صفعني مقال الأخت الغالية / الطاف ( أم أزال ) أرملة الرفيق والشقيق الشهيد محمد ناجي سعيد القائد الطلابي الفذ والذي كان يملأ الأفاق حباً ومرحاً حيثما حل ونزل وذلك عند تصفحي للصحيفة الأخيرة وقراءتي ذلك المقال الذي ضمه العدد رقم (4988) من صحيفة الأيام الصادرة يوم السبت بتاريخ 13 يناير 2007م .نعم لقد صفعني ذلك المقال صفعة لا أظنني أنسى طنينها لفترة لا تبدو لي قصيرة , وبرغم عدم استفاقتي من صدمة الصفعة بسرعة قمت بلملمة شتات الذهن والذاكرة وسارعت لكتابة هذه الأسطر تفاعلاً تضامنياً معها ومع كل من فقد قريب أو عزيز جراء كل منعطفات العنف السلطوي الذي شهدته اليمن .كم شعرت بحجم التقصير الذي نعيش معه تجاه أسر شهداءنا الأحباء اللذين غادرونا دون وداع , بل بمأساوية وبغدر الرفاق للرفاق لا لذنب اقترفوه , بل لأنهم كانوا أوفياء لقناعاتهم العقائدية أياً كان موقع اصطفافهم فقد كانوا وقود لنار محرقة السلطة وكراسي الزعامة.وبحكم أن فاجعة ( 13 يناير 1986م ) كانت كارثية بكل المقاييس فإنه من الضروري التوقف عندها للحديث عن عدد من تفاصيلها الدرامية وتداعيات تلك التفاصيل والتي دفعت دواليب طاحونة الداء للعمل فترة إضافية تجاوزت حد الانتصار ببلوغ كراسي السلطة ممتدة إلى ما بعد خمود ثورة الانتقام وحمية الثأر غارقة في نهر الدماء الذي ظل يسفكه ( دراكولات ) الطغمة بهوس لا حدود له امتد حتى العام (1987م ) .أرجو أن لا يفهم ما سلف خطأ ولا يفسر على أنه دعوة للثأر بأثر رجعي , ولكن دعوة للمصارحة والمصالحة , لكن ليس على طريقة باعوم وجمعية أبناء ردفان اللذين يسعون لخلق اصطفاف جنوني متسامح مع بعضه البعض في مواجهة سلطة المركز ( الشمالي ) وحوافز ذلك الاصطفاف هي توزيع عادل للثروة بين الجنوبيين ومواقع أكثر في السلطة المنهوبة من قبل الشماليين كما يروجون لذلك , بل مصارحة ومصالحة على طريقة جنوب أفريقيا التي كان عرابها القس ( Toto) يعترفون لنا فيها قتلة الشهداء بجرائمهم وأماكن دفن رفاقهم الشهداء ولهم منا الصفح والتسامح بل والتقدير لشجاعتهم بالاعتراف لأننا جادون في طي صفحة الماضي بكل مآسيها وآلامها وحتى لا يتم ابتزاز أحد على خلفيات تلك المآسي .وفي الختام يجب على القيادة السياسية وعلى رأسها صاحب الفخامة رئيس الجمهورية الذي لم يدخر جهداً في تكريم الـ ...... من خلال صرف ملايين الريالات وفارهات المركبات بدون مناسبة أو احتياج , فكيف له أن ينسى من يستحقون التعويض ويحتاجون إلى ما يحفظ لهم كرامة العيش ويرد لهم اعتبارهم كأسر شهداء صابرين ومحتسبين .وكذلك على دولة رئيس الوزراء اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن القيام بإحصاء شامل لكل شهداء العنف السياسي ومنعطفات الدم المأساوية وذلك وفاءً لحق الزمالة والعلاقات الرفاقية التي ربطت دولته بالعديد منهم ويقيني به إنه صاحب نخوة إذا الفزعات .والله من وراء القصد ,,,,جمال الجوهري ..جامعة عدن
|
آراء حرة
لهم علينا دين الوفاء به أهم من الخطب
أخبار متعلقة