فضاء
ليس المهم أن يتساجل الناس في تعريف المجتمع المدني بل المهم أن يعملوا ليؤدي دوره المستقل كما يجب ، كما أنه ليس من الوجاهة في شيء أن نلهث ونركض نحو الاستئثار بهذه المنظمة أو تلك من منظمات المجتمع المدني إنما الوجاهة تتجلى في الاعمال التي نضيفها الى هذه المنظمات ويستفيد منها الناس وينتفعون ، إننا في المجتمعات العربية ( بكل أسف) نستغرق كثيراً في التفاصيل السطحية ونضيع وقتنا في عبث لا طائل من ورائه ، وتضيع من بين أيدينا جواهر الاشياء ومضامينها ، ونحن فرحون بأننا نمسك بالقشور التي نضفي عليها هالات براقة تعمينا عن حقيقة إننا في هذا العالم نوضع في خانة الاصفار والمجتمع المدني واحد من الامثلة الساطعة على أننا لاشيء قياساً بغيرنا ، إن المجتمع المدني في البلدان الاوروبية هو تقريباً الذي يدير هذه البلدان حيث تعمل له الحكومات ألف حساب قبل أن تقوم على شيء وخصوصاً في تلك الامور الحاسمة سواء في السياسة الداخلية والخارجية أو في الاقتصاد وصولاً الى دور رعاية وحضانة الاطفال وبيوت المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ، وقد إنتزع المجتمع المدني حقه في قيادة مجتمعه في بلدان الغرب جبراً وليس تسولاً أو من خلال تمجيد الحكام وتقديسهم والتبعية لهم ولم يصل المجتمع المدني في الغرب الى هذا المستوى من الاهمية ومن الجدية إلاّ بالشفافية فهو مجتمع شفاف على عكس المجتمع في بلداننا العربية هذا المجتمع الذي تستفيد منظماته ( على سبيل المثال ) من الدعم المالي الاممي لكن المسارب التي تجري فيها هذه الاموال هي مسارب مظلمة ومغلقة ولنأخذ بلادنا مثالاً، إننا نجد هنا منظمات تتهم الادارة الرسمية الحكومية بالفساد لكن هل تمارس هي نفسها الشفافية ؟نجزم أنها لاتفعل فلم نسمع او نقرأ عن أية منظمة قدمت كشف حساب علني للأموال التي تستحوذ عليها باسم المجتمع المدني وهو أمر مؤسف على كل حال .* علي ياسين