مقتل (9500) مدني في الصومال
نيروبي/مقديشو/14 أكتوبر/رويترز: قال مسئول بحري أن مسلحين صوماليين خطفوا أمس الثلاثاء ناقلة يعتقد أنها مملوكة لهونج كونج بعد ساعات من إطلاق القوات الفرنسية سراح سائحين فرنسيين خطفهما قراصنة آخرون. وقال اندرو موانجورا من رابطة الملاحين في شرق إفريقيا «كل ما نعرفه هو أن مسلحين هاجموا ناقلة نفط أو ناقلة مواد كيماوية في المنطقة التي تنظم فيها دوريات عسكرية (قبالة المياه الصومالية الإقليمية). نعتقد أنها مملوكة لهونج كونج لكن ليس لدينا تفاصيل أخرى...سمعنا أنها كانت متجهة إلى مكان ما في أسيا».وكان مكتب الرئيس الفرنسي قد ذكر أمس الثلاثاء إن القوات الفرنسية أطلقت سراح سائحين فرنسيين خطفهما قراصنة قبالة ساحل الصومال، وأضاف مكتب الرئيس في بيان أن أحد القراصنة قتل واعتقل ستة آخرون. وخطف مسلحون الفرنسيين في بداية سبتمبر وطالبوا بفدية بلغت أكثر من 1.4 مليون دولار. وكان الاثنان يقومان برحلة بحرية من استراليا إلى فرنسا حيث كانا يعتزمان بيع القارب الذي يبحران به. وقال البيان «الفرنسيان آمنان وبصحة جيدة». وذكر أن الرئيس نيكولا ساركوزي أمر الجيش الفرنسي بإنقاذ الرهينتين في وقت متأخر أمس الأول الاثنين. وخطف قراصنة صوماليون أكثر من 30 سفينة حتى الآن هذا العام لتصبح الممرات الملاحية قبالة الصومال الأكثر خطورة في العالم. ويقيم أغلب المسلحين في منطقة بلاد بنط التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال الصومال وتشيع بها الفوضى. وقال عبد القدير موسى يوسف مساعد وزير المصايد في بلاد بنط إن الهجوم الفرنسي وقع على الساحل على بعد نحو 700 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من بوصاصو، وأضاف يوسف «سيطروا على القارب وأنقذوا السائحين» .ومضى يقول «شوهدت طائرات هذا الصباح تحلق فوق المنطقة ولكنها عادت أدراجها الآن. نحن نحقق فيما إذا كانت قوات مشاة البحرية الفرنسية سببت خسائر بشرية أو مادية أخرى بما أن الكثير من المدنيين يعيشون حول هذه المنطقة». وقالت منظمة بحرية في شرق إفريقيا إن الفرنسيين هما جان إيف وبرناديت ديلان. وفي وقت سابق هذا العام احتجزت قوات الكوماندوس الفرنسية ستة قراصنة صوماليين عقب دفع فدية للإفراج عن يخت فرنسي وطاقمه المكون من 30 فردا. وكان القراصنة يطلبون فدية تزيد على 1.4 مليون دولار للإفراج عن السائحين الفرنسيين وكذلك الإفراج عن القراصنة الستة المحتجزين في سجن فرنسي. وأطلق قراصنة يوم الأحد صواريخ على قارب فرنسي لصيد أسماك التونة في المياه الدولية في المحيط الهندي على بعد 400 ميل بحري قبالة ساحل الصومال. وتطالب فرنسا الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات لحماية القوارب التي تبحر في المحيط الهندي. على صعيد أخر قالت جماعة محلية مدافعة عن حقوق الإنسان أمس الثلاثاء أن نحو 838 مدنيا صوماليا قتلوا منذ يونيو حزيران ليرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى في التمرد الذي بدأ أوائل العام الماضي إلى 9474 قتيلا. وتحصي منظمة علمان للسلام وحقوق الإنسان التي تتخذ من العاصمة الصومالية مقديشو مقرا لها الخسائر في الأرواح منذ أن نظم مقاتلون تمردا على الحكومة التي يدعمها الغرب وضد الجيش الإثيوبي المتحالف معها أوائل عام 2007 . وقال ياسين علي جيدي نائب رئيس المنظمة « سجلنا 838 حالة وفاة بين يونيو واليوم و1329 جريحا، «وخلال هذه الفترة خطف 53 شخصا جميعهم موظفو إغاثة باستثناء اثنين من الصحفيين الأجانب.» وصرح بأن التقارير تحدثت عن اغتصاب أكثر من 100 امرأة لكن يعتقد أن الرقم الحقيقي أكثر من ذلك. وأضيفت عشرات الآلاف من الأسر إلى مليون شخص نزحوا بالفعل بسبب القتال. ويقول موظفو إغاثة أن العنف يمنعهم من الوصول إلى المجتمعات الأكثر احتياجا وان الجفاف والتضخم وارتفاع أسعار الوقود والنفط فاقم من أسوأ أزمة إنسانية في أفريقيا. وفي الشهر الماضي قال تقرير للأمم المتحدة أن عدد الصوماليين المحتاجين لمساعدات قفز بنسبة 77 في المائة منذ يناير ليصل إلى أكثر من 3.2 مليون نسمة أي أكثر من ثلث السكان. وجاء في التقرير أن الدولة الواقعة في القرن الإفريقي تعاني من أسوأ فترات انعدام الأمن منذ أوائل التسعينيات حين سقط الصومال في براثن الفوضى بعد الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري. ولم يكن لاتفاق سلام مؤقت توصلت إليه الحكومة الصومالية مع فصيل من المعارضة في محادثات رعتها الأمم المتحدة في جيبوتي في يونيو الماضي أثر كبير على الأرض. ولم تتمكن قوة حفظ سلام تابعة للاتحاد الإفريقي قوامها 2200 جندي من أوغندا وبوروندي من السيطرة على الفوضى. وقتل جنديان من قوات حفظ السلام الأوغندية في انفجاري قنبلتين يومي الأحد و الاثنين في العاصمة الصومالية مقديشو. كما تعهدت حركة الشباب المتشددة بمنع الطائرات من الهبوط في مطار المدينة بعد منتصف ليل الثلاثاء. وكثفت الحركة التي تقول واشنطن أنها على صلات وثيقة بالقاعدة من أنشطتها ونطاق أهدافها على ما يبدو منذ أن تم إدراجها على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية في وقت سابق من هذا العام.