لارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلية جرائم حرب
جنيف/14 أكتوبر/رويترز: أفاد مجلس حقوق الإنسان يوم أمس الجمعة إن ريتشارد جولدستون وهو قاض من جنوب إفريقيا سيقود تحقيقا للأمم المتحدة حول ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلية جرائم حرب في قطاع غزة. وفريق جولدستون مكون من أربعة أفراد ويضم خبراء من باكستان وبريطانيا وأيرلندا. وأفاد بيان صادر عن الأمم المتحدة بان الفريق يأمل أن يبدأ مهمة تقصي الحقائق في المنطقة في غضون أسابيع. وذكر جولدستون ممثل الادعاء السابق في جرائم الحرب إنه سيحقق في انتهاكات الجانبين المزعومة خلال الهجوم الإسرائيلي الذي دام 22 يوما على قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتقول جماعة فلسطينية مدافعة عن حقوق الإنسان أن 1417 فلسطينيا قتلوا في الهجوم من بينهم 926 مدنيا. كما قتل في المعارك 13 إسرائيليا. وقال جولدستون في بيان «من مصلحة كل الفلسطينيين والإسرائيليين التحقيق من كل جانب في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ذات صلة بالصراع الأخير.» وتتهم إسرائيل مقاتلي حماس في غزة باستخدام المدنيين كدروع بشرية أثناء القتال. وانتقدت جماعات حقوقية أيضا حماس لإطلاقها صواريخ على أهداف مدنية في جنوب إسرائيل. وقال جولدستون الذي عمل كبيرا للمدعين في محكمة جنائية دولية خاصة بكل من يوغوسلافيا سابقا وروندا «أتمنى أن تكون نتائج هذه البعثة إسهاما له معنى في عملية السلام بالشرق الأوسط وأن توفر العدالة للضحايا.» ويأتي تفويض فريق جولدستون تنفيذا لقرار صدر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جلسة خاصة يوم 12 يناير. وأدان مجلس حقوق الإنسان الذي يضم 47 دولة ارتكاب إسرائيل «انتهاكات جسيمة» لحقوق الإنسان خلال الهجوم ودعا إلى تحقيق دولي في أي تجاوزات. ودعا نافي بيلاي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وريتشارد فولك مبعوث المنظمة الدولية الخاص بحقوق الإنسان إلى التحقيق فيما إذا كانت قوات إسرائيلية ارتكبت جرائم حرب في القطاع الساحلي الذي يعيش فيه 1.5 مليون شخص. وتحدث بيلاي القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية عن مخاوف محددة بشأن قصف إسرائيل لمنزل مما أسفر عن مقتل 30 مدنيا فلسطينيا وكذلك نقص الرعاية للشبان والأطفال الجياع الذين قتلت أمهاتهم. وقال فولك في تقرير للمجلس الشهر الماضي إن شن هجمات دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين المحيطين بها «سيمثل جريمة حرب من أخطر ما يكون بموجب القانون الدولي.» وذكر فولك أستاذ القانون الأمريكي أن إغلاق حدود قطاع غزة جعل المدنيين غير قادرين على تفادي الأذى الأمر الذي قد يصل إلى حد ارتكاب جريمة ضد الإنسانية. واقترح أن يشكل مجلس الأمن الدولي محكمة جنائية خاصة بالأمر. وهزت جيش الاحتلال الإسرائيلي شهادات جنود إسرائيليين أفادوا بقتل مدنيين في غزة وانتشار مشاعر احتقار الفلسطينيين بين صفوفه. وزعم محققون في جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين إن الجنود كانوا يروجون لشائعات لا أساس لها عندما قالوا إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على نساء وأطفال فلسطينيين عزل. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت إسرائيل ستتعاون مع تحقيق جولدستون الذي لا علاقة له بتحقيق أمر بفتحه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في الضرر الذي لحق بممتلكات المنظمة الدولية في غزة ومن بينها مدارس تديرها الأمم المتحدة. ويضم فريق جولدستون أيضا هينا جيلاني المحامية الباكستانية في مجال حقوق الإنسان وكريستين تشينكين أستاذة القانون الدولي البريطانية وديزموند ترافيرس الكولونيل الايرلندي المتقاعد.