إعداد/ زكي الذبحانيلايرتاب عاقل في حقيقة ما يسببه مرض شلل الأطفال من ضرر كبير وشر مستطير، فما إن يتمكن من جسم الإنسان حتى يحدث ضموراً للعضلات التي يصيبها فيقعدها عن الحركة بصورة تنعدم معها أي استجابة عصبية حركية لاينتهي معها الإحساس بالجزء أو العضو المصاب.وهذا الاحتمال قائم ليس بمستبعد سواءً بالنسبة للأطفال المحرومين نهائياً من التحصين أو الذين يهمل تحصينهم بالاكتفاء بجرعة فقط أو جرعتين أو ثلاث جرعات دون الاستمرار في إعطائهم المزيد منها عند كل حملة أو جولة تحصين وكلا الأمرين يعطي ويتيح لفيروس المرض فرصة للعيش ويمكنه من معاودة تهديد فلذات الأكباد مجدداً بشكل لا نأمن معه على أطفالنا من تلقي العدوى.وأقول للطاعنين في صلاحية اللقاح المضاد لفيروس شلل الأطفال انكم مخطئون، فاللقاح المستخدم عبارة عن فيروس مضعف يحفز جسم الإنسان على بناء أجسام مضادة، ولايمكن أن يسبب الشلل ولو في أسوأ الأحوال. ويستعمل في جميع العالم وماكان ليخصص لليمن ولا لأي دول أخرى عربية أو إسلاميةبيمعزل عن دول العالم الأخرى، حيث أن هناك الملايين من أطفال العالم يحصنون بمن فيهم المولودون حديثاً، ولم يسبق أن الحق بهم ضرراً على الإطلاق بل على العكس تماماً يوفر حماية كاملة لسائر الأطفال دون الخامسة من العمر.وما من مانع لتلقي الأطفال الذين تقل أعمارهم للجرعة اللازمة منه في سائر الأحوال بصرف النظر عن الإصابة بأي من الأمراض الشائعة، مثل الإسهال الطفيف أو نزلة البرد أو الحصبة أو الإصابة بحمى عادية.. الخ علماً بأن الطفل الذي يعاني من الإسهال لايحرم من التطعيم، ويعاود تحصينة مرة أخرى بعد توقف الإسهال مباشرة تعويضاً له عن الجرعة السابقة التي ربما لم يستفيد منها ولضمان فاعلية الجرعة الجديدة وأدائها لدورها الوقائي.وفي حال ظهور أعراض سلبية على الطفل المحصن، فإنها ليست بسبب الجرعة بل هي نتيجة مرض غير متوقع لا علاقة له باللقاح.ونحن بدورنا مطالبون ببذل كل ما يمكن لنا بذله من جهد لأجل أطفالنا ولنمائهم ونشأتهم أقوياء معافين وألا نركن إلى ما يهدد ويبدد الجهود التي تبذل لحمايتهم من الأمراض وصرف خطرها عنهم.إذ أن كل من يمنع طفله من التحصين خاسر لا محالة ومسقط لمسؤولية أساسية ملقاة على عاتقه، مسؤولية سيحس بها كل من أهدرها عاجلاً أم أجلاً، ولن تنكرها ضمائر من أصيب أطفاله بداء شلل الأطفال الوخيم.فكفى المنقادين وراء الأقاويل المشوهة للتحصين انقياداً وراء شائعات هي في حقيقتها محض افتراءات جائرة غرضها النيل من حاضر ومستقبل أطفالنا وتدمير عافيتهم بترك أجساد أطفالهم منالاً للإعاقة والعجز.إن من واجب الآباء والأمهات جميعاً الوثوق تمام الثقة بأن التحصين ضد شلل الأطفال هو الملاذ الآمن والمطلب الضروري لأبنائهم، وأنه حاميهم وواقيهم الوحيد من الوقوع ضحية الإعاقة. لذا يجب عليهم تطعيم اطفالهم الذين لم يبلغوا العام من العمر بجرعات التحصين الروتيني المعتاد والالتزام بمواعيد جرعاته المحددة في الكرت الخاص بهذه الجرعات، وعليهم ايضاً أن يلتزموا بتطعيم جميع من هم دون الخمسة أعوام في كل حملة وكل جولة للتحصين ضد شلل الأطفال.وأود أن أقول للآباء والأمهات إذا أنتم أهملتم تعطيم أبنائكم، فبإهمالكم هذا ستحاسبون أمام اللّه سبحانه وتعالى ، لأنكم تضيعون الأمانة التي وضعها المولى عز وجل بين أيديكم لو أصيبوا بأذى أو مرض جراء هذا الإهمال، وهذا خير البرية رسول اللّه »صلى اللّه عليه وآل وسلم« يقول فيمن يسلم من يعول الى الضياع : »كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول«.وللآخذين بالرفض من ناحية دينية، المنكرين مشروعية التحصين أقول لهم.. صحيح أن العالم إذا أخطا فله أجر، إلا أن عندنا في القرآن الكريم أمراً واضحاً وصريحاً، حيث يقول عز وجل: »فاسالوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون«.وأهل الخبرة هنا هم الثقات- بحسب ما أورده بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- هم الثقات في منظمة الصحة العالمية ومكتبهم الإقليمي بالقاهرة الذي يقوم عليه أناس مسلمون موثوق بعلمهم وخبرتهم وبدينهم وأمانتهم، وقد قالوا إن هذا اللقاح لاضرر فيه ولانجاسه ولا خبث ولا يحمل أي سبب للعقم، بل هو طيب نافع ومجرب ومحمود الآثار بكل حال والحمد للّه.ولعل الأصل في المشكلة أن بعض مشايخ المسلمين والخطباء أخذوا يتحفظون على استخدام لقاح شلل الأطفال الذي يعطي بالفم، مستندين الى حجج واهية مغلوطة، كالزعم بأنه يحتوي على مواد كيماوية وهرمونية لها آثارجانبية يمكن أن تؤدي الى العقم أو انه يحوي مواد منتنة عفنة لايجوز إدخالها إلى البدن، ظناً من أن الفيروسات الموهنة المضعفة التي توجد في هذه اللقاحات.. ينطبق عليها هذا الوصف، وهلم جرا.مع أنه ليس هناك إثبات في اعتبار المواد التي يتكون منها اللقاح الواقي من الشلل بأنه نجس أو ضار أو انه يسبب العقم ويترتب عليه التحريم، فالمرجع في إثبات الضرر أو النجاسة هم أهل الخبرة والتخصص الذين يرجع إليهم في المسألة ، قال تعالى: »ولا ينبئك مثل خبير«.ختاماً: ننوه الجميع إلى أن هناك جولة ثالثة لحملة تحصين ضد شلل الأطفال يزمع تنفيذها من منزل إلى منزل في الفترة من 9-11 من مايو الجاري 2006م ولن تكون شاملة لجميع المحافظات كالعادة ، بل ستشمل محافظات »تعز، الحديدة، أمانة العاصمة،أبين، إب، ذمار شبوة صنعاء، البيضاء، مأرب ، الجوف« بالاضافة إلى بعض مديريات محافظة الضالع وهي: »الضالع ، قعطبة، الحشا، دمت« ومديريات »حرض، عبس، ميدي« بمحافظة حجة.المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.
|
تقارير
حصن طفلك ضد شلل الأطفال.. لا تتردد
أخبار متعلقة