غضون
- إلى الدكتور / عدنان الجفري محافظ عدن, وإلى الأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة / عبدالكريم شائف .. ماذا أنتما فاعلان لو قيل لكما أن شخصية فنية وإعلامية كبيرة مثل / عبدالرحمن باجنيد شغل عن إسهاماته الحقيقية بملهاة إدارية محضة يفترض تجنيبه عنها؟ .. كنت يوم الخميس الماضي على موعد معه, وكنت أطمح في إجراء حوار معه استعرض فيه تجربته الثقافية والفنية والإعلامية وهروبه من بلده عام 1969م وتجربته في إذاعة هولندا, وأشياء أخرى, فإذا الرجل يعتذر ويقول إن ذهنه مشتق بسبب قضية أخرى, ومنذ عام 1992م وحتى الآن وهو يتردد إلى عدن للحصول على حق لم ينكره عليه أحد.- أممت مبانٍ تملكها أسرة باجنيد في كريتر, وبعد الوحدة تقرر إعادة جزء من إحدى المباني لأصحابها, وقبل هو بهذا ومع ذلك لم يتمكن منذ ذلك الوقت من تسلم الدكاكين التي تقرر إعادتها للأسرة .. عبدالرحمن باجنيد ليس لديه شكوى أو تذمر من أي سلطة .. فالمحاكم أصدرت أحكاماً لصالحه, وكل المحافظين الذين توالوا على عدن كتبوا توجيهات مؤيدة لحقه, إدارات الأراضي والإسكان توافق على صحة الأحكام والتوجيهات, وإجمالاً لا يواجه بمن يقول له أن لديه مشكلة .. لكن مع ذلك لم يتسلم الدكاكين لأنه لا أحد من كل هؤلاء يرغب في تنفيذ الأحكام والتوجيهات, ويقنع المستفيد الحالي من الدكاكين بالإذعان للحق والقانون والرأفة بفنان لا يحب المتاعب ولا الصراخ, ولا يرغب حتى في استعمال سلاح يستخدمه كثيرون غيره مثل القوة أو كونه يحمل الجنسية الهولندية كما قال لي.- إذا كان رجل بوزن عبدالرحمن باجنيد عاجزاً عن الوصول إلى حقه المؤيد بحكم المحكمة العليا للجمهورية وبتوجيهات محافظين ومديرين, فما هو حال من هم أقل شأناً منه؟- لقد تعاطفت مع قضية الرجل .. وهي بالمناسبة ليست معقدة .. فلا أحد يقول له إنه ليس على حق, ولا أحد يعترض على الأحكام والقرارات والتوجيهات بشأن القضية .. وباختصار ليس للرجل خصم .. الأمر يتعلق بتنفيذ تلك الأحكام والتوجيهات التي يقر بصحتها الجميع .. لذلك نلفت عناية المحافظ ونائبه .. فالرجل الذي منح بلاده عطاءً سخياً وتحمل متاعب كبيرة, وما يزال يخدم بلده من هولندا حتى الآن .. لا يستحق ما يجري له, من قبل قوى غامضة وغير معروفة لا تريد للرجل التخلص من هذا العناء وهذه المتاعب, قد تكون هذه القوة هي الإهمال أو اللامبالاة أو شيء آخر, وأزعم أن تدخل المحافظ أو نائبه كفيل بكشف هذه القوى ومساعدة الرجل على الوصول إلى حقوقه, ومساعدته أيضاً على العودة إلى ميدانه الحقيقي, ميدان الإبداع, وليس صعود ونزول السلالم والمراجعة في المكاتب الإدارية.