ختان الإناث بين الحظر الصحي والتفعيل الواقعي
14أكتوبر/ متابعات :بعد مرور حوالي عقد من الزمن على حظر عمال الصحة من القيام بعمليات تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) في اليمن، إلا أن هذه الممارسة لاتزال المضرة مستمرة في الوقت الذي لم يتم حتى الآن فرض حظر شامل وصارم بقرار رسمي والسبب هو الحاجة للمزيد من البحث قبل التمكن من هذا الفرض . وفي هذا السياق، أفادت وفاء أحمد علي، وهي مسؤولة في الإتحاد النسائي في بلادنا ، أنه «بعد مرور تسع سنوات على الحظر نرى أنه يعمل على عكس ما وضع لأجله. فبدل الذهاب إلى المستشفى حيث الأدوات على الأقل نظيفة تتم عمليات الختان في البيوت». وتدعم وزارة حقوق الإنسان دراسة جديدة حول هذه الممارسة، إذ قالت هدى علي عبد اللطيف، وزيرة حقوق الإنسان « إذا أثبتت الدراسة استمرار هذه الممارسة فإننا سنضغط لصدور القانون. ونأمل أن يتم تطبيق هذا القانون في غضون السنوات الأربع المقبلة». وتشمل ظاهرة ختان الإناث التشويه أو الجرح أو البتر الجزئي أو الكلي للأعضاء التناسلية للإناث لأسباب غير طبية. وتؤدي هذه الممارسة إلى عدد من المشاكل الإنجابية الخطيرة وغيرها، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وقد قدر صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) حديثاً أن عدد النساء اللواتي خضعن للختان في العالم يتراوح بين 120 و140 مليون امرأة وأن هناك ثلاثة ملايين أنثى مهددة بخطر الختان كل عام. وجاء في البيان المشترك لصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة اليونيسف بشأن ختان الإناث في 6 فبرايرالماضي أن «هذه الممارسة تستمر لأن بعض التصورات الاجتماعية تساندها، ومنها أن الفتيات وأسرهن سيواجهون العار والإقصاء الاجتماعي وتضاؤل فرص الزواج في حالة التخلي عن الختان. ويمكن، بل يجب، أن تتغير هذه التصورات». وكانت دراسة أجرتها وزارة الصحة بالتنسيق مع اللجنة النسائية الوطنية عام 2001 على أكثر من ألفي امرأة في اليمن قد توصلت إلى أن ختان البنات منتشر وخاصة في خمس محافظات ساحلية. ففي الحديدة وحضرموت والمهرة خضع أكثر من 96 بالمائة من الإناث للختان وفي عدن وصلت النسبة إلى 82 بالمائة ثم 46 بالمائة في أمانة العاصمة. وتكتظ غرفة الانتظار في أحد المراكز الصحية بصنعاء بنساء ينتظرن لرؤية طبيبة أمراض نسائية بارزة هي أروى الربيع. وتقول الدكتورة قد كشفت للتو على مريضة خضعت للختان حيث وصفت حالتها قائلة «إنها متزوجة ولكنها لا ترغب في أن يعاشرها زوجها بسبب الألم. في الكثير من الأحيان يكون الألم جسدياً ولكنه في بعض الأحيان يكون نفسياً كذلك». وأضافت الطبيبة «أعتبر هذه الممارسة مثل هجوم إجرامي على الأطفال. فالناس عادة لا يستعملون البنج (التخدير) وهناك خطر في أن يتسببوا للفتاة في صدمة جسدية ونفسية». أما وفاء أحمد علي، من الاتحاد النسائي ، فترى أن «الختان في مفهومه الأساسي هو عبارة عن عنف ضد الإناث. وهناك قوانين مناهضة له في اليمن ولكنها غير كافية ولا تطبق». وأضافت أن موقف الحكومة اليمنية بخصوص ختان الإناث «لم يكن يوماً موقفاً صارماً» وهو يسمح لهذه العادة بالاستمرار بشكل خاص. وأقرت علي وغيرها بأن إنهاء ظاهرة ختان الإناث في اليمن سيحتاج إلى تغيير مواقف المجتمع تجاه المرأة في بلد صنفه المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2009 على أنه يعاني من أكبر هوة بين الجنسين في العالم على مدى ثلاثة أعوام متتالية. وترى علي أن «انعدام المساواة بين الرجال والنساء يشكل صلب المشكلة. فنحن نكافح من أجل حقوقنا. أشعر شخصياً بالغضب ولكن علينا أن نخطو خطوات صغيرة عندما يتعلق الأمر بتغييرنظرة المجتمع نحوالمرأة ».