قصة قصيرة
- هبت العاصفة في المنزل.. لقد ثار رب الأسرة على زوجته وأولاده عندما استيقظ في الصباح ولم يجد خفه المنزلي إلى جوار فراشه كالمعتاد..- وراحت زوجته تهدئ من روعه وتلتمس شتى الأسباب والمعاذير لتبرر له عدم وجود خفيه متعللة بأن ابنه الأكبر قد استعارهما للحظات ليذهب إلى دورة المياه ثم يعيدهما قبل استيقاظ والده وإنه هو الذي استيقظ قبل موعده بكثير..- ورماها بنظرة صارمة قاسية جمدت الدماء في عروقها وحبست الكلمات في حلقها فانكمشت ترتعد وتركته يفرغ ثورته في وجوه أبنائه..- ولزم الجميع الصمت في هيبة وخوف حتى أفرغ ثورته ثم صاح في وجه زوجته الشاي.. الشاي.. أريد كوباً من الشاي لقد اقترب موعد ذهابي للعمل.. أسرعت زوجته تعد له كوباً من الشاي فشربه بسرعة وهي تقف إلى جواره مرتعدة مستسلمة وترددت طويلاً..- ثم قالت له أنها تريد حذاءً جديداً رماها بنفس النظرة القاسية الصارمة وقال لها لماذا لم تقولي لي من قبل.. خشيت أن تثور في وجهي مط شفتيه متظاهراً بالامتعاض إلا أنه في حقيقة الأمر كان يشعر بسعادة كبيرة في أعماقه..- هكذا القوة هكذا تكون إدارة المنزل أن يخشاه الجميع ويرهبونه أنه يحب هذا الشعور شعور القوة ثم غادر مائدة الإفطار وزوجته خلفه تدعو له بالتوفيق في عمله وهو يسير منتفخ الجسد حتى باب المنزل ولم يكد يغلقه خلفه حتى تنفس أبناؤه في ارتياح..- واسرعت زوجته تلتقط تلك الأوراق المالية التي تركها خلفه لها أما هو فقد ذهب إلى عمله على الفور وخلع بذلته وعلقها على موضعها القديم في عناية واهتمام وارتدى بدلته الرسمية للعمل.- وفي تلك اللحظة التي تعالى فيها صوت غاضب يهتف أين ذاك الحمار لماذا لم يصل بعد حتى الآن ثم أسرع يحمل كوب الشاي وقال أنا هنا يا سعادة المدير ثم قدم الشاي إلى مديره في مكتبه والمدير يهتف ساخطاً يا لك من غبي أنت أسخف عامل عمل هنا أنت حمار ابتسم وضحك قائلاً حمار شغل يا سعادة المدير ومع بداية عمله كان قد نسى كل شيء عن المنزل وعن القوة وعن العاصفة التي أثارها في منزله..