“عندما تهدر العاصفة / وأنا عبرها بيرق في يد المارد / أغلق الباب في وجه أوجاعك السالفة / أغلق الباب يا والدي / واغفري كل ما كان يا أم / واستبدلي الأمس بالعاطفة” - سميح القاسم - تمضي القناديل وتنطفئ الشموع ونحن نعالج الاحزان والمحن بالصبر وبالدموع .. الرحيل يتسع والحزن يزداد اتساعا .. بالأمس رحل العزيز الغالي (عصام سعيد سالم) واليوم رحل ابنه (أياد) وترك الرحيل لنا في القلب جرحا جديدا وفي العين دمعة حزن وألم .. مقدر ومكتوب ان يظل الحزن مقيما في القلوب .. مقدر ومكتوب..عام مضى من الزمن, ضاع من عمر المدينة (عدن) برحيل رفيق درب عزيز غاب عن سماء الوطن, لكن العزاء إنه مازال يعيش في قلوب اولئك الذين يحبونه, يتذكرونه, يذرفون الدمع الصامت حين يعرفون أنهم قد باتوا اليوم يفتقدونه..هو الرحيل تلو الرحيل, والحزن هو الحزن, لايتغير, بل يزداد اكثر واكثر.. دوائر الحزن من حولنا تزداد, دوائر الخوف تزداد, دوائر القهر تزداد وتزداد معها نذالة المعادن الرخيصة المحسوبة على الإنسان.. وخيال العزيز الراحل (عصام) لايفارق من عرفه, من زامله, من احبه, يطوف معنا شوارع المدينة الصامتة صمت القبور, الباحثة بكل غباء عن الفرسان ما بين الطحالب والصخور .. والرحيل مازال, الأول تلو الآخر..عصام .. أيها الراحل عنا منذ عام, غصة الحزن اليوم اشتدت على (اسرتك) اطبقت اليوم على عنق الجميع (هم ونحن) . ها قد اتى اليك اليوم ولدك الحبيب (اياد) سقط القنديل الثاني من البيت الكبير .. افسح له المكان بجانبك, وامسح دمعة الرحيل المأساوي عن وجهه.. احضن ابنك القادم اليك, الراحل عن البيت الكبير .. هو الرحيل يا عصام تلو الرحيل .. الحزن يزداد, والأسى يزداد .. مقدر ومكتوب..يا اخوتي عندما تتذكران احزاننا وآلامنا, ابعثا لنا الصبر الذي نريد .. الامل الذي نريد.. واتركا لنا المقدر والمكتوب, ففي (وطني) ما زالت اللعبة تدور وتدور ما بين الغالب والمغلوب.
ما بين الرحيل السابق واللاحق دمعة حزن !
أخبار متعلقة