لا تبريراً للنساء ولا تجنياً على الرجال.إلا أن العادات والتقاليد حكمت على معظم المجتمعات البشرية، وخصوصا عالمنا العربي، أن لا مجال للتسامح مع امرأة تعثرت، فيصبح الموت أكرم لها من الحياة. لذلك كثر ما يسمى ب” جرائم الشرف”فتقتل المرأة، لتزول معها وصمة العار، ولإثبات “الرجولة” التي لا ترحم إنسانة سقطت في الضياع.إن الخوض في هذا الموضوع، شديد الحساسية في مجتمعاتنا. ولذلك كانت العاقبة وخيمة على كل من تسول لها نفسها التلاعب بهذا الأمر. فهي أولاً تفقد احترامها وربما ثقتها بذاتها ، إضافة إلى ما يحل بها من عقوبات إذ لا رأفة من الأهل والمجتمع لدرجة حرمانها من الأبناء إن كانت أماً. هذا إن بقيت على قيد الحياة.هل هناك أي أمر في الدنيا يستحق كل هذه التضحية؟رغم كل هذه المأساة التي من الممكن أن تلحق بامرأة، فإن هذه المسألة لم تحل بل على العكس، العلاقات غير الشرعية في ازدياد كما الخيانات الزوجية . ما هو السبب؟ هل هو تجاهل مقصود لكل هذه الأمور بغية العيش كما يحلو لها ولو لفترة محدودة؟ أم هو غباء امرأة تعتقد أنها تحيا قصة حب عظيم وسراً دفيناً؟ وهل يحترم أي رجل وخاصة الشرقي امرأة لا تلتزم بالتقاليد وتنحرف عن القيم والدين، مهما قدمت له من حب و مشاعر؟ ما هو الدافع القوي للتوجه نحو الموت النفسي أو الجسدي أو كليهما معاً بخطوات ثابتة أو متعثرة ولكن متسارعة؟ تتنوع الإجابات وعلى رأسها دائماً ابتعادنا عن الدين والمثل العليا وغزو ثقافة الغرب لمجتمعاتنا وغيرها...واللافت أن معظم هؤلاء النساء على إدراك تام بكل هذه الأمور، ومع ذلك يستمرون في سلوك هذا الطريق. لماذا؟ هل هي حاجة إلى مغامرة أم تمرد على التقاليد أم تجديد يضفنه على حياتهن بعد أن مللن روتين الأيام؟ أم هي المشاعر الإنسانية التي تتبدل مع الزمن في بعض الأحيان. فيصبح الزوج مجرد أب ومعيل أو معين للعائلة، وتزول المودة واللهفة، فتلجأ المرأة إلى من يقدم لها هذه المشاعر، ولو على حساب التضحية بأعز الناس وأسمى القيم؟؟المرأة يجب أن لا تخطئ في هذا المجال وإلا كان العقاب شديداً، هذا ما نشأنا عليه ونربي عليه أبناءنا.ولن أقارن المرأة بالرجل من هذه الناحية لأنه لا مقاربة في الموضوع، وشتان بين العقوبتين، إن كان هناك من يحاسب الرجل أو من يلتزم بتعاليم الدين التي تؤخذ بنسبية وجزئية.وتجدر الإشارة إلى أن هذا التساهل في التعامل مع الرجل هو أحد أهم الأسباب التي تفتح الباب أمام النساء للسقوط في الهاوية. فلو طبقت بشأنه القوانين ذاتها التي تفرض عليها، ولو كان للشرف مفهوم أوسع من “زنا امرأة” ليشمل أيضاً “زنا رجل” فيصون نفسه كما يجب أن تفعل هي. أي لو كان هناك ما يسمى “ شرف رجل” دون أن ترتبط هذه العبارة دائماً بامرأة من العائلة، لما رأينا كل هذا الضياع والانحلال الأخلاقي. ولكن عندما يفاخر الرجل بنفسه كزير نساء و يبقى محترماً ولو غرر بمعظم نساء العالم كان لا بد من تفاقم هذه المشكلة. أمام عدم وجود رادع حقيقي له كان لا بد لها أو لبعضهن، من السقوط. خاصة من يعانين من ثغرات في حياتهن العاطفية أو من المهمشات اجتماعياً .المرأة ليست ملاكاً لتضعوا أمامها كل مغريات العالم والضغوط النفسية وتطلبوا منها أن تبقى عفيفة طاهرة .والحل إما أن تسجنوها وتحجبوها عن العالم بما فيه، باعتبارها جوهرة ثمينة أو شراً مطلقاً وما إليه … وتمنعوها من التفاعل في المجتمع لتكون عنصراً فاعلاً فيه. أو أن تتوقفوا عن الكيل بمكيالين، حيث تعطون الرجل فوق الحقوق “ تجاوزات” فيحق له أن يتلاعب كما يشاء لتتهموها هي بالفتنة وأصل البلاء . فكما عليها أن تحافظ على ذاتها حتى لا تثير الغرائز، عليه واجب القيام بالمثل. لأنها هي أيضاً إنسان تمتلك مشاعر وأحاسيس.لست أطالب بحقوق إضافية للمرأة، بل بوضع حد لتجاوزات الرجال. حيث لا نأخذ الموضوع على محمل الجد عندما يخطئ الرجل ، وتقوم الدنيا ولا تقعد عندما تخطئ امرأة!!!؟[c1]* كاتبة لبنابية[/c]
|
فكر
عندما تخطئ امرأة
أخبار متعلقة