قصة قصيرة
العينان تنكمشان من شدة الالم .. ضغط على بطنه بيديه ببطء .. حاول الضغط من جديد ليستعيد انفاسه . لا فائدة .. الوجع كالسكين في خاصرته اليسرى .. العينان تنكمشان من شدة الالم . يارب ما هذا .. الالم شديد ؟ ساجن من شدة الالم اصبحت كالقنفد ! قال . "الله اكبر " صوت أذان المغرب يطرق اسماعه من بعيد يارب .. استعاد انفاسه نهض مسروراً ضاحك العينين وفتح الباب على مصراعيه .. تناول القرآن وقرأ ما تيسر له من الآيات شاكراً ربه . في الغرفة سلك كهربائي غليظ لمكيف الهواء مطوي على شكل مشنقة حدق به ثم ضحك .. زوجته " سلمى " تدخل اليه بالقهوة المرة مع المغرب الذي يدخل اوله .. نهض واشعل سيجارة .. نظر الى وجهه في المرايا .. خيوط دخان السيجارة ترقص يمين شمال .. حدق في دخان السيجارة المتمايل الهزاز ثم الى السقف البعيد .. توظأ .. تناول السجادة .. فرشها وصلى .. نسي القهوة المرة .. وضع ساعته في يده اليمنى .. تناول كتاباً لقصة من مكتبته بعنوان " العتيق الاسطورة " قرأ السطر الاول .. كلب وقطة سوداء تتعاركان في حوش البيت .. نسوة يدخلن على زوجته .. نظرة للكلب والقطة .. نظرة للنسوة نظرة لزاويا الدار تذكر انه يوم الثلاثاء على موعد مع المدير والذي سيعمل على مساعدته انتظر اكثر من عشرة ثلاثاء . الغى الموعد تذكر مقطع من اغنية الفنان اليمني الكبير الفقيد " محمد عبده زيدي " دندن .. غنى " غصب عني ايش أسوي كل شي قسمة ونصيب " .. النسوة يغادرن المنزل وجاء دور القراءة والكتابة .. اشعل سيجارة من علبة السجائر التي بقربه .. اشعلها واشتعل .. اغمض عينيه وتمنى لو انه في المقهى ، لو ... * محمد حسين بيحاني