أمين عبدالله إبراهيميعتبر استثمار التعليم في أي مجتمع أمراً مهماً وضرورياً لتنمية المجتمع حيث يعتبر العائد الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن هذا الاستثمار أفضل أنواع رأس المال وأغلاها قيمة.ويمكن أن نطلق على التعليم أنه استثمار قومي فهو يحول رأس المال البشري إلى عنصر من العناصر المهمة في عملية التنمية والإنتاج المادي للثروة.ونظراً لأهمية دور التعليم في تحقيق التنمية وتطوير المجتمعات فإن عدداً كبيراً من العلماء ومفكري الاقتصاد وفلاسفته قد تناولوه بالدراسة كعامل أساسي في دفع عجلة التنمية في المجتمعات المختلفة،وقد أوردوه ضمن نتائج أبحاثهم ودراساتهم وآرائهم المختلفة،وخلصوا إلى أن التعليم في أي مجتمع يعتبر مرآة صادقة تعكس وتعبر عن تقدمه أو تخلفه،كما يعتبر عنصراً جوهرياً من عناصر التنمية،ومفتاحاً رئيسياً من مفاتيح ازدهار المجتمع،حيث كلما ارتفع المستوى التعليمي للفرد ازدادت قدراته الذهنية وإمكانياته على التفكير السليم والمنطقي،وإمكانات إبداعه بما يؤدي إلى دفع عجلة التنمية في مجتمعه.ومن جهة أخرى تطور التعليم في المجتمع لابد وأن يجد انعكاسه بصورة مباشرة أو غير مباشرة في المجال السكاني،فالأسرة المتعلمة أقل خصوبة من الأسرة غير المتعلمة،والالتحاق بالمدارس والجامعات هو واحد من الأسباب التي تعمل على تأخير سن الزواج لكل من الذكور والإناث.الأمر الذي يترتب عليه انخفاض معدل الخصوبة ومتوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة،كما أن التعليم عادة ما يدفع بالأسر إلى اتباع الوسائل الصحية في حياتها اليومية،الأمر الذي يؤدي إلى خفض الوفيات عامةً ووفيات الأطفال والرضع خاصة ً،فإن خفض الخصوبة إنما يعني تعديلاً جوهرياً في بنية التركيب العمري والنوعي للسكان،وبالتالي في تركيبهم الاقتصادي خاصة في نسبة الإعالة.وكون التعليم واحداً من المفاتيح الأساسية للإصلاح السكاني والاجتماعي والاقتصادي في مختلف المستويات،ونظراً للمردودات الإيجابية العديدة والكبيرة الأكيدة التي يحققها فقد رأى عدد كبير من العلماء والمختصين والمهتمين بقضايا السكان والتنمية ضرورة استغلال التعليم ومراحله المختلفة في عملية التوعية السكاني ،وهو ما عمدت إليه بالفعل الكثير من الحكومات والدول وخصوصاً التي تواجه مشكلات سكانية معينة فعملت على إدراج مادة دراسية تسمى (مادة التربية السكانية) ضمن المناهج الدراسية إيماناً منها بأن هذا الإجراء يعد الأسلوب الأمثل والأجدر لضمان نجاح عملية نشر وتعزيز الثقافة السكانية والوعي السكاني في أوساط طلاب وطالبات المدارس والجامعات فمن خلال هذه المادة نستطيع تنمية معارف ووعي الشباب بالأمور السكانية والمشاكل المتعلقة بها والعوامل التي تؤثر وتتحكم في ظاهرة النمو السكاني،وعلاقة اتجاهات النمو بموارد البيئة وإمكاناتها ونوعية البشر وقدرتهم على استثمار موارد بيئتهم بالإضافة إلى تكوين اتجاهات عقلية وسلوكية بالنسبة للإنجاب بحيث تكون حياة الأسرة متوازنة بين حجمها ومواردها بما في ذلك مصلحة الأسرة والمجتمع وكذلك إكساب الشباب مهارة التخطيط واتخاذ القرار في الوقت المناسب في الأمور السكانية لتحقيق التوازن المطلوب بين الموارد والحاجات إنقاذاً للبشرية من أخطار الانفجار السكاني.وصدق المثل القائل «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».
دور التعليم في نشر التوعية السكانية
أخبار متعلقة