البرد والأنفلونزا والوقاية منهما
مروة مرزوق يتساءل البعض هل هناك فرق بين البرد والأنفلونزا أم أنهما وجهان لعملة واحدة يؤكد الأطباء أنه في المراحل الأولى من العدوى لا يسهل التفريق بين البرد والأنفلونزا، فالبرد يبدأ باحتقان في الحلق وتعب وآلام في العضلات وحمى، والشعور بالبرودة والرعشة، ثم يبدأ الأنف في الرشح بعد يومين أو ثلاثة وتصاحبها الكحة، وتستمر معظم أدوار البرد ( 7 - 10 ) أيام، وليس من الغريب أن تستمر الكحة بعدها بأسبوع أو عشرة أيام، وفي الأطفال تبدو الحالة شديدة وذات مضاعفات خاصة، وعند حدوث عدوى بالأذن أو بالصدر، كما قد يحدث للكبار التهاب في الجيوب الأنفية.أما الأنفلونزا فإن أول أعراضها آلام العضلات مع الشعور بالآلام في الظهر وصداع وحرارة عالية مصحوبة برعشة شديدة، ويحدث احتقان الحلق والكحة بعد عدة أيام، وعلى النقيض من أدوار البرد لا يحدث الرشح، ويعتبر الشفاء من الأنفلونزا تدريجيا إلى حد ما حيث يستغرق من ( 5 - 7) أيام، ولكن التغلب التالي لأدوار الأنفلونزا قد يستمر لمدة تصل إلى عدة أسابيع، وقد تؤدي الأنفلونزا في حالات عارضة إلى عدوى خطيرة بالصدر.وفي دراسة حديثة عن مدى انتشار فيروسات البرد على الأسطح غير المعقمة التي نلمسها مثل، مقابض الأبواب والحنفيات ، وأزرار الكهرباء و أجهزة الريموت كونترول ، والأقلام تبين أن فيروسات البرد موجودة في الأسطح غير المعقمة، وترتفع النسبة إلى 60 % في الساعة الأولى بعد تعرض هذه الأسطح للفيروسات، وتنخفض إلى 33 % بعد 18 ساعة.وأكدت الدراسة أن المصابين بالبرد خاصةً المسافرين ونزلاء الفنادق يتركون وراءهم بلايين من فيروسات البرد بعد المغادرة. [c1]مضاعفات فيروسات البرد [/c]- التهابات بالجهاز التنفسي العلوي. - التهاب الأذن الوسطى. - التهاب الجيوب الأنفية . - تهيج حالات الربو الشعبي وخاصةً عند الرضع وناقصي المناعة والمسنين. وربما تحدث العدوى بدون أعراض في حوالي20 % من الحالات، وهؤلاء ينقلون العدوى للآخرين بسهولة ، ويستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالي ( 24 - 48) ساعة، حيث تستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض . [c1]لا للتدخين[/c]أكد المختصون أن التدخين يهيج خلايا الجهاز التنفسي ويشل الأهداب التي تحمي هذه الخلايا وتطرد الميكروبات بعيداًُ عنها لخارج الجسم، ما يجعل الخلايا بلا حماية من الميكروبات. والتدخين يقلل المناعة ويزيد من التحسس لمسببات الحساسية، مؤكداً أن الأطفال المصابين بالبرد الذين يتعرضون لدخان السجائر تزداد عندهم معدلات الأزيز «الصفير» وتزداد معدلات الأزمات التحسسية ما يستلزم حجزهم بالمستشفيات. كما أن تلوث الهواء خاصةً بمخلفات السيارات يزيد من معدلات نزلات البرد، كما أنه يهيج المخاط للجهاز التنفسي ويمهد الطرق للعدوى بفيروسات البرد، فكلما زادت نسبة أكسيد النيتريك الناتج من عادم السيارات فى الهواء زادت معدلات الحجز في المستشفيات وزادت معدلات إصابة الأطفال بالتهابات الحلق ونزلات البرد والغياب عن المدرسة.[c1]للوقاية من فيروسات البرد [/c]- النظافة الشخصية. - غسل الأيدى جيداً يمنع 80 % من العدوى بفيروسات البرد. - تجنب لمس الأنف أو العين أو الفم لأنها بوابات للأغشية المخاطية. - تدريب أفراد الأسرة على مهارة غسل الأنف بالماء الدافئ ، أما مرضى حساسية الأنف فعليهم غسلها بمحلول الملح الطبي عدة مرات يومياً. - استخدام المناديل الورقية عند العطس أو البصق أو الكحة والتخلص منها بطريقة صحية. - الاهتمام بليفة المطبخ ، ومنشفة المطبخ: لأنهما تقدمان فيروسات البرد على أدوات الطعام لأفراد الأسرة بسبب الدفء والرطوبة. - تطهير الأسطح التي يلمسها أفراد الأسرة مثل سماعة التليفون والريموت وصنابير المياه وباب الثلاجة وأيدي النوافذ والأبواب بمطهر قوي. - غلي أدوات الطعام قبل الاستخدام. - تهوية الغرف خاصةً غرف المعيشة والنوم, وتشميس الفراش. - التنفس عن طريق الأنف يمنع الكثير من الميكروبات والأتربة من الوصول إلى الجهاز التنفسي. لا للمضادات الحيوية فهي ضد البكتيريا وليس لها أي فائدة ضد الفيروسات. -لا تقلق ، فالقلق والتوتر يقللان من مناعة الجسم. - لا تنسى شرب السوائل خاصةً الدافئة، حيث إنها تساعد على احتفاظ الأغشية المخاطية بحيويتها وتمنع جفاف الأنف وتسهل خروج البلغم. [c1]غذاء ضد برد الشتاء [/c]ينصح الأطباء بتناول فيتامين ( د) لرفع المناعة المخاطية، كما أنه يفيد مرضى الحساسية الصدرية المعرضين أصلاً لمضاعفات أنفلونزا الخنازير، كما ينصح بتناول فيتامين ( سي ) لأنه يقي من البرد ومضاعفاته ، حيث تبين حديثاً أن الذين يعانون من نقص فيتامين ( سي ) تزيد قابليتهم للإصابة بمرض الربو بنسبة 12 %، ومن مصادره ، الجوافة ، الكيوي البروكلي، الفلفل الرومي ، البرتقال ، الليمون ، اليوسفي .كما أن الثوم منشط للجهاز المناعي ويكافح فيروسات البرد، بالإضافة إلى فوائد الخضروات الطازجة والفواكه، لأنها خط الدفاع الأمامي للجهاز التنفسي الذي يعتبر مسرح العمليات الخاص بالبرد و الأنفلونزا. كما ينصح بتناول العسل لأنه مصدر مهم للطاقة (خاصةً مع فقد الشهية مع البرد)، و يقلل من الإحساس بالتعب (مسكن طبيعي). ويساعد العسل في علاج احتقان الحلق والحنجرة وإخراج البلغم، فالأصحاء الذين يتمتعون بمناعة جيدة يتخلصون بسرعة من فيروسات البرد.