خلال سنوات طويلة من العمل الإعلامي، واجهت العديد والكثير من الأسئلة، أسئلة محرجة، وأسئلة مكررة لا معنى لها، وأسئلة عميقة تستحق التفكير والتأمل قبل الإجابة، وأخرى مستفزة تحتاج إلى الحذر واليقظة قبل الدخول في جدليات تفاصيلها، لكن من كل تلك الأسئلة هناك سؤال واحد دائماً ما يستوقفني وأشعر بأنه جدير بالشرح والتوضيح.وفي الندوة التي نظمتها جمعية أم المؤمنين في عجمان صباح أمس، ضمن جهود الجمعية الرامية للتوعية والتثقيف المجتمعي فيما يتعلق بقضايا التنمية المجتمعية والإنسانية، كان ذلك السؤال أو القضية حاضرة، قضية المرأة والرجل في الأجندات الانتخابية، واستراتيجيات النساء في الإمارات للوقوف في وجه توجهات الرجال واستراتيجياتهم!أين تقع قضايا المرأة في اهتماماتك؟ هكذا سألتني إحدى الصحافيات ليصب سؤالها في المجرى نفسه، ودائماً ما أقف لأتساءل: هل لدينا قضية صدام أدوار وتناقض أولويات بين المرأة والرجل في مجتمع الإمارات؟ هل تعاني المرأة الإماراتية من قضية عنف كظاهرة طاغية في المجتمع؟ هل تعاني من التمييز الجنسي ضدها فتُحرم من التعليم والميراث والقرار بهذا الشكل الذي يفرز ظاهرة ويشكل أزمة، كما هو الحال في المجتمعات الأخرى؟لست من الذين ينظرون للمجتمع على أنه مدينة فاضلة تسكنه مخلوقات ملائكية، فالواقعية والمنطق ضد هذه المرئيات الدعائية، لكنني أقول أننا مجتمع يبني مشروعه التنموي وسط حقول من الألغام والتحديات، ألغام إقليمية محيطة وتحديات داخلية كثيرة، تفرض أن نكون معاً رجالاً ونساء، فكلنا معنيون بالتحدي وكلنا معرضون للأخطار نفسها، الرجل والمرأة والشاب والشابة والطفل وكبار السن، نحن في قارب واحد وليس أمامنا سوى خيار واحد أن ندفع هذا القارب لضفة آمنة قدر المستطاع، لأن غير ذلك معناه الكثير من المخاطر.لا يجب على الإعلام ولا على قادة الرأي وقوى التغيير المجتمعية أن تدفع المجتمع إلى توليد ثنائيات تصادمية تصارعية تنافسية قائمة على الأحقاد والكراهية وتصيد الأخطاء، ذلك لا يخدم المجتمع، ولا قضايا التنمية والتطوير، ولا يخدم المرأة ولا الرجل، لا يجب أن يكون لدينا قضايا امرأة وقضايا رجل، بل قضايا إنسان، مواطن إماراتي مطالب أن يسعى للأمام وأن يحصن وجوده وسط تحديات كثيرة، فأمام هذه التحديات كلنا إماراتيون، رجالاً ونساء.--------------------------[c1]نقلاً عن صحيفة (البيان) الإماراتية[/c]
أمام التحديات.. كلنا مواطنون
أخبار متعلقة