أحمد العطاس - ماذا تخسر أيها الرجل إن خرجت من فمك الكلمة الحلوة كما تخرج الكلمة السيئة؟- ماذا تخسر إن قلت عن الطبخة إنها لذيذة عندما تكون لذيذة كما تتشجع وتقول بنبرة عالية الأكل مالح عندما يكون مالحاً؟- ماذا تخسر لو قلت أنت جميلة اليوم عندما تدخل بيتك وترى زوجتك في كامل زينتها لك ولا تكتفي بنظرة بطرف عينك تشعرها انك أعجبت بها فالكلمة ضرورية أيضا؟- ماذا تخسر لو قلت لها ما بك عندما تكون متعبة فقط لتشعرها باهتمامك فلا تعلم هذه الكلمة أيها الرجل كم فيها من الدواء. وكم تنسى أيها الرجل عندما تكون أنت متعباً كيف ترفرف حولك مثل الطير وتبحث عن راحتك وتبقى بجانبك حتى تسترخي وتنام دون أدنى كلمة منك في اليوم التالي مثل “تعبتك معي أمبارح أو ما قصرت يا زوجتي.”- ماذا تخسر أيها الرجل عندما تقول لها في يوم ميلادها عقبى مئة سنة دون أن تذكرها دوما أن عيد الميلاد بدعة وشرك إنها فقط تريد كلمة حلوة لتشعرها أن هذا اليوم الذي خلقت فيه يوم يهمك.- ماذا تخسر أيها الرجل إن بدأت بكلمة حلوة عندما تدخل بيتك ولو لمرة واحدة مثل اشتقتلك وان كنت متعباً فهي أيضا تعبت طوال اليوم فلا تعلم ما لهذه الكلمة من أثر يزيل كل هم عن النفس.- ماذا تخسر أيها الرجل إن تحدثت بأي شيئا آخر غير مشاكل العمل والموظفين وفلان عمل وفلان سوى وإن لم تتحدث عن العمل تتحدث عن الأقساط والرسوم والدفعات التي عليك وكيف ستؤمن متطلبات البيت.. كل يوم نفس الكلام ونفس الشخصيات وتبقى في هم وغمإلى أن تنام.- لماذا لا تجعل في يومك المكون من 24 ساعة، ساعة واحدة فقط تمحو فيها تعب ال23 ساعة وذلك بالكلام الجميل على ضوء الشموع وموسيقى هادئة.- ماذا تخسر أيها الرجل إذا سألتك زوجتك ماذا تريدني أن ألبس اليوم عندما نخرج سويا إن اخترت لها من ملابسها الثوب الفلاني ولا تقول مثل كل مرة ألبسي أي شيء.هل تعرف بأن الكلمة أحيانا فيها دواء واللمسة فيها شفاء.لا تنس شيئاً مهماً أيها الرجل هو أن المرأة تحب من زوجها أشياء كأن تعرف ما اللون الذي يحبه في ملابس الليل وما لون أحمر الشفاه الذي يحبه عليها وما تسريحة الشعر التي يراها فيها جميلة كما أنها أيضا تحب أن تأخذ رأيه في قصة الشعر قبل أن تذهب للصالون وان قال لها لا أعرف تصف له القصات وهو يختار. وتحب أيضا أن يفاجئها من حين إلى آخر بكلام جميل أو وردة أو قميص نوم أو قطعة شوكولاتة صغيرة أو أن يقول لها أريدكهذا المساء أن تلبسي لي القميص الفلاني فأنا أحبه عليك ولا يمنع من مدة لمدةأن يقبل يدها عندما يدخل للبيت أو أن يضع رأسها على صدره عندما يدخلان للنوم .من منا ليس عنده مشاكل وهموم ومسئوليات فوق رأسه نقعد قبالتها ونضعها في قلبنا ونعيش في هم وغم مع أن دواءنا بيدنا فلنخصص ساعة واحدة ولتكن آخر ساعة قبل النوم لنهدئ من نفوسنا ونخفف عنها بالكلمة الطيبة، بالمشاعر الحانية، بلمسة اليد، بالقبلات الصادقة والبسمات الرقيقة التي ستتحول شيئا فشيئا إلى ضحكات ويذهب الهم عن نفوسنا .
ماذا تخسر أيها الرجل؟
أخبار متعلقة