية هي:(تقييم برامج جودة الاعتماد الأكاديمي بجامعة عدن وآفاقها المستقبلية)، (ومواءمة التعليم العالي للبحث العلمي واحتياجات التنمية وسوق العمل)، و(النظم واللوائح وأثرها الأكاديمي)، و(القدرة المؤسسية لجامعة عدن). وقد أكد الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة ورئيس اللجنة التحضيرية للاحتفالات أن هذا المؤتمر العلمي الذي يعد محطة مهمة في تاريخ الجامعة يهدف إلى التقويم العلمي لنشاط وعمل الجامعة الأكاديمي طوال أربعين عاما من عمرها سيضع مشروعا علميا متكاملا لآليات التقويم الأكاديمي الشامل الذي سيبلور الرؤية الإستراتيجية لعمل الجامعة خلال السنوات الخمس القادمة، وسيعمل على تحديد احتياجات سوق العمل من مخرجات الجامعة، والأقسام العلمية والبرامج واللوائح والمعايير العلمية والتعليمية التي تحتاج للتطوير والتجديد أو التغيير. ويهدف المؤتمر إلى ترسيخ ثقافة ضمان الجودة وإعلاء قيم التميز والمعايير العلمية الأكاديمية. ومن المتوقع أن يصدر المؤتمر عددا من الوثائق والكتب التي تتضمن معايير أنظمة التقويم لأعضاء هيئات التدريس ودليل التقويم والاعتماد والجودة الأكاديمية للبرامج التعليمية، وكتاباً يرصد السنوات الأولى من عمر جامعة عدن. فبالتزامن مع احتفالات الجامعة بالذكرى الأربعين للتأسيس قررت قيادة جامعة عدن تفعيل الجانب التوثيقي في مختلف هيئاتها وكلياتها.وفي إطار فعاليات الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيسها تنظم جامعة عدن، خلال النصف الأول من شهر نوفمبر القادم 2010 أسبوع الطالب الجامعي الـثامن عشر، برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وبالتزامن مع فعاليات خليجي عشرين بمحافظة عدن التي ستقام في الفترة من 22 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر 2010.
أخبار متعلقة